نبيل شرف الدين من القاهرة: لا يعول مراقبو الشؤون الإقليمية كثيراً على ما يمكن أن يتفق عليه وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ، الذي انطلق صباح اليوم السبت في مقر الجامعة العربية بالقاهرة بجلسة مغلقة، لم تشهد كما جرت عليه البروتوكولات في مثل هذه الاجتماعات، كما لم يسمح للصحافيين بحضور أي من فعالياته، الذي شارك فيه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ورئاسة وزير دولة الإمارات العربية للشؤون الخارجية محمد حسين الشعالي، ويشارك في هذا الاجتماع نحو 18 وزير خارجية عربياً .

الأسئلة الصعبة، والخيارات الأكثر صعوبة بدت جلية على ملامح وزراء الخارجية الذين تقاطروا منذ أمس على القاهرة، ففي مشهد إقليمي بلغ من التعقيد حداً يمكن وصفه بالسيولة التامة، لابد أن تختلط الأوراق بين مصالح ورؤى وقراءات متباينة بين العواصم العربية، التي لا يمكن لأي منها أن تزعم أن لها نفوذاً على أطراف المواجهة الدامية التي اشتعلت وباتت مرشحة للاتساع إلى حد يشعل المنطقة برمتها، خاصة لو امتدت المواجهات إلى دمشق وطهران، وهو ما يستبعده مراقبون تحدثت معهم (إيلاف) في سياق محاولة الوقوف على التداعيات المحتملة للأحداث الجارية في المنطقة .

وتوقع دبلوماسيون عرب أن يدعو وزراء الخارجية المجتمعون في القاهرة، إلى إنهاء الهجمات الاسرائيلية وتسوية سلمية بين اسرائيل وحماس من جانب واسرائيل وحزب الله من جانب آخر .

المستفيدون

وحتى العواصم التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل ليس بوسعها التأثير فيها كثيراً، كما لا تملك أي عاصمة عربية التأثير على قرار وسلوك منظمة quot;حزب اللهquot; اللبنانية، حتى دمشق الأقرب إليه تبدو مستفيدة مما يجري على الساحة من صراع دامٍ يعفيها من استحقاقات كثيرة ويسجل لديها ورقة جديدة يمكن أن تساوم بها، فضلاً عن أن هناك بالطبع مستفيدين آخرين مما يجري، وفي الصدارة منهم حركة (حماس) الفلسطينية، التي يرى مراقبون أن ما حدث من شأنه التصدير الإقليمي للأزمة السياسية التي وجدت الحركة الأصولية نفسها في مواجهتها، خاصة بعد أن وصلت إلى السلطة إثر فوزها في الانتخابات الأخيرة، وما ترتب على ذلك من تشكيلها للحكومة، والحصار الدولي الذي فرض عليها .

ثمة مستفيد آخر من هذه المواجهات الدامية، وهي إيران، التي يوفر لها هذا التصعيد مناخاً يخفف عنها الضغوط الدولية بشأن ملفها النووي، الذي وصلت المفاوضات بشأنه إلى نقطة اللاعودة، وبالتالي فإن مراقبين يرون أن التطورات الأخيرة من شأنها أن تمنح طهران فرصة للمناورة، وتجاوز هذه الضغوط الدولية .

هذا وقد أعرب وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط عن قلقه البالغ من خطورة التطورات الجارية في الأراضي اللبنانية والفلسطينية، فضلا عن التصعيد في لغة التهديد والوعيد من قبل كافة الاطراف، وبما ينذر بتفجر الأوضاع ودخول المنطقة في منعطف خطير لا يعرف أحد مساره أو نهايته .

وحذر أبوالغيط من مغبة الانجراف الى دوامة جديدة من العنف والعنف المضاد، التي لن تقتصر هذه المرة على مناطق محدودة، بل يمكن أن تمتد وتشمل مناطق أخرى، بما سيعود بالمنطقة بأسرها الى اجواء المواجهات والحرب، وهو ما ينعكس سلبا على الجميع ويقوض جهود السلام وما تم تحقيقه من مكاسب للشعبين الفلسطيني واللبناني على حد سواء .
من جانبه قال هشام يوسف مدير مكتب الأمين العام للجامعة ان الاجتماع سيبحث اتخاذ موقف عربي موحد ازاء العدوان الاسرائيلي، وسيستمع الوزراء إلى رؤية وزيري خارجية فلسطين ولبنان حول أبعاد التصعيد الإسرائيلي وآثاره على الشعبين ومدى استعداد العرب للمواجهة إذا استمر التصعيد، الى جانب بحث مدى استفادة الجانب العربي من اسر الجنود الاسرائيلين .