أماني الصوفي من صنعاء: قد يكون الكثير منا قد تلمسوا الأسباب الحقيقية وراء بقاء علي عبد الله صالح في رئاسة الجمهورية لــ 28 عاماً فبعد المسيرات الجماهيرية الحاشدة والاعتصامات التي قام بها أبناء الشعب اليمني والتي بلغت الملايين في مختلف المحافظات لم يكن أمام الرئيس علي عبد الله صالح من خيار آخر سوى التراجع عن قراره في عدم ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية القادمة.

لقد جسد أبناء الشعب اليمني في مسيراتهم الحاشدة أجمل صورة في تاريخ هذا الوطن ، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى أصالة هذا الشعب ونقاء سريرته، فقد أراد الشعب من خلال مسيراته الحاشدة أن يبادل الوفاء بالوفاء تقديراً وإجلالاً للقائد الرمز علي عبد الله صالح الذي أفنى حياته من أجل هذا الوطن وترابه المقدس ولعل مسيرة السبعين التي شهدتها العاصمة صنعاء يوم السبت الماضي أكبر شاهد على مدى العلاقة المتينة التي تربط أبناء اليمن بقائدهم الفذ المغوار الذي لازلنا نلومه على قراره المجحف بحق كل مواطن عندما أعلن التخلي عنا .ولكن وكما قال الملايين من أبناء الوطن الذين احتشدوا إلى ميدان السبعين في صوت واحد : هيهات يا علي عبد الله صالح أن يتم ذلك فأنت منا ونحن معك حتى نكمل مسيرة البناء والتنمية .

لقد كان بالفعل مشهداً مؤثراً اختلطت فيه مشاعر الحزن والدموع بعزيمة الإرادة في اختيار هذا الرجل ليكمل ما قطعه من مشوار خلال الثمانية والعشرين عاماً الماضية.

quot;إيلافquot; واكبت هذه المسيرة ورصدت مختلف الآراء وردود الأفعال التي أجمعت على رفض قرار الرئيس وأرغمته على التراجع والعدول عن قراره بعد أن أعلنوا تمسكهم بقائد المسيرة وربانها الماهر واليكم حصيلة ما خرجت به الصحيفة لدى استطلاعها هذه الآراء.

نكون مع الرئيس أو لا نكون

في البداية تعجز الدكتورة أروى الربيع ــ وكيل وزارة الصحة العامة والسكان عن محادثتنا فقد سعت جاهده إلى كبت دموعها ولملمت شتات أفكارها لتستوعب ماذا سيحدث بعد نصف ساعة من ذلك الوقت عندما يقف فخامة الأخ الرئيس على منصة السبعين ليعلن عن قراره الأخير بالبقاء أو ترك الشعب ليواجه مصيره المجهول، كان الموقف صعباً أمام الدكتورة أروى التي تساءلت في نفسها مرات و مرات ,هل يمكن للرئيس أن عن كل هذه الملايين من الناس الذين احتشدوا على طول وعرض ميدان السبعين ,هل يمكن أن يحدث ذلك ؟؟

ولكن جاء الرد والقرار الأخير مبشراً للجميع .

تقول صاحبة الوجه البشوش أروى الربيع: لقد كان من الصعب أن أعلق على ما يجري اليوم ـ فقد كانت البلاد في مفترق الطريق أن نكون أو لا نكون , ولكننا الآن مع وجود الرئيس معنا سنكون إن شاء الله . وترى الدكتورة / أروى الربيع بأن اليمن قاطبة ستكون في دوامة من الصراعات والفوضى لو اختار الرئيس التنحي عن السلطة، وتضيف قائلة: هذا الرجل كان على علم بكافة احتياجات المواطنين اليمنيين كما كان صاحب أسلوب في التعامل معهم وفي التعامل مع كافة المتغيرات الداخلية والخارجية ، لذا لا يمكن لأي فرد أن يقود اليمن بنفس هذه الدرجة من الكفاءة مستعرضة ما شهده قطاع الصحة من تطور كبير خلال تولي الرئيس زعامة اليمن حيث تشير إلى أن ما تحقق في مجال الصحة لا يمكن رصده بسرعة ويكفي أن أقول بأننا بدأناها من الصفر فلم يكن هناك شيء يعرف بالصحة أما اليوم فهناك العشرات من المستشفيات والمئات من المراكز الصحية وآلاف العيادات والوحدات الصحية إلى جانب عشرات الآلاف من الأطباء بعد أن كنا نستعين بالأطباء من الخارج أما الآن فأي مستشفى يوجد به 99% من الكوادر اليمنية والنسبة الباقية من يتم الاستعانة بهم في التخصصات النادرة، وحول الأسباب التي جعلت من الأخ الرئيس عنصراً هاماً في المرحلة القادمة التي ستمر بها البلاد أكدت أروى الربيع بأن مرحلة البناء في مجال الصحة مازالت بحاجة إلى وجود الرئيس الذي استطاع أن يقطع شوطاً كبيراً في هذا المجال حتى أصبحنا في عنق الزجاجة وتؤكد بأن الخروج من عنق الزجاجة تطلب وجود رعايته واهتمامه المعهود بمجال الصحة .

وصلنا بحق القبيلة

محمد علي الإرياني رئيس جمعية الميثاق السكنية لم يستطع هو الآخر أن يخفي مشاعر التوتر والقلق مما سيتخذه الرئيس من قرار لذا قرر رئيس الجمعية وبقية الأعضاء المنتشرين في عموم محافظات الجمهورية القيام بالأعتصامات على مدى ثلاثة أيام متتالية طافوا خلالها معظم الأحياء والشوارع في العاصمة صنعاء لحشد المواطنين، ولم تكتفي الجمعية بهذا بل قامت بشراء أعداد كبيرة من الأبقار حتى تنحرها أمام فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح في حال أصر على عدم ترشيح نفسه ونقول له وصلناك بحق القبيلة.

