قنطار وحدهوquot;حزب اللهquot; ارتأى إطلاقه بهذه الطريقة
3 أسرى لبنانيين في إسرائيل؟ بل واحد فقط


إيلي الحاج من بيروت: من هم الأسرى اللبنانيون الثلاثة لدى إسرائيل الذين سعى quot;حزب اللهquot; إلى مبادلتهم من خلال عملية أسر الجنديين وراء الحدود؟ الأصح أنهم لبناني هو سمير قنطار اعتقلته السلطات الإسرائيلية عام 1979 لدى قيامه بعملية في مدينة نهاريا من ضمن مجموعة من quot;جبهة التحرير الفلسطينيةquot; التي ينتمي إليها ويبدو أنها تصر على الإحتفاظ به لمبادلته برون أراد أو برفاته، وهو طيار سقطت طائرته الحربية في جنوب لبنان خلال الإجتياح عام 1982 واختفت آثاره . أما الأسير الثاني يحيى سكاف فهو من الحزب السوري القومي الإجتماعي ( مؤسسه أنطون سعادة)، يعتبر مفقوداً منذ 1978 وليس لدى أي جهة، ولا حتى quot;حزب اللهquot; دليل على أنه حي وتنفي إسرائيل في استمرار أن يكون معتقلاً لديها . والثالث هو نسيم نصر، أمه يهودية ووالده شيعي لبناني ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية واللبنانية ، حكم عليه القضاء الإسرائيلي بالسجن 6 سنوات، مضت منها 4 وبقيت سنتان بتهمة التجسس ل quot;حزب اللهquot;، وبما أنه يحمل جنسيتها يصعب أن تسلم إسرائيل أحد رعاياها المحكومين إلى جهة أخرى ولا سوابق تذكر في العلاقات بين الدول على هذا الصعيد. فبالنسبة إلى إسرائيل يطالب الحزب الشيعي اللبناني المتشدد بأن تسلمه أحد مواطنيها.

أي أن القول بأن الأسرى اللبنانيين الثلاثة هم أسير واحد (القنطار) قول أقرب إلى الصحة . وموضوعه يطرح أكثر من سؤال: هل تشاور quot;حزب اللهquot; مع أي جهة أخرى ، الحكومة اللبنانية مثلاً، وسلمها ما يلزم من الأدوات والسبل لتتمكن من تحرير هذا المواطن من أسره؟ وما هو الدور الذي كان يفترض بالفلسطينيين، كمنظمة كان ينتمي إليها ومنظمات أخرى آمن الرجل بقضيتها في سبيل إطلاقه؟ وهل أن الطريقة التي اعتمدها الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله كانت الطريقة المثلى لتحريره؟ وماذا عن المقارنة بين الغاية وتكلفتها؟

بمعنى آخر هل كان يقبل القنطار بأن يقتل المئات من مواطنيه الأبرياء وتدمر بلاده لإخراجه من سجنه؟ وهل كانت هذه الطريقة الوحيدة المتاحة لتحقيق هذه الغاية؟

موقف نصرالله
عشية إجراء آخر تبادل للأسرى بين إسرائيل وحزب الله، في كانون الأول/ديسمبر 2004 صرح السيد نصرالله في مؤتمر صحافي: quot;ان حزب الله ملتزم قضية سمير القنطار. طبعا، بعد الخميس والجمعة ( موعد التبادل) لن يبقى ولا اي معتقل لبناني في السجون من المعلنين. سيكون سمير هو القضية المركزية للمقاومة الاسلامية وحزب الله في المرحلة المقبلة، اي في الساعات والايام والاسابيع المقبلة. هذا التزام قاطع.

تعرفون انه بالنسبة الى يحيى سكاف، كان هناك جدل خلال كل الفترة الماضية. وفي المفاوضات كان الجدل قائما ايضا. أهل يحيى يؤكدون انه موجود وحي يرزق داخل الكيان. الاسرائيليون في المفاوضات دائما انكروا وجود يحيى سكاف وخلال كل المفاوضات حتى الأيام الاخيرة. في نهاية المطاف، لم نصل الى نتيجة. وهذه القضية، قضية يحيى، ستبقى تتابع. واذا استطعنا ان نثبت وجوده ساعتئذ يمكن ان يعالج الموضوع بطريقة اخرى.

