خلف خلف من رام الله: ما زال صدى التصريحات التي أطلقها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس من العاصمة السورية يوم أمس تتردد في أذان الفلسطينيين، هذا في وقت أصيب فيه أكثر من 20 فلسطينياً نتيجة صدامات بين مؤيدي فتح وحماس في قطاع غزة، هذا فيما أجمع محللون استطلعت آراؤهم إيلاف أن مشعل بتصريحاته وضع القضية الفلسطينية في حمى الاستقطابات الإقليمية، مشيرين إلى أن لهجة مشعل القوية لم تأت من فراغ، بل استندت إلى توازن القوى الجديد الذي أحدثته إيران في المنطقة مع إعلانها نجاح أول تجاربها لتخصيب اليورانيوم قبل عدة أيام.

المحلل السياسي الفلسطيني البرفسور عبد الستار قاسم، رأى في حديثه لـquot;إيلافquot; أن تصريحات مشعل كانت نبرتها قوية، مما يعني أنه يستند إلى قوة تدعمه، منوهاً في الوقت ذاته، بأن حماس عملت خلال تواجدها في المعارضة على إفشال مشروع فتح، وفي الوقت ذاته، هناك من يحاول الآن إفشال مشروع حماس. مضيفا: ولكن هناك نقطة مهمة حماس أفشلت مشروع فتح من خلال عملياتها ضد إسرائيل، ولم تعمل ضد فتح بشكل رئيس. مؤكداً ضرورة رقي الجماهير والشعب الفلسطيني فوق الاعتبارات الحزبية حتى يتسنى تجاوز المرحلة. وقال: مطلوب من الجميع تهدئة الوضع حتى يتسنى للحكومة الفلسطينية بقيادة حماس إثبات وجودها، واستيعاب ما يدور حولها.

وقال عبد الستار: اعتقد أن حماس قادرة على تجاوز المرحلة رغم أن الأيام القادمة قد تكون صعبة عليها، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن المساعدات ستصل لا محالة للفلسطينيين، كون إسرائيل والمجتمع الدولي غير معنيين بتجويع الفلسطينيين، وكما أن هذا الأمر ليس من مصلحتهم، كما طالب عبد الستار حماس بضرورة الشفافية مع الجماهير الفلسطينية وإطلاعها على نتائج زياراتها واتصالاتها مع جميع الأطراف العربية والدولية.

الشوبكي: على الجميع الرقي بالعمل الحزبي

ومن ناحيته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي بلال الشوبكي في حديث مع إيلاف بأنه لا يتوجب الإلتفات إلى خطاب مشعل، لان هذا الخطاب عادي ومتناسب مع ما يدور في الساحة الفلسطينية، والأصل أن الموضوع الأهم للنقاش والتحليل هو الشذوذ السياسي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية، كما أوضح الشوبكي ان على الجميع الابتعاد عن الحسابات الفصائلية الضيفة والرقي في مستوى العمل الحزبي بما يخدم المصلحة الفلسطينية لا المصلحة الفتحاوية أو الحمساوية.

كما أشار الشوبكي إلى أن الساحة الفلسطينية انشغلت وابتعدت عن قضيتها المركزية في مواجهة الاحتلال، وباتت تركز على تنازعات وقضايا فئوية بما يسمح لإسرائيل بالاستمرار في مشاريع وفرض الحلول والأمر الواقع دون أي مواجهة فلسطينية. كما نوه الكاتب إلى أن تحليل خطاب مشعل يمكن أن يكون مهماً إذا ما أخذناه على المستوى الإقليمي، فهذه اللهجة لم نعهدها في خطاب حماس أو حتى الإخوان المسلمين بشكل عام فسياساتهم السابقة لم تكن مبنية على علاقات التصادم مع الأنظمة الحاكمة. وهذا التحول الجديد ربما يعطي دلالات أن حماس باتت تمتلك ظهيراً إقليميا متمثلاً في إيران والتي أضحت قوة لا يمكن تجاهلها في الشرق الأوسط.