إيليان الجمّال من بيروت: قبل أقل من شهرين وعلى طاولة مؤتمر الحوار الوطني، أو quot;الفخquot; كما نعتها رئيس quot;اللقاء الوطنيquot; النائب وليد جنبلاط، وعد quot;حزب اللهquot; محاوريه من ممثلي بقية اللبنانيين بأنه سيحافظ على الأجواء الهادئة لإنجاح موسم السياحة الذي كان ينتظره لبنان واللبنانيون بفارغ الصبر بعد احداث عام 2005 التي هزت الاقتصاد اللبناني، ولا سيما منها اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري والتفجيرات المتنقلة التي شهدتها البلاد . وقبل اقل من شهرين أيضًا، وخلال جلسة مناقشة للاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار اللبنانية وعد quot;حزب اللهquot; محاوريه بأنه لن يوجه سلاحه إلى الداخل، و ان هذا السلاح هو لدرء العدوان الاسرائيلي فقط وحماية لبنان وجنوبه من اي إعتداء إسرائيلي.

الا ان الحزب نسف وعده الأول، اذ أفاق اللبنانيون الأربعاء الماضي على أخبار تفيد ان الجيش الاسرائيلي يغير على الجنوب اللبناني، وان العدوان باشر قصفه للمدن والبنى التحتية حيث يسيطر quot;حزب اللهquot; وذلك رداً على عملية أسر جنديين اسرائيليين قام بها الحزب بفخر فجر ذلك اليوم.

السياح هربوا مع اول غارة والموسم السياحي اللبناني تبخر.... quot;حزب اللهquot; وعد بأنه سيحفظ ماء الوجه لكنه لم ينفذ وعده، والبلاد تعيش اليوم حالة حرب مع اسرائيل نعلم متى و كيف بدأت لكننا نجهل متى وكيف ستنتهي.

فهو وعد بعدم التصعيد على الحدود رغم انه كان حسب قوله خطط لعملية خطف الجنديين منذ بداية السنة... ولا شك في أنه خطط لوحده، وعد المجتمعين والمواطنين و المجتمع الدولي بموسم سياحي مزدهر، ليضرب ويحقق هدفه وحده فيدفع اللبنانيون والوطن فاتورة قراراته و تصرفاته الأحادية الجانب.

العدوان قد تم ، والنيران تلتهب بمعظمها في جنوب لبنان والضاحية حيث يسيطر quot;حزب اللهquot; إلى الآن ، ولبنان محاصر.... وبذلك يكون التعهد الذي قطعه حزب الله قد نسف. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ماذا عن التعهد الثاني الذي قطعه الحزب خلال احدى جلسات quot;الفخquot;، اي وعد الحزب بعدم توجيه السلاح الى الداخل، خصوصاً ان هناك اجماعاً على quot;بسط سلطة الحكومة على كامل الاراضي اللبنانيةquot;، وفق ما جاء في بيان للحكومة اللبنانية، وإن المجتمع الدولي يطالب لبنان بتطبيق القرارين 1559 و 1860 رغم إصرار quot;حزب اللهquot; على رفض نشر الجيش اللبناني على الحدود وتسلمه الجنوب.

فإسرائيل تستغل ظرف أسر الجنديين لتنفذ ما عجزت عن تنفيذه منذ عام 2000 عندما خرجت من الجنوب، وما يطالب به المجتمع الدولي هو بسط سيطرة الجيش اللبناني على كامل الحدود الشمالية لاسرائيل. فماذا لو كان شرط اسرائيل لوقف الهجوم على لبنان انتشار الجيش في الجنوب؟ وماذا سيحصل إذا ضغط المجتمع الدولي ولا سيما الولايات المتحدة على لبنان للانصياع؟ و هل تستطيع الحكومة اللبنانية تنفيذ هذا الشرط؟ و هل سيرضخ quot;حزب اللهquot; ويسلم الساحة الجنوبية إلى الدولة التي ينتمي اليها، ام انه سيتصدى وينسف وعده الثاني أيضاً؟