الدار البيضاء أحمد نجيم: خلال ربورتاج تلفزيوني، حاول أحد سكان مدينة العيون، عاصمة المحافظات الصحراوية بالمغرب، جاهدا أن يربط الاتصال بأفراد عائلته المتواجدين بمخيمات لحمادة فوق التراب الجزائري، كرر المحاولة ولم يربط الاتصال، كان المواطن يسعى إلى الاطلاع على أخبار ما تبقى من أفراد عائلته في مخيمات تسيطر عليها البوليساريو المطالبة باستقلال المحافظات الصحراوية. ويحكي عبد العزيز بتال العائد من المخيمات إلى أرض المغرب quot;هذه سياسة أبدعت فيها البوليساريو، قبل الهاتف المحمول كانوا يصادرون بطاريات الإذاعة، وذلك مخافة أن ننصت إلى الإذاعة المغربيةquot;. ويتذكر بتال سبل الوشاية quot;يتضمن كل مخيم مجموعة من الوشاة، هؤلاء كانوا يعملون بتنسيق مع رئيس المخيم، يبلغوه بكل صغيرة وكبيرةquot;. رغم ذلك الحصار يحكي بتال كيف كان المواطنون يتحايلون على الوشاة ورئيس المخيم quot;كنا نسير لكيلومترات بعد أن نخبئ المذياع والبطاريات ونلجئ إلى الصحراء ثم يلتحق بنا آخرون فنستمع إلى أخبار المغرب وآخر التطوراتquot;.

استمر الحصار الذي تنهجه البوليساريو، فخلال الأيام القليلة المنصرمة خاضت جبهة البوليساريو حربا ضد التكنلوجيا الجديدة، ويقول ناشط في جمعية الصحراء المغربية quot;لم يقتصر الحصار على الهواتف المحمولة للمواطنين من خلال التشويش على الشبكة، بل طال ذلك شبكة الانترنيت، فلا اتصال مع أهالينا بالمخيماتquot; وأضاف الناشط الجمعوي أن تلك الشبكات يشرف عليها مهندسون جزائريون. وأكد أن تلك المخيمات لا تتوفر حاليا على هواتف نقالة، مشددا أن الوضع الحالي يسبب آلاما كثيرة للعائلات الصحراوية.
ويضيف أن العائلات الفقيرة في المخيمات كانت قبل فترة الحصار الحالية، كانت تكتري الهاتف المحمول، وأن تلك الهواتف كانت تحت المراقبة.

في عصر يتحدث مواطنوه عن العالم كقرية صغيرة، تعيش حركات تطالب بالاستقلال خارج التاريخ، إذ تسخر كل قواتها وطاقتها ليس لصالح مواطنيها بل لمصادرة حقهم في التواصل مع ذويهم ومع العالم الخارجي.

فلا وسيلة اتصال أو تواصل ولا تحرك خارج المخميات إلا بإذن من رؤساء المخيمات، يتذكر بتال. هناك، يضيف quot;لم نعرف يوما واحد معنى الحريةquot;.