هناك قضية ثالثة يجب ان نشير اليها من اجل المستقبل، هي قضية لبناني اسمه نسيم نسر اعتقله الاسرائيليون خلال سنة بتهمة التجسس للمقاومة. ومشكلة نسيم في المفاوضات انه يمتلك الجنسية الاسرائيلية. انه من اب لبناني وأم يهودية، والذي امه يهودية تصدر له جنسية، يمتلك جنسية اسرائيلية. وقضية سمير ستتابع خلال الشهرين او الثلاثة اشهر المقبلة. موضوع يحيى موضوع مفتوح، وان الاسرائيلي حتى الآن ما زال ينكر وجوده اصلا. وبعدئذ في المفقودين وبقية المتابعات، يظهر معنا يحيىquot;.
وسئل السيد نصر الله عن دور الوسيط الايراني في عملية تبادل الاسرى وعن قوله ان المرحلة الثانية من العملية ستكون اهم من المرحلة الاولى، وهل يعني ذلك وجود علاقة لإيران بالطيار الاسرائيلي رون اراد؟

أجاب : quot;طبعا، الوسيط الالماني اتصل بالوسيط الايراني باعتبار أن هناك اربعة دبلوماسيين ايرانيين مفقودين في لبنا( يؤكد حزب quot;القوات اللبنانيةquot; الذي كان ميليشيا خلال حرب لبنان أن هؤلاء الأربعة قتلوا خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982) . الاسرائيلي يدعي ان رون اراد موجود في ايران. وانا انفي ذلك بشكل قاطع بناء على متابعتي الشخصية، كما تنفي ايران هذا الامر. وفي كل الاحوال، الاخوة في ايران والاخوة في سوريا، عندما يتم الاتصال بهم من الالمان او غيرهم، يعدون بالمساعدة. وثانيا، الايرانيون لم يعقدوا العملية، وكان في مقدورهم ان يطلبوا منا عدم المضي فيها. قالوا لنا افعلوا ما ترونه مناسبا وما يسهل عملية التفاوض quot;.

سمير القنطار
والقنطار من مواليد 1962 من بلدة عبية الجبلية في لبنان. انضم عام 1977الى quot;جبهة التحرير الفلسطينيةquot; ( بقيادة محمد عباس، أو quot;أبو العباسquot; الذي قضى في أحد السجون الأميركية في العراق بعد إسقاط نظام الرئيس المخلوع صدام حسين) . وشارك سمير في صفوف هذه المنظمة في المعارك التي خاضتها لدى اجتياح القوات الإسرائيلية الجنوب للمرة الأولى عام 1978 . وفي السنة نفسها اعتقل في إسرائيل لمدة عام بعد فشل عملية تسلل للجبهة من خلال الحدود الأردنية للوصول إلى منطقة بيسان . وفي 1979 قاد عملية quot;القائد جمال عبد الناصرquot; بهدف الوصول الى مدينة نهاريا واعتقل على اثرها .

وكان سمير قائد العملية التي شارك فيها عبد المجيد أصلان ومهنا المؤيد واحمد الأبرص ، وقد إخترقت المجموعة رادارات الجيش الإسرائيلي منطلقة من شاطئ مدينة صور بزورق مطاطي صغير من نوع quot;زودياكquot; معدل ليكون سريعاً جداً، وقد بدأت العملية في الثانية فجراً وإستمرت حتى ساعات الصباح وكانت الحصيلة مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين وجرحهم . وقتل في العملية إثنان هما عبد المجيد اصلان ومهنا المؤيد واعتقل سمير القنطار . وأطلق سراح الأبرص عام 1985 في عملية تبادل الأسرى.

وفي 1984 سعى رفاق القنطار إلى إطلاق سراحه باحتجاز السفينة الايطالية quot;اكيلو لاوروquot; وعلى متنها رعايا امريكيون واسرائيليون، وفي ما بعد سيزور قائد المنظمة quot;أبو العباسquot; إسرائيل والضفة الغربية وغزة علناً فيما بقي مقيماً في بغداد. وفي 2003 رفضت تل ابيب شموله بصفقة اطلاق الاسرى وربطت مصيره بالجاسوس عزام عزام والطيار رون اراد.

وفي 28 كانون الثاني من العام1980 حكمت المحكمة الإسرائيلية المركزية في quot;تل ابيبquot; على الأسير سمير القنطار بخمس مؤبدات أضيف إليها 47 عاماً ولم يبق سجن في إسرائيل إلا زاره ، إلى أن استقر في معتقل نفحة الصحراوي في النقب وهو من أقسى السجون الإسرائيلية.

