نبيل شرف الدين من القاهرة: في تصريحات له اليوم، هي الأولى من نوعها في معرض تعليقه على المواجهات الجارية في لبنان، قال الرئيس المصري حسني مبارك بلاده لا ترفض عقد قمة عربية من حيث المبدأ، غير أنه استدرك قائلاً إنه يتعين علينا أولاً الاتفاق على النقاط التي يمكن أن تخرج بها هذه القمة حال انعقادها، ودعا مبارك لوقف فوري لإطلاق النار، قائلاً إن إسرائيل ينبغي أن توقف القتال والتدمير ضد الشعب اللبناني الأعزل وتتوقف عن قتل المدنيين وضرب البنية الأساسية، لافتاً إلى أن وقف اطلاق نار فوري يتيح الفرصة للتفكير بهدوء للتوصل إلى حل المشكلة.

وذهب مبارك إلى القول إنه لا يعترض على عقد هذه القمة، مشيرا إلى القرارات التي طرحت على الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، وقال لقد تحدثت مع عمرو موسى عن طلب الرئيس اليمني على عبدالله صالح بعقد قمة عربية، وأن مصر ليس لديها مانع من حيث المبدأ لعقد هذه القمة، غير أنه يتعين علؤنا أن نكون على دراية بما ستخرج به هذه القمة ولاتكون القمة لمجرد الاجتماع وتنفض.

وأوضح الرئيس المصري أنه يتعين الاتفاق أولا على نقاط محددة وتخرج عنها قرارات محددة، وقال انني أطالب بوقف اطلاق النار لاتاحة الفرصة للتفكير كما أدعو إسرائيل إلى أن توقف القتال وأن توقف التدمير لاتاحة الفرصة للتفكير في حل للمشكلة.

اتصالات بإسرائيل

وسرد مبارك تفاصيل الاتصالات المصرية مع إسرائيل قائلاً إنها بدأت فور اختطاف الجندي الإسرائيلي في غزة الاتصال بكل من الفلسطينيين والإسرائيليين وطلبنا منهم عدم اتخاذ أي اجراء إلى أن يتم التدخل من جانبنا لحل المشكلة، مؤكدا أن مصر كانت على وشك أن تنجح في جهودها لحل مشكلة اختطاف الجندي الإسرائيلي في غزة .
وأوضح ان ذلك شمل الاتصال بحركة حماس، وحصلنا على وعد بالتنفيذ غير أن أطرافا أخرى قد تدخلت وتسببت في عرقلة الموضوع وأدى هذا إلى أن قام الإسرائيليون بضرب غزة حتي حدثت المشكلة الثانية الخاصة بحزب الله، وهو الأمر الذي أدى بدوره إلى تعقيد المسألة، وأضاف أن مصر بذلت مجهودا كبيرا من بداية الموضوع في غزة وكنا على وشك حل المشكلة لولا تدخل أطراف أخرى كما ذكرت من قبل .

وأضاف الرئيس مبارك أنه اتصل بإسرائيل للانتظار والتفكير في الخطوة التالية التي يتعين القيام بها بعد عملية حزب الله، ورد الإسرائيليون أن اجتماعا للحكومة الإسرائيلية سيعقد وسيتم الاعلان عن الموقف الإسرائيلي في هذا الشأن انطلاقا من أن الحكومة الإسرائيلية حكومة جديدة وترغب في أن يأتي قرارها متفقا مع الجهات السياسية في الدولة.

ومضي مبارك قائلاً إن الإسرائيليين طلبوا منحهم فرصة للرد غير ان المسألة تصاعدت بسرعة...مشيرا إلى أن جهود مصر في هذا الشان شملت الاتصال بسوريا لكي تتحدث مع حزب الله وطلب الايرانيون منا حضور الاجتماع الطاريء لوزراء الخارجية العرب.

وقال الرئيس ان هم مصر هو إنهاء المشكلة سلميا خشية تدهور الوضع في المنطقة غير ان إسرائيل بدأت الضرب ولم تتوقف مصر عن الاتصال بالإسرائيليين اكثر من مرة يوميا موضحا أننا أبلغنا الإسرائيليين ان ضرب المدنيين خطأ جسيم، خاصة وان الشعب اللبناني أعزل ويتعين عليهم التوقف عن تدمير البنية الاساسية فرد الإسرائيليون بأنهم يضربون البنية الاساسية لحزب الله مما تسبب في مزيد من التعقيد للمسألة .

