العاهل الاردني يلتقي وزير الخارجية الفرنسي ويبحث الوضع في لبنان
مصر وفرنسا: نزع سلاح الميليشيات اللبنانية شرط لوقف النار


نبيل شرف الدين من القاهرة:التقى العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني اليوم وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي الذي وصل الى عمان في اطار جولة في المنطقة ترمي الى التوصل الى اتفاق لوقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله اللبناني. وافاد مصدر رسمي ان quot;الملك عبد الله الثاني استقبل وزير الخارجية الفرنسي في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة الاردنيةquot;.

واضاف المصدر ان دوست بلازي سيلتقي ايضا نظيره الاردني عبد الاله الخطيب quot;ويبحث معه تطورات الاوضاع على الساحتين اللبنانية والفلسطينية وسبل وقف حالة التصعيد التي تشهدها المنطقةquot;. وقد اكد عاهل الاردن خلال اتصال هاتفي مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاربعاء quot;ضرورة تكثيف الجهود لتحقيق وقف فوريquot; لاطلاق النار في لبنان والاراضي الفلسطينية. وقبل زيارة مصر، زار دوست بلازي لبنان و سيتوجه بعد زيارته الاردن الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وفي مؤتمر صحافي مشترك عقده اليوم السبت وزيرا خارجية مصر أحمد أبوالغيط، ونظيره الفرنسي فيليب دوست بلازي أكد الأخير على ضرورة نزع سلاح حزب الله، لكنه استدرك قائلاً إن ذلك لن يتم إلا بعد وقف شامل لإطلاق النار، وقال quot;لا يمكننا ان نبقي مكتوفي الأيدي لأن هذا وضع مستحيل ولا يمكن تبريرهquot;، مشيراً في هذا الصدد إلى أن الإجراءات التي يمكن اتخاذها في الفترة المقبلة تتمثل في تبادل للاسري، وقال قبل كل شيء ينبغي أن نعمل للحصول على وقف لإطلاق النار سواء في اطار العمل لدي الامم المتحدة والاتحاد الاوروبي للحفاظ على سلامة لبنان .

وحذر وزير الخارجية الفرنسي من أن استمرار النزاع بين اسرائيل ولبنان قد يؤدي إلى تدمير الدولة اللبنانية داعيا إلى quot;وقف فوري لأعمال العنفquot; وقال دوست بلازي quot;يجب التنبه إلى أن الوضع بالغ الخطورة، وطلب الوقف الفوري لاعمال العنف وتوفير كل الظروف لوقف اطلاق النارquot;، واضاف quot;اذا لم نقم بذلك فان الدولة اللبنانية ستتعرض للتدمير الشامل .

كما دعا الوزير الفرنسي في مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره المصري إلى تطبيق القرار الدولي 1559 الذي ينص على نزع سلاح الميليشيات في لبنان ونشر الجيش اللبناني على الحدود مع اسرائيل .

إجراءات مشتركة
أما أحمد أبو الغيط فقد كشف عن حزمة من الإجراءات المصرية الفرنسية التي تم الاتفاق على القيام بها خلال الايام القليلة القادمة، لافتاً إلى اتفاق الرؤيتين المصرية واللبنانية حيال الوضع الراهن، وقال إننا نحتاج إلى وقف لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن ولا أتصور ان يبقى الموقف على ما هو عليه من تحطيم للبنية التحتية، واستمرار عمليات التدمير في لبنان كما لانتصور استمرار اطلاق الصواريخ على المدن الاسرائيلية، وقال لقد اتفقنا على ان نعكس تلك الاجراءات في تحركات مصرية وفرنسية بمعرفة كل طرف .

ومضي الوزير المصري قائلاً إن مثل هذه الإجراءات قد تتمثل في امور عدة، ربما منها دفع الجيش اللبناني إلى الجنوب وربما توسيع قوة حفظ السلام الموجودة حاليا للعمل على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وربما مناقشة مسألة الحدود اللبنانية الاسرائيلية وربما تبادل للاسرى وليس فقط تسليم الجنديين وربما مشاورات داخلية لبنانية لتأمين اتفاق الطائف وربما اجراءات تنفيذ القرار الدولي رقم 1559 الملزم للجميع والذي طالبت لبنان في اجتماع وزراء الخارجية العرب الاخير تطبيقه ومن بين بنوده إنهاء عمل الميلشيات اللبنانية .

وأشار وزير الخارجية المصري إلى أنه بغض النظر عن الوضع السابق بالنسبة لمن أطلق الأزمة، فإننا الآن نشهد تحطيم دولة عربية وقتل سكانها وهو أمر مرفوض تماماً، ويجب أن يتوقف من خلال السعي لوقف لاطلاق النار ووقف العمليات العسكرية وهذا لن يتأتي كما قال ابوالغيط الا من خلال مجلس الامن الدولي وتحرك المجتمع الدولي اي ان وقف اطلاق النار يقوم على اجراءات ومتطلبات لتحقيق الاستقرار وتأمين وقف اطلاق النارquot;، على حد قوله .

مؤتمر روما
وتابع أبو الغيط قائلاً إن مصر سوف تشارك في مؤتمر روما الدولي بشأن لبنان، مشيرا إلى ان السعودية والأردن ستشاركان في الاجتماع بجانب الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا وإيطاليا ولبنان والامم المتحدة والبنك الدولي، واضاف سوف نعمل جميعا للسيطرة على الموقف وانهاء هذا الوضع المأساوي الذي يعيش فيه الشعب اللبناني .

من جانبه أكد الوزير الفرنسي أهمية مواصلة الجهود في نيويورك وبروكسل والتشاور مع الاصدقاء وفي مقدمتهم مصر وذلك في اطار حرص الرئيس شيراك على الاستماع إلى اراء اصدقائنا في مصر، وطالب بضرورة توفير ممرات امنة وتنفيذ ما اتفقنا عليه مع الوزير المصري لمواجهة هذا الموقف الخطير الذي هو بمثابة تدمير للدولة اللبنانية مؤكدا ان استقلال وسيادة لبنان له اولوية قصوي لدي فرنسا، وطالب بتطبيق القرار 1559 بشكل كامل لانه بدون ذلك لن يكون هناك حل لهذا الصراع .

وقال اننا كما ادنا اطلاق الصواريخ على الاراضي الاسرائيلية فقد قلنا لاسرائيل انه لاينبغي ان يكون الرد غير متكافئ، واضاف اعتقد ان تصاعد العنف لايمكن ان يؤدي إلى حل دائم وهو امر خطير للجميع لاسيما في هذه المنطقة من العالم موضحا ان الحوار السياسي وحده يمكن ان يؤدي بنا إلى هذا الحل الدائم .

واشار الوزير الفرنسي إلى ان بلاده تعمل مع الاميركيين للخروج بلبنان من هذا الوضع وذلك ايضا من خلال تشجيع الديمقراطية التي جاءت بحكومة السنيورة، واكد بلازي ان الحل يمكن ان يبدأ بوقف اطلاق النار الامر الذي سيسمح بدراسة مقترحات الامين العام للامم المتحدة وبحث نشر قوات دولية وهذا هو الموقف الذي ستدافع عنه فرنسا في نيويورك وروما .