سمية درويش من غزة: قررت الجامعات الفلسطينية تعليق الدراسة لمدة ثلاثة أيام ، عقب الحرب النارية التي اندلعت اليوم بين أنصار حركتي فتح وحماس في محيط جامعتي الأزهر والإسلامية بمدينة غزة ، وأسفرت عن إصابة العشرات بجروح متفاوتة. وقد جاء هذا القرار خشية من تجدد الصراع بين عناصر حماس وفتح ، لاسيما وان الاجواء مازالت مشحونة بالتوتر الداخلي ، عقب التصريحات النارية التي قصف بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، مسؤولين ووزراء سابقين ، متمها إياهم بالتآمر على حكومة حماس وبالفساد وسرقة أموال الشعب.

هذا وقد أعرب الفلسطينيون عن قلقهم من تلك الحرب التي اندلعت اليوم بين أنصار حركتي حماس وفتح ، في حين مازال رئيس الوزراء الفلسطيني يلتزم الصمت. ويخشى الفلسطينيون من أن تكون تصريحات مشعل ، بمثابة الشرارة لإشعال نار الفتنة والحرب الأهلية ، لاسيما وان هناك انقسام حاد في الشارع الفلسطيني بين تياري حماس وفتح.

وقد تظاهر الآلاف من نشطاء ومناصري حركة فتح في كافة أرجاء المحافظات الفلسطينية للتنديد بتصريحات مشعل، حيث انطلقت التظاهرات التي غلب فيها صوت الرصاص على هتافات المتظاهرين الغاضبين من تصريحات مشعل. وقد دعا نشطاء وأنصار فتح بالضفة الغربية وقطاع غزة ، الفصائل الفلسطينية للوحدة الوطنية وعدم الانجرار وراء الفتنة.

بدوره دعا نبيل عمرو عضو المجلس الثوري لحركة فتح ، حركة حماس إلى الاعتراف بمنظمة التحرير والالتزام ببرنامجها ، معتبرا حديث مشعل في دمشق ، لا يسهم في خلق مناخ لحوار أخوي . وانتقد عمرو خلال مؤتمر صحافي ، بشدة ما جاء في حديث أبو الوليد من اتهامات غير مسبوقة وانتقادات لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية ، داعيا إياه إلى التوقف عن طريقة التعامل مع الرئاسة والرئيس بمنطقين ولغتين.

وبين المسؤول الفتحاوي ، بان الحكومة تعاني مما وصفه بالخطب النارية التي تخرج من داخلها ومن حولها ، لافتا إلى أن حديث مشعل ليس من أخلاقنا ولا أدبياتنا ، وليس كلام مسؤول ،حسب تعبيره. وطالب الحكومة، التي قالت إن حديث مشعل لا يعبر عن وجهة نظرها بالاعتراف بمنظمة التحرير والالتزام ببرنامجها.

وعلى الصعيد الشعبي استنكر ابو خالد في العقد السادس من عمره ، التصريحات النارية التي أطلقها مشعل ، وتسببت في تأجيج مشاعر حركة فتح ، داعيا الفصائل الفلسطينية إلى التعقل ونبذ العنف. واستغرب أبو خالد الذي كان يتكأ على عكازه في إحدى شوارع جنوب مدينة غزة ، تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، قائلا ، quot;يجب على حماس مراعاة مشاعر حركة فتح بعد الانتخابات التشريعية quot;.

إلى جانب ذلك نشبت معركة كلامية بين سائق واحد ركاب سيارة أجرة ، بعدما اتهم الأخير حماس بتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني عقب تسلمها السلطة الأمر الذي سبب استياء السائق قائلا ،quot; اصبروا ما بدكم تحرروا القدس quot; ، فرد عليه الراكب قائلا ، quot; ما بدنا حد يزاود على فتح ، نحن أصحاب القضية quot;.