وخلال حياته خلف القضبان خاض عشرات الإضرابات عن الطعام وهو يعد أحد رواد quot;الحركة الأسيرةquot; داخل السجون الإسرائيلية . وبعد إضراب عن الطعام دام 19 يوماً أعطي مع رفاقه الأسرى الحق في التعلم بالمراسلة من داخل سجنه وسمح له عام 1992 بالالتحاق بجامعة تل أبيب المفتوحة والتي تسمح بإنتهاج أسلوب التعلم عن بعد ، فتخصص بمادة العلوم الإنسانية والاجتماعية

ونال الإجازة في حزيران العام 1997 ، وفي تموز/أغسطس 1998 طلب متابعة دراسته العليا في جامعة خاصة موجودة في إسرائيل، ولكن إدارة السجن رفضت طلبه معتبرة انه لا يمكنه الدراسة إلا في جامعة عبرية كي تراقب مضمون المواد ، وهو حالياً يتابع دراسة الماجستير في مادة quot;الديمقراطية quot; .

قضية نسيم نصر
أما نسيم موسى نصر فقالت والدته اليهودية فالنتين التي تقيم مع بقية أفراد عائلتها في بلدة البازورية (مسقط رأس السيد نصرالله) في قضاء صور إنه quot;لم يقتل أحدا ولم يرتكب جريمة وإذا كان قد ساعد حزب الله فهذا مدعاة افتخار لنا كعائلة وبلدة وجنوبيينquot;. وعلقت بذلك على إعلان الحكم الذي أصدرته محكمة إسرائيلية في حق ابنها، وقضى بسجنه ست سنوات بتهمة التجسس لمصلحة quot;حزب اللهquot;. وهو اعترف حسب المصادر الإسرائيلية quot;بالاتصال بالعدو وتزويده بمعلومات تضر بالأمن القوميquot; .

وأوضحت الوالدة أنها لم تر ابنها منذ عشر سنوات، مضيفة :quot; أملي كبير وكبير جدا بحزب الله الذي سيطالب بإطلاقه مع الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيليةquot;، لتشير إلى عدم وجود اتصالات بين أفراد العائلة في لبنان وزوجة نسيم الروسية وابنتيه المقيمتين أيضا في إسرائيل.

وقالت: ان ابنها غادر لبنان الى إسرائيل في 17 أيلول /سبتمبر1992 بعدما تلقى وعدا من أقاربه بتأمين سفر له الى دولة أوروبية، مشيرة الى عدم معرفة الأسباب التي حالت دون انتقاله الى بلد آخر في ذلك الوقت. وكشفت صايغ أنها قامت إبان الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982 بزيارة لإسرائيل بصحبة نسيم للاطمئنان الى شقيقتيها سارة وليلى اللتين كانتا تقيمان سابقا في وادي أبو جميل قبل الانتقال الى إسرائيل والعيش هناك، مؤكدة أنها فضلت البقاء في لبنان الى جانب زوجها وأولادها السبعة رغم مغادرة كل أفراد عائلتها.

يذكر أن نسيم موسى نسر تزوج في إسرائيل مرتين وأنجب من زواجه الأول صبياً ومن زواجه الثاني بنتين، وله سبعة أخوة، شابان وأربع بنات.

يحيى سكاف
أما يحيى محمد سكاف، عضو الحزب السوري القومي الاجتماعي فلم ترد معلومات عنه منذ أن قام مع 11 من رفاقه بعملية ضد الإسرائيليين في مدينة نهاريا في 11 آذار /مارس 1978. لكن معلومات ترددت عن أنه حي وفي حال صحية سيئة . وكانت المجموعة التي شارك معها في الهجوم بقيادة دلال المغربي، وهو من مواليد بلدة بحنين الشمال 1959.

وعد نصرالله
يذكر أن السيد نصرالله كان قد استقبل في مقر الأمانة العامة لحزبه في حارةحريكبعد توقيعه وثيقة التفاهم مع زعيم quot;التيار الوطني الحرquot; الجنرال ميشال عون وفداً من quot;لجنة أهاليالأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون السوريةquot; ووعدهم بالسعي لدى السلطات السورية لحل قضيتهم . ولم يفعل شيئاً عملياً لتحقيق هذا الوعد وفق ما يجمع الأهالي على قوله، في حين تواظب السلطات السورية منذ أعوام طويلة على إنكار وجود معتقلين لبنانيينفي سجونها.