ويقول محمد الإرياني : quot; لقد جئنا بهذه الأبقار حتى نعبر عن رفضنا لقرار الرئيس في عدم ترشيح نفسه وسنقوم بذبحها في حال قرر ذلك وإذا أصر على قراره فلن أتراجع في ذبح أحد أبنائي إذا استدعى الأمر إلى ذلك مشيراً إلى أنه يخشى دخول اليمن في صراعات دامية في حال لم يستجب الرئيس لمطالب الشعب وعندها تزهق أرواح الأبرياء والأبناء ولن يكون هناك معنى للعيش كما هو الحال في الصومال والشيشان والمناطق الأخرى التي تشهد حروباً بين المواطنين.

ويؤكد رئيس الجمعية بأن الرئيس الصالح قد صنع الكثير من المنجزات كما أرسى العديد من المبادئ والقيم التي مازالت العديد من الدول التي تفتقد إليها مشيراً إلى ما حظيت به منظمات المجتمع المدني من اهتمام خاص من قبل فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح الذي وجدت في عصره الآلاف من الجمعيات والمؤسسات الأهلية التي تهتم بمختلف شؤون الحياة.

الرئيس رمز الوطن

القطاع الخاص بدوره كان من أشد الفئات إصرارا على بقاء الرئيس في السلطة حيث يقول رجل الأعمال غالب الخظاف صاحب كبرى معامل الملح في اليمن بأن الرئيس علي عبد الله صالح قد تمكن خلال العقدين الماضيين من تجاوز كل العقبات وصنع العديد من الأحداث التاريخية العامة ليس على نطاق اليمن فحسب إنما أيضاً على نطاق الأمة العربية والمنطقة المحيطة بنا. ويؤكد الخظاف بأن الرئيس الصالح يعد رمزاً لهذه الأمة باعتباره صانع الوحدة وحاميها الأمين فبوجوده تأصلت حركة العمل السياسي وتهيأ المناخ الملائم لانطلاقه عملية وتنموية جاءت ملازمه للمدرسة الديمقراطية والتعددية الحزبية التي أرسى دعائمها فخامة الرئيس خلال 28عام , لذا لابد للرئيس أن يستكمل بنا الدولة الحديثة دولة النظام والقانون وبدورنا فنحن لن نتخلى عنه ولو ليوم واحد مادام القانون والدستور في صالحنا ويتيح للرئيس مواصلة العمل للفترة القادمة.

خير من أنجبته اليمن

من جانبه أعرب الشيخ فهمي حمود العزاني عضو المجلس المحلي بمديرية التحرير عن سعادته من عدول الرئيس عن قراره ، مشيراً إلى أن الرئيس ليس له بديل وهو خير من أنجبته أرض الوطن كغيره من صانعي تاريخ اليمن. وهذا ما أكده الأستاذ عبد الله عبد الله النعامي مدير مدرسة الوحدة الذي أكد على أهمية بقاء الرئيس في السلطة حتى تتمكن البلاد من إنهاء مشاكلها كالأمية، منوها إلى أن أسلوب الرئيس في التعامل مع القضايا التعليمية والتربوية قد أثرت عن نتائج واضحة لا يمكن تجاهلها وأضاف مدير المدرسة قائلاً : في السابق من كان يحلم بان تدخل المدارس إلى كل قرية وتحظى الفتيات بحقهن في التعليم وإنهاء الدراسة الجامعية ، كل ذلك حدث في عهد الرئيس.

وللشعر كلمته

ومرة أخرى يعود الشيخ فهمي العزاني وهو أحد أعضاء مجلس الأمناء بمؤسسة شباب 22 مايو وعضو المجلس الأعلى للتحكيم ومكافحة الثأر والعنف، ليؤكد أحقية الرئيس في مواصلة مسيرة القطاع، فهو المحنك والفارس الأصيل وهو الذي حقق أهداف الثورة وهو الزعيم الذي لا يمكن أن نتنازل عنه وقد أصابنا ذهول وذعر عندما أعلن بأنه لن يرشح نفسه .
منجزات الفذ أضحت شاهدات في ربا الأرض ريفاً وحضر
ها هو العلم الذي كان من بعد جهل في حياة الفرد أثمر وأنتشر
ها هو الأمن الذي من بعد خوف في حياة الفرد أرسى وأستقر
ها هو النفط الذي كان من بعد حجراً في حياة الفرد نقب وأنفجر
ها هو السد الذي من بعد هدم في حياة الفرد شيد وأعتمر
يالها من منجزات اليوم صارت بيد الشعب يجنيها ثمر
قسماً أنا لها دوماً حماة وعلى الأعداء نار وشرر
س: كيف كان استقبال خبر قرارا الرئيس ؟؟
ج: القرار الذي استقبلناه كنا ندرك أن الرئيس إذا قال صدق لكن لابد عليه أن ينزل عند رغبة الشعب والرئيس حينما يتولى السلطة اقسم اليمين الدستورية بأنه سيكون ملبيا لرغبات الشعب وطموحاته وعلى الرئيس أن يحترم القسم الذي أقسمة.
س: في حال لم يستجب الرئيس لإرادة الشعب ما نوع الفعاليات التي ستقومون بها ؟؟
ج :نحن كمنظمات شبابية وجماهيرية سنضرب عن الطعام حتى يستجيب الأخ الرئيس
س: هل ستقومون بمقاطعة الانتخابات في حال لم يرشح نفسه ؟؟
ج: نعم سنعتصم ونقاطع الانتخابات .