نصر المجالي من القاهرة: وجد الأمن المصري بعد التفجيرات الثلاثة الليلة في مواجهة مع ما يمكن تسميته بـ quot;المجهول الإرهابيquot;، وتفجيرات منتجع ذهب التي هي اساسا أحد معاقل بدو سيناء على مدى تاريخي طويل حالها حال نويبع وطابا وشرم الشيخ تطرح أسئلة كثيرة عمن يقف وراء هذه التفجيرات التي تؤكد المعلومات الأولية أنها ليست عمليات انتحارية، كما جرت العادة في مثل تلك العمليات.

وفي سيناء تعيش قبائل بدوية لا تنسى ثأرها مهما امتد الزمن، فكبريات القبائل مثل التياها والترابين والعزازمة، وهي امتداد لقبائل بلاد الشام وشمال الجزيرة العربية لم تتخل عن عاداتها العشائرية والاجتماعية على الرغم من انضمامها جغرافيا إلى الحاضرة المصرية منذ عقود تعود إلى التقسيم الذي تقرر مطلع القرن الماضي بين السلطنة العثمانية والامبراطورية البريطانية التي كانت تسيطر على مصر آنذاك.

وهذه القبائل ايضا تمتد إلى منطقة بئر السبع في جنوب فلسطين المحتلة العام 1948 حين تم ضم تلك الصحراء البدوية للكيان الإسرائيلي الجديد، حيث ظلت تلك القبائل تحافظ على أصالة عاداتها وتراثها رغم كل المتغيرات والصراعات العربية الإسرائيلية من حولها وخاصة تلك الحروب الثلاث في 1948 و1967 و1973 ، فالأمر لا يعني تلك القبائل.

ومع ملاحظة أن التفجيرات الثلاثة وآخرها تفجيرات الليلة، تتزامن مع الاحتفالات المصرية بتحرير سيناء عبر الاتفاقيات المصرية الإسرائيلية استنادا إلى اتفاقيات كامب ديفيد 1979 ، فإنه على ما يبدو أن أهل سيناء من البدو يتحركون وquot;يثأرونquot; على طريقتهم الخاصة.

وحسب المأثور الشعبي القائل إن quot;للصحراء مواعيدها، وأيضا بأن البدوي quot;لا ينسى ثأره ولو بعد حين من الدهرquot;، فإنه على ما يبدو تجد السلطات الأمنية المصرية وغيرها من المحللين الاستراتيجيين والإعلاميين أمام quot;حال من المجهول الإرهابيquot;.

فما مدى علاقة هذا المجهول الإرهابي، بما قامت به السلطات المصرية الأمنية من حملات اعتقال عشوائي بين أبناء تلك القبائل البدوية، بينما ظلت تلك السلطات عاجزة عن مطاردة الشبكة الإرهابية الحقيقية وهي (القاعدة) وغيرها من شبكات تمردت على الأمن المصري وانصرت عليه في الصحراء.

وإليه، يقول مراقبون quot;فشل سلطات الأمن المصرية في لجم العناصر الإرهابية الحقيقية المنظمة ومن بينها جماعة القاعدة، قادها إلى أهون الشرين وهو حملات الاعتقال والتعذيب ضد أبناء قبائل سيناءquot;quot;، وأضافوا quot;لهذا نعتقد أن أبناء القبائل لا أمامهم إلا الثأر من دون أهداف إرهابية كما تخطط لها شبكة القاعدة ذات الأهداف الأيدولوجية المتشددة،، وشتان ما بين الأمرينquot;.