دافع عن نفسه في سيل الهجوم عليه وأكد التنسيق مع السلف والاخوان
أحمد الفهد: لنخرج عناصر التأزيم من الحكومة ومجلس الأمة

فاخر السلطان - الكويت: خرج وزير الطاقة الكويتي احمد الفهد عن صمته مساء أمس ليرد بالتفصيل على مهاجميه خاصة السياسيين والنواب السابقين المنتمين إلى التيار الليبرالي والاسلامي والكتلة الشعبية والطلبة المنضوين تحت اللون البرتقالي ممن طالبوا بتعديل النظام الانتخابي وتغيير الدوائر إلى خمس. ففي اطلالة دفاعية هجومية (حسب تعبير صحيفة الرأي العام) عبر برنامج quot;الأمة 2006quot; من تلفزيون quot;الرايquot; قال الفهد رداً على المطالبين بابعاده عن الحكومة quot;موضوع اختيار الوزارة حق مطلق دستوريا لسمو أمير البلادquot; (الشيخ صباح الاحمد), وقال رداً على سؤال عن استعداده للاعتذار عن عدم المشاركة في الحكومة المقبلة quot;ابادر الى طلب اعفائي اذا كان هناك أسباب مقنعةquot;, وأضاف quot;كنت أتمنى أن تسنح لي فرصة الحوار مع الرأي الآخر (,,,) لكن الاتهامات تمت في فترة قصيرة ولم اشاهدها ولم يشاهدها المجتمعquot;. وعن الفساد قال quot;لا نختلف على وجود فساد في الكويت, سمو الأمير أول من أطلق هذه الصيحة, يجب ألا نأخد القضايا بعمومياتهاquot;.

وسئل لماذا يتركز الانتقاد على أحمد الفهد ومحمد ضيف الله شرار دون غيرهما فأجاب quot;قد يكون السبب أن من يتعامل مع مجلس الأمة في الكثير من القضايا أحمد الفهد وشرارquot;. ونفى الفهد أن يكون مسيطراً على مجموعة من النواب، لكنه قال quot;ربما أحمد الفهد ينسق مع السلف ومع الاخوان ومع كل التيارات في المجلسquot;, وقال quot;اذا كانت القضية قضية انزعاج مقدمي الاستجوابات لوزراء من الوقوف تضامناً معهم، فالوقوف مع زملاء في الحكومة أمر شرعيquot;.

واستغرب الفهد الكلام عن أنه زرع quot;مراكز قوىquot; في وزارتي الاعلام والطاقة عند توليه اياهما، مشدداً على أن من عينهم في مراكز المسؤولية في الوزارتين هم quot;من أبناء وزارة الاعلامquot; وquot;من أهل وزارة الكهرباء والماءquot;, وقال quot;لم يسجل اعلاميا ولا برلمانيا أي انتقادquot; للتعيينات في وزارة الطاقة, وأضاف quot;في القطاع النفطي، شعرت بالفخر لان التغييرات لم تتعرض للانتقاد من الجهات المختصة بالانتقادquot;, وقال ان quot;القطاع النفطي حقق انجازات كبيرة واتمنى لجنة تقصي حقائق برلمانية أو لجنة من نخبة من أهل الكويتquot; في هذا الشأن.

واذ قال ان بعض المشاكل في مجال الكهرباء ومصافي النفط تحصل في كل دول العالم، فند بالتفصيل الانتقادات في شأن أزمة المياه، فذكر بأن quot;للمرة الأولى في تاريخ الكويت يقف وزير ويقول اريد جلسة مناقشة عامة لقضية المياهquot;, واذ ذكر بأنه حذر منذ 2004 من أزمة مياه في الكويت، قال quot;اذا أردنا أن نحل المشاكل فيجب أن نأتي بها من تحت الطاولة ونضعها على الطاولةquot;, وأضاف quot;أشعر بأسى لألم الكويتيين ولا أشعر بأسى للهجوم عليquot;, واشار الى أن انقطاع المياه شمل حتى quot;بيت وزير الطاقة وقصر دسمانquot;, وتابع quot;في هذه القضية لا أحاسب على النقص بل على ما اذا كنت عالجت الموضوع أم لاquot;, ووعد بأن quot;في نهاية هذه الصيف لن تتكرر هذه المشكلة لمدة سنتينquot;، مشدداً على ضرورة استمرار مشاريع زيادة الطاقة الانتاجية لمواكبة تزايد الاستهلاك. ورداً على اتهام الحكومة بأنها تعرقل هذه المشاريع لتنفيع شركات من خلال مشروع استيراد المياه من ايران، شدد على أن المشروع الذي وصفه بانه quot;استراتيجيquot; سيكون بين حكومة وحكومة من دون وسطاء.

وسئل لماذا لم تنقطع المياه الى العراق، فأوضح أن quot;العراق لم يأخذ ماء من الكويت الا في فترة لا تتجاوز ثلاثة الى أربعة أشهر خلال فترة حرب تحرير العراقquot;, وشرح أن أنبوباً كان quot;أقيم لتزويد قوة اليونيكوم الدولية على الحدود الكويتية- العراقية بنصف مليون غالون سنوياً، وعندما انسحبت قوة اليونيكوم خلال حرب تحرير العراق افاد العراق من هذه الكمية فقط خلال 3-4 أشهر ولاسباب معينة كان عليها توافقquot;, وقال quot;في جلسة مجلس الأمة السرية قرر اهل الكويت حكومة ومجلس أمة وشعباً دعم حرب تحرير العراق وهذا كان جزءاً من هذا الدعمquot;. وقال ان المنتقدين quot;معهم حق في قضيتي حقول الشمال والماء، ولكن في مراحل معينة وليس بعد معالجتهماquot;.

