خلافاتحادة ستنعكس سلباعلى الانتخابات
المعارضة اليمنية تنقسم حول مرشحها للرئاسة

محمد الخامري من صنعاء : يبدوا أن خلافات الأجنحة داخل أحزاب المعارضة اليمنية ستعلن خلال الأيام القليلة القادمة خصوصا بعد أن احتدمت كثيراً بسبب المرشح المستقل الذي قدمته تلك الأحزاب لرئاسة الجمهورية متجاهلة العديد من القيادات الغير راغبة فيه خصوصاً في إطار الحزب الاشتراكي اليمني الذي ترى بعض قياداته أن المرشح المستقل فيصل بن شملان ينتمي إلى الحركة الإسلامية quot;غير المؤطرة حزبيا في التجمع اليمني للإصلاحquot; ، لذلك لقي ترشيحه عددا من الانتقادات أبرزها من جناح إصلاح مسار الوحدة quot;القوي داخل الحزبquot; والذي يتزعمه العميد محمد حيدره مسدوس الذي يقال بأنه دفع بمرشح اشتراكي للانتخابات الرئاسية القادمة كتعبير عن عدم رضاه على المرشح بن شملان.

مصادر مطلعة قالت لإيلاف أن جناح إصلاح مسار الوحدة quot;الاشتراكيquot; دفع بعضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أحمد المجيدي لترشيح نفسه للانتخابات الرئاسية القادمة بصفة مستقل والذي قال : أرشح نفسي وفقا للدستور ولأن حزبي لم يرشحني ، وقد كان موقفي واضحاً في اجتماع اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الأخير حيث قمت بالاعتراض على اعتماد المرشح الواحد للمشترك باعتبار أن الحزب يجب أن يتميز لأن له تاريخه وسماته الخاصة وبرنامجه الخاص وكان يجب أن يكون له مرشحه الخاص به.

وفي أول رد فعل لجناح quot;الدكتور نعمان المنسق مع بقية أحزاب المعارضةquot; في الحزب الاشتراكي قال قيادي فيه أن المجيدي لم يتشاور مع الحزب ولم يطرح مثل هذا الموضوع أصلا ، معتبراً في تصريحات نشرتها محلية الوسط نزوله للترشح ضمن إطار التشويش المنظم على موقف المشترك وأنه يصب في مساعدة المؤتمر الشعبي العام للوصول إلى هذا الهدف ، مشيراً إلى أن احتمال اتخاذ قرار بفصله عن الحزب صار مؤكداً إذ ما استمر في تحدي قرارات الحزب ، الأمر الذي جعل المرشح المجيدي يدافع عن قراره بالترشح ويقول quot;ترشحت بقناعتي عندما رأيت أن أحزاب المشترك قد أقرت ترشيح شخص من خارجها وليس لديّ اعتراض عليه شخصياً ، و قدمت اعتراضي إلى دورة اللجنة المركزية مؤخراً عن ترشيح مستقل، ولم يناقشني فيه أحد ، كونه لابد أن يكون للحزب مرشحاً خاصاً بهquot;.

وأضاف رداً على تصريحات المصدر الاشتراكي quot;جناح الدكتور نعمانquot; الذي هدد بفصله من الحزب quot;لا أحب أن أصارع طواحين الهواء ، المعارضة في بلادنا اعتادت أن تكيل التهم لتبرير المعاناة التي تعيشها فيما بينها نتيجة الخلاف ، وتلجأ دائماً إلى تبرير ذلك باتهام الآخرينquot; معتبراً ما قاله المصدر quot;ادعاء غير صحيح ، ومعالجة لأخطاء من صرح بذلك وأربأ بنفسي أن أرد على ثرثرات من هذا النوعquot;.

ووفقاً لموقع الحزب الحاكم فقد أبدي المجيدي الذي كان محافظاً لمحافظة اب بعد الوحدة اليمنية وعضو اللجنة المركزية للاشتراكي ، أبدى استغرابه من ترشيح أحزاب المشترك quot; التي يعد الاشتراكي واحدا منهاquot; شخصاً من غير قيادته حيث قال (هناك شرفاء ونزيهين تنصلت عنهم هذه الأحزاب، ولجأت إلى ترشيح مستقل، ولا أستبعد أن يكون ذلك هروباً من الخلافات التي يعانون منها ولشعور قادتهم بصعوبة القيادة ، قيادة البلاد ، إضافة إلى كونه تعبيراً صريحاً عن أنها عاجزة ومتباينة ).

