أسامة العيسة من القدس: بعد أن أثار خطاب خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي ألقاه أمس في دمشق، غضبا لدى حركة فتح، بعث نائبه الدكتور موسى أبو مرزوق، برسالة تهدئة لحركة فتح، مقرا بوجود هامش من اختلاف الرأي بين الحكومة الفلسطينية وحماس. ودعا، في لقاء مع المركز الفلسطيني للإعلام، المقرب من حركة حماس نشر مساء اليوم quot;إلى عقد لقاء يجمع بين القيادتين في حركتي حماس وفتح، تناقش فيه كافة المسائل العالقة بغية الاتفاق على برنامج وطني يتحدث باسمه الجميعquot;.

وقال أبو مرزوق، من مقره في دمشق لمراسل المركز quot;بلا شك أن الساحة الفلسطينية فيها الكثير من الحديث الذي يجب أن يكون فيه توافق كبير، وليس فيه افتراق؛ فيه اتفاق وليس فيه اختلاف، نحن نعيش مرحلة حساسة جداً، مرحلة فيها برنامجان، ويتصارع البرنامجان في كل قرار وفي كل توجه، وبالتالي الأحاديث التي يجب أن تكون في هذه المرحلة بالذات يجب أن تكون في إطار من السياق المتفق عليه، ولذلك الأفضل الآن من الفعل وردة الفعل أن يكون هناك مبادرة، و أن يكون لقاء للحركتين تناقش فيه كل القضايا؛ لأننا نحن في حماس نشكو الكثير من الظلم ومن التجاوز للقانون ومن التصرفات الخاطئة، كما أنه هناك شكاوى عند الإخوة في فتح، ولذلك يجب أن يكون هذا اللقاء؛ الذي يجمع بين القيادتين وتدرس فيه مسائل سواء كان البرنامج السياسي أو برنامج الحكومة أو مسار الحكومة ورئاسة السلطة الفلسطينية، كل هذه المسائل تتداول من أجل الاتفاق على برنامج وطني نستطيع جميعا أن نتحدث بلسان واحد ونسير في اتجاه واحدquot;.

وأضاف أنه quot;في المرحلة الأخيرة كان هناك تصريحات من أطراف عدة غير ملائمة وغير جيدةquot;، مشدداً على أن مشعل لم يتهم حركة فتح، قائلا quot;معاذ الله أن تُتهمَّ فتح بالخيانة، وهل يعقل أن يتهم التنظيم الذي قاد مرحلة النضال الفلسطيني أربعين سنة بهذا الوصفquot;، موضحاً أن مشعل وصف عدداً محدوداً من الناس، وأنه كان يقصد أشخاصاً بعينهم، ولا يقصد تنظيماً كتنظيم فتح.

وأكد أن quot;تنظيم فتح تنظيم كبير، تنظيم ليس بالتنظيم الهامشي في الشعب الفلسطيني، وبالتالي علينا أن نتحدث الآن بالإيجابيات التي نخرج منها، وليس عن السلبيات، يحب أن نتحدث عمَّا يجمع الصف وليس ما يفرقهquot;.

وقال quot;حتى ولو اختلفنا لا بد أن نضع آليات لكيفية التعامل مع هذا الاختلاف، ويجب أن لا يكون هذا الاختلاف اختلافاً يؤدي إلى ضياع المصلحة الفلسطينية العليا، نحن نتفق ونعمل فيما اتفقنا عليه، وإذا كان هناك اختلاف ننظم هذا الاختلاف حتى تبقى مصالح الشعب الفلسطيني هي المعتبرة وأن تكون هي المظفرةquot;.

واكد أبو مرزوق على أن مشعل، يعبر عن حركة حماس، ولكن للحكومة الفلسطينية ناطق رسمي باسمها، وهناك هامش يفصل بين الحكومة وحركتها، وبين موقف الحكومة وحركتها، مشيراً إلى أن quot;مرجعية المكتب السياسي لحركة حماس هو مجلس الشورى، أما مرجعية الحكومة هو المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب، وبالتالي الأمور واضحة وليس فيها لبسquot;.

وقال بان quot;حديث مشعل لم يكن من بنات أفكاره، بل هناك وقائع على الأرض تحدث عنها، هناك مسائل حقيقية كشف بعضها، وفي الواقع هناك اختلاف حقيقي في الصلاحيات بين المؤسستين (الرئاسة والحكومة)، حيث تم تعيين أناس في قيادات عليا بدون إطار قانوني، وتم اعتراض على تعينات بإطار قانوني في الأجهزة الأمنية، هناك صلاحيات نزعت من وزارات بسحب بعض الدوائر التابعة لها، وكانت هذه الدوائر تتمتع بصلاحيات محددة داخل وزاراتها نزعت هذه الدوائر وألحقت بالرئاسة، وفي مالية الولايات المتحدة تضغط على الدول لتحويلها إلى الرئاسة وليس إلى الحكومةquot;.

واضاف quot;نحن نعتقد بأن هناك قضايا كثيرة ذات هموم تئن منها مؤسسة السلطة، وبالتالي لا بد من لقاء مسؤول يجمع الطرفين لمحاولة وضع النقاط على الحروف، وإرجاع كل ذي مسؤولية لمسؤوليها، وكل صلاحية لما كانت عليه في السابق، وأن لا نلعب لعبة نزع الصلاحيات وتحويل الماليات، ثم بعد ذلك نحمل التبعات على فريق ليس من الحق والإنصاف تحميله هذه المسؤوليات.