وعن مشروع حقول الشمال، اقر الفهد بأن الحكومة quot;تتحمل مسؤولية وضع علامات الاستفهام عليه في البدايةquot;، لكنه أشار الى معالجة الملاحظات عليه من النواب ومن ديوان المحاسبة، مبرزاً quot;الشفافية والتعاونquot; في شأنه, وقال quot;هذا مشروع يجب أن يكون عليه توافق عام لانه يختص بثروتنا الوطنية، وهذا مشروع لعشرين سنة، فاذا كان فيه أي خلل او شبهة، فان الناس الذين ستلتقي عيناي بعيونهم سيقولون لا بارك الله في أحمد الفهدquot;, وأكد أن quot;مشروع حقول الشمال لم يخرج عن الأدوات الدستورية واحترامهاquot;.

واذ ذكر بأنه هو الذي حول قضية هاليبرتون الى النيابة العامة لأن اسم شقيقه طلال الفهد ورد فيها، ولأن البعض quot;وصل الى الطعن والتشويهquot;، تمنى أن quot;تكون هذه القضية أولوية في المجلس المقبلquot;.
وعن قضية الدوائر، ذكر بأن مجلس الوزراء أكد نقطتين: الأولى أن الدوائر الخمس والعشرين quot;لم تعد صالحةquot; والثانية أن انتخابات 2007 يجب أن تجرى وفق الصيغة الجديدة, واستغرب الكلام عن أنه غير رأي الغالبية في مجلس الوزراء من خمس دوائر الى عشر، وقال quot;أنا عود من حزمة فكيف أغير قراراًquot;, وأضاف quot;الله أعطانا عقلاً لنفكر، فهل يعقل أن وزيرين (هو وشرار) يفرضان رأيهما على 14 وزيراً؟quot;, وسأل محاوره الزميل محمد الوشيحي: quot;لماذا تفترضون أن الانسان اذا دخل مجلس الوزراء انتهت شجاعته ورأيه؟quot;, وقال quot;يوسف الابراهيم يحسب وطنياً وعندما اصبح وزيرا اصبح يعتبر فاسدا، وعادل الصبيح يتشرف الانسان بالعمل معه وعندما دخل الحكومة اصبح (يعتبر) فاسدا, ومحمد السنعوسي بجرأته وطرحه هو نفسه داخل مجلس الوزراء وكذلك عبدالله الطويلquot;.

وأوضح أن الحكومة quot;تقدمت بصيغة الدوائر العشر وعندما رأت فيها بعض الشبهات كان عليها اما تعديلها أو تقديمها بصورة أخرى، ولكن خشينا ان يقولوا شكلوا لجنة وقدموا مشروعا جديدا أو ان الحكومة غير جادةquot;, وأوضح أن quot;الحكومة بغالبيتها الكبرى كانت مع العشرquot;.

وعن موقفه الشخصي قال quot;قدمت الى مجلس الوزراء الدائرتين واليوم وصلت الى اقتناع بان الدائرة الواحدة هي الحل الامثلquot;, وأضاف quot;أنا رأيي الشخصي العشر ولكن اذا حصل توافق على الخمس قد اتفق معهاquot;، لكنه شدد على أهمية مراعاة العدالة, وقال: quot;رأينا ان الخمس وحسب التوزيعة الموجودة، ثمة دائرة تضم 90 الف ناخب وتطلع عشرة نواب وأخرى 38 الفا وتطلع عشرة وفوق التسعين ألفاً سيكون هناك مدن جديدة تضم 65 الفاquot;, وقال quot;سأقبل أن اكون ضحية لاهل الكويت والدفاع عن حقوقهم ومصالحهم ووالله سأدافع عن الغالبية الصامتةquot;, وأضاف quot;اذا كنت في الوزارة أو خارجها أو في اي موقع سادافع عنهاquot;, ولو استقال النواب في حال توزيره؟ أجاب quot;ساشعر بألم ولكن لا يمكن أن يحظى الانسان بمحبة كل الناسquot;, وهل هو مستعد للخروج من الوزارة اذا كان في ذلك تجنب للتأزيم؟ قال quot;لنطلع عناصر التأزيم في الوزارة والمجلس اذنquot;.

وقال quot;أحترم جميع النواب وأقبل الرأي الآخر بما في ذلك التجريح لانهم كويتيون، وسيأتي يوم ستظهر الحقيقة ليس بالصوت العالي وانما لكل انسان بما أدىquot;, وقال quot;اي شيء فيه ظلم وتجن أللهم اشهد اني مسامحquot;.

واضاف quot;من يرد الاصلاح، خمسا او عشراً، يجب أن يقبل المطيري مثلما يقبل ابن الصباح وأن يقبل الهاجري مثلما يقبل ابن الديرة,,, وغلوم مثل محمد وعلي مثل الفيلكاويquot;، ملاحظاً ان quot;نخباً تضم دكاترة وأكاديميين في المناطق الخارجية بدأوا يجهرون بأنهم مظلومون اضافة الى نخب مماثلة في المناطق الداخليةquot;, وقال quot;لو لم أكن وزيرا في هذه المرحلة اقسم بالله كنت ستجدني وجها لوجه مع زملائي اصحاب الرأي الثاني في الندواتquot;, ودعا quot;جمعية الخريجين الى تنظيم ندوةquot; تضمه واصحاب الرأي الآخر. وقال quot;اهنئ شبابنا الناشطين مع اختلاف رأيي معهم وانا مثلهم ايام الجامعة نشطت في الوسط الديموقراطيquot;, وهل هو ليبرالي؟ إذ أجاب quot;انا اسلامي العقيدة والفكر وليبرالي في ما يتعلق بمستقبل الكويت وانفتاحهاquot;.