أسامة العيسة من القدس : أدلت صحيفة معاريف العبرية بدلوها في الخلاف بين عدد من علماء المسلمين، بعد فتوى الدكتور الترابي، التي أجاز فيها زواج المسلمة من كتابي، مشيرة إلى تاريخية هذا الخلاف في المجتمعات الإسلامية. واعد محررو الصحيفة تقريرا عن الهجمة التي تعرض لها الترابي، خصوصا من الشيخ يوسف القرضاوي التي أشارت الصحيفة العبرية إلى مكانته البارزة وتأثيره على جمهور واسع.

وأشارت معاريف، إلى أن الهجوم بدأ على الترابي بعد أجاز زواج المسلمة من مسيحي أو يهودي، ومعتبرا أن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل، بخلاف الشائع إسلاميا، وان ذلك استفز الشيخ القرضاوي الذي تصفه بأنه منافس للترابي، مما جعله يقود حملة اشترك فيها آخرون معارضون للقرضاوي.
وقالت الصحيفة بان الاختلاف الفقهي الجديد بين الترابي وعلماء مسلمين ليس جديدا، ويعود إلى نحو 1400 عام، بعد الدعوة الإسلامية، ويتعلق بدور ومكانة المرأة المسلمة في المجتمع الإسلامي. وأشارت الصحيفة إلى الأدوار السياسية للترابي والقرضاوي، فالأول وجه معروف في الساحة السياسية السودانية، وتولى مناصب قيادية قبل أن يدب الخلاف بين أطراف الحكم في الخرطوم، وانقلاب الرئيس البشير عليه وزجه في السجن، أما القرضاوي فعرف بفتاويه الداعمة للشعب الفلسطيني، وآخرها مناشدته للعرب والمسلمين التبرع للحكومة الفلسطينية الجديدة بقيادة حركة حماس.

وبالنسبة لمتابعي الدكتور الترابي فلم تكن فتواه بجواز زواج المسلمة من كتابي مفاجأة، وهي استمرار لما يعتبر مشروعا فكريا بدأه الترابي منذ سنوات، وغطى عليه عمله السياسي. ويحظى الدكتور يوسف القرضاوي باحترام لدى الناشطين الإسلاميين في الأراضي الفلسطينية، الذين يستعينون بفتاوي له في برامجهم الاجتماعية والسياسية، وهناك بعض نشطاء التيار الإسلامي، وهم قلة ممن تأثروا بالدكتور الترابي، مثل الدكتور غازي حمد، الناطق الحالي بلسان الحكومة الفلسطينية.