ومضي الرئيس المصري في سرد الأحداث قائلاً quot;عندما أبلغنا أولمرت أن مصر على وشك النجاح في اطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير ، قال أولمرت انه سيفرج في هذه الحالة عن أعداد من السجناء الفلسطينيين تفوق توقع الرئيس الفلسطيني نفسه غير أن الموضوع لم يتم نتيجة تطور الأوضاعquot; .

موقف الأميركي

وتابع مبارك في سياق استعراضه لبداية تفجر المشكلة أن مصر واصلت اتصالاتها ومشاوراتها بمختلف الأطراف ومنها المباحثات مع الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن والسعودية، وكذلك الاتصال بملك البحرين كما تلقيت اتصالا من الرئيس اليمني على عبدالله صالح .

وعما اذا كانت الولايات المتحدة هي التي أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل بعمل ذلك، قال مبارك : quot;لا يمكنني القول بأن الولايات المتحدة هي التي أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لعمل ذلك. ولكن أميركا قالت أن لإسرائيل حق الدفاع عن النفس ولابد من حل المشكلة وليس بمقدور أحد أن يعطي الضوء الأخضر لإسرائيل .

وأكد مبارك أن مصر كانت حريصة على منع دخول الإسرائيليين لبيروت الأمر الذي كان سيترتب عليه عمليات تدمير المدينة ولو كنا تركنا الموضوع لكانت بيروت دمرت مشيرا إلى أن اتصالاتنا بالإسرائيليين لاتتوقف.وحول رؤيته لمدى الاستجابة لاتصالات مصر قال مبارك اننا ندعو لوقف اطلاق النار حتي يتسني التفكير بهدوء وتروي فيما يمكن أن يتخذ من خطوات بشأن المشاكل مع لبنان أو فلسطين .

وأعاد مبارك إلى الأذهان أن مصر كانت قد حصلت على وعد من رئيس الوزراء الإسرائيلي في شرم الشيخ بالافراج عن عدد كبير من المسجونين الفلسطينيين موضحا أن أولمرت قال انه سيفرج عن أعداد من السجناء الفلسطينيين .
وطالب مبارك الشعب والحكومة في لبنان بتوحيد الصفوف والكلمة وعدم التشرذم في جماعات متفرقة لأن عواقب ذلك وخيمة. وقال أن على الدولة في لبنان أن تبسط سيطرتها على أراضيها، وبالتالي فانه في حالة قيام أي طرف بأي عمل فانه يتعين عليه أن يتشاور مع الدولة حتي يتجنب توريطها وحتي تكون الحكومة اللبنانية على دراية بما يحدث وتأخذ الاحتياطات اللازمة.

وردا على سؤال حول مايتردد من مخاوف من جر دول أخرى إلى هذا الصراع ...قال مبارك انه لابد من إعمال العقل والتفكير السليم في الخروج من الوضع الراهن وعدم الجري وراء الأفكار المتسرعة التي قد تورط المنطقة في مثل هذا الوضع، وأوضحأنه يدعو الذين يتحدثون عن تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك إلى قراءة هذه الاتفاقية بترو وتأن فان العملية ليست بالبساطة التي يعتقدها هؤلاء ولكن الاتفاقية تقضي بتشاور مستمر على مستوي وزراء الخارجية للبحث عن حل سلمي .

وحول امكانية استجابة إسرائيل لوقف اطلاق النار وهي المستفيدة من ذلك، قال مبارك ان من يعتقد بأنه يستفيد من الحرب فهو مخطئ بل ستؤدي هذه الحرب إلى تنامي الروح العدائية لإسرائيل في أنحاء المنطقة العربية وستخرج قوي متطرفة كثيرة ضد إسرائيل وبالتالي لن تكون إسرائيل رابحة من وراء هذه الحرب ولكنها ستكون خسارة لإسرائيل والمنطقة.. معربا عن أمله في أن تدرك إسرائيل ذلك وأن تستخدم منطق العقل وتوقف القتال لايجاد حل ، فالقتال لايحل مشكلة وأن السبيل هو التفاوض.