نبيل شرف الدين من القاهرة: أوشكت النيابة العامة المصرية أن تسدل الستار على حادث بشع جرت وقائعه في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي بصعيد مصر، حين قتل خلاله عشرة أفراد من ثلاث أسر، بإحدى قرى مركز بني مزار بمحافظة المنيا في صعيد مصر، إذ أعلنت في بيان لها اليوم الأحد ـ تلقت (إيلاف) نسخة منه ـ أن التقارير الطبية التي أعدتها لجنة تضم عدداً من كبار أساتذة الطب النفسي انتهت إلى عدم اصابة محمد علي عبد اللطيف المتهم بارتكاب المذبحة بأي مرض عقلي، وتعد النيابة قرارها بالتصرف في هذه القضية قريبا في ضوء هذه النتيجة.

وكانت النيابة قد أمرت بايداع المتهم مستشفى العباسية للصحة النفسية وذلك اثر القبض عليه لاتهامه بقتل عشرة افراد والتمثيل بجثثهم حيث تم تشكيل لجنة تضم ثلاثة اساتذة للطب النفسي احدهم استاذ بجامعة القاهرة والثاني استشاري طب نفسي والثالث امين عام الصحة النفسية حيث قاموا بمناظرة المتهم بقسم المتهمين بمستشفى العباسية التي كان قد تم ايداعه بها منذ الثامن من شهر يناير الماضي عقب الحادث حيث انتهت اللجنة إلى أنه اثناء وجوده بالمستشفى طوال هذه الفترة فأن حالته لاتستدعي حجزه باحد المستشفيات العقلية الحكومية لثبوت عدم اصابته بمرض عقلي.

واشارت النيابة إلى أن اللجنة الطبية المشكلة اوضحت أن المتهم مهتم بمظهره العام ونظافته الشخصية ومتعاون ويجيب على الأسئلة بشكل عادية وهو هادئ ولم تظهر لديه تصرفات تدل على وجود هلاوس سمعية أو بصرية أو تشوش فكري ويتعرف على الزمان والمكان والأشخاص بصورة طبيعية، وكلامه طبيعي ومترابط مع وجود بعض الفقر في الافكار وصعوبة في التعبير لسبب قصور قدراته الذكائية.

ومضت اللجنة الطبية قائلة في تقريرها إنه بالنسبة لتعرض المتهم لنوبات عصبية وهياج في بعض الاحيان فإن مرجع ذلك نتيجة للاستثارة والانفعال العاطفي خاصة عندما يتذكر احوال والديه واخوته ونتيجة احساسه بالوحدة والغربة ورغبته الشديدة في رؤية افراد عائلته حيث تعد كل تلك الملاحظات طبيعية ويمكن حدوثها في مثل هذه الظروف .
وكان الطب الشرعي قد اثبت في تقريره الذي قدمه إلى النيابة وفاة المجني عليهم العشرة الذين عثر عليهم مقتولين وتبين اصابتهم بكسور بالعظام وتهتكات بالمخ والانسجة الرخوة والاوعية الدموية الرئيسية وما صاحب ذلك من نزيف دموي غزير وهبوط حاد بالمراكز المخية ولم يظهر تشريح وجود ثمة احشاء داخلية مفقودة او مستأصلة لأي من المجني عليهم.

وأوضح التقرير أنه عقب وفاة المجني عليهم تم بقر جدار البطن واستئصال الاعضاء التناسلية الخارجية للذكور صغارا وكبارا ويمكن حدوث بقر جدار البطن بالة حادة مدببة مثل السكين او ما شابهها ، كما لم يظهر الفحص والتشريح وجود ثمة علامات أو دلائل او اشارات تشير إلى تعدي جنسي حدث على المجني عليهن قبل او بعد الوفاة.

واشار التقرير إلى أن مطابقة البصمة الوراثية اظهرت أن الاعضاء التناسلية الخارجية المرسلة إلى الطب الشرعي تنتمي إلى المجني عليهم الذكور في هذه القضية طبقا لتقرير الفحص المعملي ، كما اظهر فحص الحذاء الخاص بالمتهم المذكور وجود تلوثات بدماء ادمية مطابقة للبصمة الوراثية لدم المجني عليها فاطمة سيد محمود.