السفارة تصف تصريحات المعونة بأنها مختلقة
أزمة بين البرلمان المصري والسفير الأميركي



ابو الغيط: حرصون على امن واستقرار السودان
نبيل شرف الدين من القاهرة: يواجه فرانسيس ريتشاردوني سفير الولايات المتحدة لدى القاهرة حملة ضارية من الاتهامات التي انتقلت هذه المرة من صفحات الصحف إلى مبنى البرلمان، إذ طرح بعض النواب استجوابات للحكومة، على خلفية تصريحات منسوبة للسفير ـ وقد نفتها السفارة لاحقاً ـ حول المساعدات الأميركية لمصر، غير أن رئيس البرلمان المصري فتحي سرور طلب من الحكومة الرد على تلك الاستجوابات، مشيراً إلى أن الحكومة يجب أن تكلف وزير الخارجية بالحضور إلى البرلمان لتوضيح حقيقة هذا الأمر، بالنظر إلى أن العلاقات الدولية تكون من خلال وزارة الخارجية فقط، ولا يحق للبرلمان ولجانه التعامل مباشرة مع السفراء الأجانب المعتمدين في البلاد .

من جانبه قال السفير الأميركي بالقاهرة إن مصر دولة صديقة للولايات المتحدة وأن بلاده سوف تستمر في تقديم المعونة لمصر لتشجيع عملية قد مارست ضغوطا على مصر، مشيرا إلى ان بلاده دولة صديقة لمصر ، وهناك تعاونا مع الحكومة المصرية .

وردا على سؤال حول تصريحات كان قد أدلى بها أحد أعضاء الكونغرس الأميركي، داعيا فيها إلى قطع المساعدات العسكرية عن مصر، قال السفير الأميركي : quot;نحن دولة يحكمها نظام ديمقراطي وهناك آراء متعددة في شتى القضاياquot; .

كما نفت السفارة الأميركية أيضاً صحة أنباء حول شراء السفارة الإسرائيلية مقر الجامعة الأميركية في القاهرة وسط المدينة، وذلك بعد انتقالها إلى مقر جديد في أحد الضواحي .

سيادة مصر
وكان النائب البرلماني المحسوب على التيار الناصري، كمال أحمد قد إنتقد في جلسة مجلس الشعب (البرلمان) تصريحات السفير الأميركي عن العلاقات مع مصر والتي نسب فيها النائب إلى السفير قوله quot;إن الإدارة الأميركية لها مصالح وتدفع أموالا إلى الحكومة المصرية، وعلى الاخيرة أن تعمل على تحقيق هذه المصالحquot;، وأن السفير الأميركي وصف المعارضة المصرية بالانتهازية وطالب الحكومة بأن تدافع عن كرامة مصر، وقال كمال أحمد quot; فلتذهب المساعدات الأميركية إلى الجحيم، وعلى السفير الأميركي أن يحترم سيادة مصر، ويتأكد أن الشعب المصري لن يقبل هذه الإهانةquot;، على حد قوله .

وقال النائب حيدر بغدادى quot;حزب وطنيquot; إن تصريحات السفير الأميركي غير مقبولة من قبل الشعب المصرى الذي يؤكد رئيسه دائما رفض أى تدخل في السيادة المصرية، وأضاف أن الشعب المصري مستعد للتنازل عن رغيف خبز لرفض هذه المساعدات، وتساءل هل يمكن بعد هذه التصريحات أن يدعو رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمجلس السفير الأميركي .

أما مفيد شهاب وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية فقال إن المجلس والحكومة لا يمكن أن يقبلا أدنى مساس بسيادة مصر وكرامتها سواء من دولة كبرى أو صغرى ولن نسمح لاحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية، وطالب بضرورة أن تكون هذه التصريحات متوافرة لترجمتها بدقة ومناقشتها والحكومة على إستعداد لمناقشتها مع المجلس والمجىء بالوزراء المعنيين للرد عليها .

من جانبه قال مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية أن لجنته لم توجه الدعوة إلى السفير الأميركي، وأن رئيس اللجنة لا يمكن أن يدعو سفيرا دون الرجوع الى رئيس البرلمان، مشيرا إلى أن تصريحات السفير ستدرج على جدول أعمال اللجنة غدا الأحد .

كما نفت السفارة الأميركية بالقاهرة التصريحات المكنسوبة للسفير التي أثيرت في البرلمان حول المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر، وقالت في بيان لها quot;إن هذه الادعاءات عارية من الصحة تماماًquot;، مؤكدة أن السفير فرانسيس ريتشادوني أو أيا من أعضاء السفارة لم يدل بتصريحات عامة أو خاصة في هذا الأمر .

ومضت السفارة قائلة في بيانها quot;إن المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للبرامج التي تدعم أولويات الحكومة المصرية quot;تأتي في إطار المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والاهتمام المشترك لكلا البلدين لدعم السلام والديموقراطية والرخاء في مصر وكل منطقة الشرق الأوسطquot;، وأضاف البيان quot;إن توفير المعلومات الدقيقة في التوقيت السليم، يعد من أهم الخدمات التي تقدم للرأي العام المصري والأميركي والتي يتم توفيرها على مدار الساعة يومياًquot;، وتابع إن السفارة quot;ترحب باهتمام الرأي العام ببرامج المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تقدمها الولايات المتحدة، اضافة إلى الخدمات الأخرى والتصريحات الرسمية في ما يتعلق بكل جوانب العلاقات المصرية ـ الأميركيةquot;، حسب بيان السفارة .