وحول ما ذهب إليه المصدر الاشتراكي من احتمال اتخاذ قيادة الحزب قرارا بفصل المجيدي لتقدمه للترشح لمنصب رئاسة البلاد بعد موافقة حزبه على ترشيح فيصل بن شملان قال القيادي والمؤسس أحمد المجيدي quot;قد يكون بعض الإخوة في القيادة لهم هذه النوايا، ولكنني سأظل مناضلاً وطنياً احترم صفات النضال في شخصي، وليس بالضرورة أن أكون في قيادة الحزب الاشتراكي أو غيرهquot; ، مستغرباً من عقوبة الفصل الحزبي لممارسته حق دستوري وقال quot;لم أقترف شيئاً سوى أنني رأيت أن أرشح نفسي وهذا حق دستوري وليس بدعة أعاقب عليها ، مستشهداً انه عندما أعلن الحزب الاشتراكي مقاطعته لانتخابات 97م أنبرى العديد من الإخوة بترشيح أنفسهم منهم من اسقط ومنهم من لم يحالفه الحظ ولم يتخذ أي قرار بفصلهمquot;.

وأضاف : لست أول من فصل وليس الأخير ولن أخسر شيئاً من هذا الفصل لأن الإنسان ليس بالحزب ولكن الحزب بالإنسان، نحن ناضلنا سابقاً وتعلمنا فيه الكثير أن مصلحة البلاد فوق كل شئ.

وكان الاجتماع المشترك لأمانة الحزب الاشتراكي العامة ومكتبه السياسي السبت الماضي حذر من أي دعوات لعقد اجتماعات خارج هيئات الحزب الشرعية من شأنها الإضرار بوحدته التنظيمية فيما يبدو أنها إشارة إلى تيار إصلاح مسار الوحدة.

وكان أمين عام الاشتراكي الدكتور ياسين سعيد نعمان انتقد في حوارات صحفية سابقة من يتحدثون خارج أطر الحزب قبل أن يقدم استقالته من موقعه إلى الدورة الثالثة للجنة المركزية لذات الأسباب.

وكان محمد حيدرة مسدوس عضو المكتب السياسي رئيس الدائرة الاقتصادية والذي يتزعم تيار إصلاح مسار الوحدة قال أن تشكيل بعض اللجان دون علمه هو quot;اعتراف ضمني بوجود خلاف سياسي داخل الحزب يؤكد صحة ما كنا نقوله منذ سنوات إلا أنه ما كان هناك داع لمثل ذلك عبر الإعلام، لأن برنامج الحزب قد حسم الخلاف لصالح قضية موضوع خلافنا الآن ، حيث قلنا لهم أقنعونا بأن مشروع المشترك والاتفاق مع السلطة والدخول في الانتخابات يخدم هذه القضية وسنكون معكم، أو اقبلوا منا بأن ذلك لا يخدمها وإنما يدفنها وسيروا معنا وهذا هو ما يجب أن يكون موضوع حوارنا الداخلي الآن دون تشكيل اللجنةquot;.

وقال مسدوس في تصريحات صحافية نشرتها الوسط : أعلنوا quot;قيادة الاشتراكيquot; المشاركة في الانتخابات باسم الحزب ونحن جزء من الحزب نرفض ذلك ونرفض أي ترشيح باسم الحزب ما لم تزل آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة استناداً إلى برنامج الحزب فنحن نقول للأستاذ فيصل بن شملان بأنه ليس هناك إجماع على ترشيحه من قبل الحزب الاشتراكي رغم احترامنا الكبير والكبير جداً لشخصه، لأننا في تيار المصالحة وإصلاح مسار الوحدة ندرك بأنه مرشح لدفن القضية الجنوبية باعتباره جنوبياً في أول خرق لقرار المشترك ومن حضرموت، وندرك بأنه مرشح للسقوط ، وإلا لماذا لم يرشح أي من قادة أحزاب اللقاء المشترك؟

إن المتاح أمام أحزاب اللقاء المشترك هو المشاركة السياسية فقط وليست المشاركة الايجابية كما يدعون، لأن السلطة قد حضرت للانتخابات بمفردها وفصلتها على مقاسها ودعتهم إليها كشاهد زور.

فأين إمكانية المشاركة الايجابية التي تتحدث عنها أحزاب اللقاء المشترك؟ وبالتالي فإن المشاركة السلبية لأحزاب اللقاء المشترك تساوي المشاركة الايجابية لها في إعادة إنتاج السلطة ذاتها بكامل سلبياتها بالضرورة.

وأضاف: إن السؤال الأخير الذي أريد طرحه على الجميع هو: لماذا في الانتخابات الرئاسية السابقة رشحوا نجيب قحطان الشعبي لمنافسة الرئيس وهو من حزب الرئيس؟ ولماذا يرشحون بن شملان حاليا وهو من خارج أحزاب اللقاء المشترك؟ وبالتالي ألم يكن كل ذلك هو لدفن القضية الجنوبية ، مشيراً إلى أن عدم ترشيح منافس للرئيس من الشطر الأكثر سكاناً، واختيار منافسه من الشطر الأقل سكاناً هو ترشيح للسقوط وخاصة في المجتمع اليمني الأكثر عصبية.
وبالتالي فإن ترشيح منافس للرئيس من الجنوب هو مرشح للسقوط، وهو يساوي الإجماع الضمني على ترشيح الرئيس علي عبدالله صالح بالضرورة أيضا كما أن أي مرشح من الجنوب هو فقط محلل لقهر الجنوب.