عادل درويش: تأثير التصحر على النساء حول العالم ودورهن في التعامل مع الجفاف وادارة موارد المياه الشحيحة، موضوع تقرير ينشر اليوم في مؤتمر في بكين.

والتقرير، الذي فحص دور النساء في عدد من اقاليم العالم في مختلف مناطق القارات التي تعاني من الجفاف بسبب قلة الأمطار او بسبب ظاهرة التصحر حيث تتناقص مساحة المناطق الخضراء، مموله الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة، والتي تنشره وتناقشه اليوم في العاصمة الصينية في مؤتمر افتتاح عام الأمم المتحدة لدراسات الصحاري وظاهرة التصحر.

والدراسة، بعنوان quot; التصحر وتأثيره على الجنسين: دور النساء المتنامي لإصلاح الأراضي الجافةquot;، تركز على تأثير ظاهرة التصحر وجفاف الأراضي الزراعية على النساء بوجه خاص، بجانب توضيحها لمعانة الجنسين من الظاهرة. وتفحص الدراسة دور النساء المتميز في التعامل مع الموارد البيئية النادرة، خاصة موارد المياه المتناقصة والطرق التي ابتكرتها المرأة لإدارة هذه الموارد، خاصة في ظروف القيود الإجتماعية والإقتصادية التي تعرقل حركة النساء في مناطق الجفاف، لاسيما وان هذه المناطق عادة ما ترضخ لتقاليد وعادات اجتماعية تعرقل كثيرا من دور المرأة.

والتقرير يجمع عددا من الدراسات والملاحظات التي جمعها باحثو الصندوق، ومقره الرئيسي روما،ويجمع عددا من الخبرات المختلفة والتجارب النسائية الناجمة عن عدد من المبادرات والمشاريع التي مولتها وقدمتها وادارتها، الأدارات الأقليمية للصندوق.

وهي مبادرات اطلقت بهدف تمكين النساء من ادارة الموارد الطبيعية المتناقصة، بنيت على دراسات اشارت الى ان النساء هن في الغالب، من يقمن بادارة الموارد الشحيحية والتعامل معها في مناطق الجفاف. والدراسات هي خلاصة التجارب والدروس المستفادة من هذه المبادرات.

وتعريف الصندوق لظاهرة التصحر بانها عملية تدهور للقدرة الإنتاجية للأرض في مناطق الجفاف، واهم مسبباتها، الفقر الاقتصادي وعدم القدرة على ادارة الارض انتاجيا على المدى الطويل، وتغير المناخ. وبالطبع يختلف تاثير الظاهرة على الجنسين حسب الدور الإنتاجي للرجال والنساء.

وتقليديا وحسب دورهن، اكتسبت النساء في المناطق الجافة خبرة طويلة ومرنة في التكيف مع تنوع الموارد وندرتها والتأقلم لادارتها، مما جعل المرأة في طليعة عملية الحفاظ على معدلات الانتاج من التدهور في ظل ظاهرة التصحر.

ويهدد التصحر ثلث مساحة الارض حول العالم او حوالي اربعة مليارات هكتار؛ حيث يختفي 24 مليار طن من ألأراضي الخصبة سنويا، مما يؤثر على اقتصاديات 250 مليون نسمة، ويخيم شبح الجفاف على مليار و 400 مليون شخص حول العالم في 110 بلدا معظمها في العالم الثالث.