بهاء حمزة من دبي: لا تزال الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دولة الامارات تتواصل للافراج عن الدبلوماسي المخطتف في بغداد في وقت يعيش فيه الشارع الاماراتي حالة من الذهول والغضب نتيجة الحادث الذي تتعرض له الدولة للمرة الاولى في تاريخها منذ ان اقامت علاقات دبلوماسية مع العارق قبل حوالي 34 عاما.

وذكرت مصادر في الخارجية الاماراتية ان ناجي راشد النعيمي لا يزال مختطفا في مكان مجهول حيث فشلت الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية عبر قنوات دبلوماسية رسمية وغير رسمية متعددة في الوصول الى حل مع المختطفين الذين
اعلنوا من قبل انتمائهم الى مجموعة عراقية مسلحة تطلق على نفسها اسم quot;لواء الاسلامquot;.

وبينما انتهت المهلة التي كانت المجموعة قد حددتها للامارات مساء امس لتنفيذ طلباتها القاضية باغلاق القنصلية الاماراتية في بغداد واغلاق قناة الفيحاء العراقية التي تبث من دبي لم يحدث أي جديد حيث لم تستجب الامارات لطلبات الخاطفين وان كانت قد استدعت القائم بالاعمال الاماراتي في بغداد علي سيف الكعبي امس للتشاور حسبما اعلن.

وكانت وكالة الانباء الالمانية قد نقلت عن مصدر اماراتي مسؤول اليوم اان الخاطفين لم يطلبوا اغلاق القنصلية الاماراتية في بغداد حسبما اعلن وانما طلبوا فقط تغيير القائم بالاعمال الحالي الذي تم استدعائه امس.

على صعيد متصل تواصلت حالة الذهول الشعبي مما حدث للدبلوماسي الاماراتي حيث كتب د. عبد الله عمران ناشر جريدة الخليج ذات الاتجاه القومي مقالا في الصفحة الاولى لجريته اليوم بعنوان quot;ما هكذا تعامل الاماراتquot; قال فيه quot;ان الإمارات لم تطلب يوما مكافأة لما قدمته من عون للأشقاء والأصدقاء في مشارق الأرض ومغاربها على مدى ثلاثة عقود ونصف العقد، حتى ليسجل لها أنها إحدى أهم الدول، حتى لا نقول إنها قد تكون الدولة الوحيدة، التي تبادر الى إيصال المساعدة الى مستحقيها حيثما كانوا من دون انتظار حتى الصرخة أو الاستغاثة. لكن المفجع والذي يدعو الى الدهشة والاستغراب هو أن يرد عليها البعض بالتعرض بالخطف لابن من أبنائها الذين يشكلون رسل سلام ومحبة في العراقquot;.

واضاف في مكان اخر من المقال quot;من يطعن اليد الممدودة لبلسمة الجراح والتخفيف من معاناة العراقيين نتيجة الفوضى القاتلة التي تعم العراق المحتل، لا يمكن أن يخدم هذا الوطن الذي يستحق أن يلتقط أنفاسه ويسترد دوره، ولا يمكن أن يخدم العراقيين الذين عانوا الأمرّين ويستحقون أن ينعموا مثل غيرهم بالحرية والأمان والاستقرار.
اما اهل الدبلوماسي المخطوف فيعيشون حالات متفاوتة من الفرح والحرزن والغموض نتيجة تضارب الاخبار التي تتناقلها الوكالات والمواقع الاخبارية عن ابنها حيث اعدت الاستقبالات الحافلة عصر امس في منطقة دبا الحصن التابعة لامارة الشارقة بعد ان اذاعت قناة اخبارية عربية انباء حول الافراج عن النعيمي لكن مرور الوقت وعدم تلقي الاسرة أي اتصال من ناجي او أي مسؤول اماراتي يفيد الافراج عنه حتى ساعة متأخرة من الليلة الماضية اكد للاسرة ان الانباء التي تحدثت عن اطلاقه ليست سوى شائعات مما حول الافراح الى مآتم وزاد من حالة الترقب التي يعيشها افراد اسرة الدبلوماسي المخطوف.