خلف خلف من رام الله: صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في ختام جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية اليوم الأحد أن إسرائيل لا تحارب لبنان بل حزب الله، وقال أولمرت: سيكون رئيس الوزراء اللبناني فؤاد سنيورة شريكاً في المفاوضات عندما يحين الوقت المناسب. حربنا ليست مع الشعب اللبناني ونحن لا نريد المساس به. ورغم ذلك هناك سكان يساعدون حزب الله ولذلك فإنهم عرضة للاعتداء ولكنهم حتى في هذه الحالة ليسوا هدفاً للجيش الإسرائيلي.

وكان أولمرت صرح في بداية جلسة الحكومة: إن قلب كل مواطني الدولة موجود الآن مع الجنود الاسرائيليين في الجو والبحر والبر. هؤلاء الجنود الذين يريدون ضرب المخربين الذين يريدون انتزاع حقنا بالعيش بسلام، مضيفا: من اجل إقامة حياة عادية علينا مساعدة سكان الشمال الإسرائيلي في المناطق المصابة. علينا أن نتخذ خطوات عديدة من لمساعدة سكان الشمال قدر المستطاع. ولم يتبق لي إلا أن اقدر قوة تحمل المواطنين.

الحرب البرية تشق حكومة أولمرت
ومن رام الله كتب بشار دراغمه - خلافا لما كان عليه الموقف الإسرائيلي مع أول أيام العملية العسكرية على لبنان. بدأت الانشقاقات تحتدم داخل الحكومة الإسرائيلي. وبدأ أصوات عدد من الوزراء يرتفع رفضا للحرب البرية على لبنان قائلين لرئيس الوزراء أيهود اولمرت quot; نحن لم نتفق أن تكون الحرب هكذاquot;.

الوزير مئير شطريت وهو من حلفاء أولمرت في حزب كديما عبر عن رفضه للغزو البري للبنان وقال:quot; اجمعنا على شن هجوم جوي فقط ولم نتفق على عملية بريةquot; بينما قال الوزير وأوفير بينيس من حزب الله quot; الحرب البرية لم تكن من احتياجاتنا هكذا اتفقناquot;. لكن ما بات يميز هذه المرحلة من الحرب هو أن المستوى السياسي في إسرائيل لم يعد سيسطر على العملية العسكرية وحتى أيهود أولمرت ووزير الحرب عمير بيرتس باتا يخضعان لقرارات المستوى العسكري وقادة الجيش. وتحديدا رئيس هيئة الأركان دان حالوتس .

بينما ذهب أعضاء كنيست إلى أبعد من ذلك حيث قال عضو الكنيست داني يتوم أن سيطالب بالتحقيق حول ما وصلت إليه العسكرية حتى الآن وقال:quot;يجب أن نسأل عن العملية العسكرية أكثر. أنا سأطرح القضية على طاولة لجنة الخارجية والأمن في الكنيست واريد اجابات واضحة، ماذا تفعل القوات البرية في لبنان؟ وهل هناك نوايا لتوسيع هذه العمليات؟ أنا أعارض بشكل كبير دخول قوات اسرائيلية كبيرة الى لبنان. quot;

كل ذلك في وقت تتحدث فيه مصادر إسرائيلة عن أن فشل العملية العسكرية على لبنان سيؤدي إلى انهيار كامل في حكومة أولمرت وإعادة رئيس الوزراء إلى بيته والاتجاه نحو انتخابات مبكرة.

التحرك ضد العمليات البرية في إسرائيل لم يكن على المستوى السياسي فقط فقد تحركت الجماهير الإسرائيلية أيضا فقد أخيرا تكلم الصامتون بعد 11 يوما على العملية العسكرية التي تنشها إسرائيل على لبنان. فآلاف اليهود ومعهم عربا جابوا شوارع تل أبيب وهي كبرى المدن الإسرائيلي ليعبروا عن رفضهم للحرب على لبنان. وفي وقت زاد فيه عدد المشاركين في المسيرة على أكثر من خمسة آلاف شخص فانه ما ميز هذه التظاهرة هو وجود ضباط من الجيش الإسرائيلي في صفوف المتظاهرين وكان قد تعرض عدد منهم للاعتقال بسبب رفضه الحرب ضد الفلسطينيين خلال سنوات الانتفاضة الحالية.

المتظاهرون رفعوا شعارات تطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت ووزير حربه عمير بيرتس بوقف الحرب فورا. متهمين الولايات المتحدة الأمريكية بتخذية هذه الحرب من خلال اسلحتها التي تقدمها لإسرائيل من أجل تدمير لبنان.

وانطلقت المسيرة من أمام مبنى البلدية أو ما يعرف بـ( ساحة رابين) وشقت شوارع تل أبيب المركزية، وصولاً إلى مبنى السينماتيك في مركز تل أبيب. وهتف الإسرائيليون بشعارات تطالب بوقف القتل ضد الفلسطينيين أيضا وهذا ما لم يحدث في السابق.

لكن هناك من لم يرق له مثل هذه المسيرة. فاصطدم المتظاهرون بعشرات اليهود الذين رشقوهم بالحجارة وحدث في بعض الأحيان عراك بالأيدي ومشادات كلامية تتهم المتظاهرين بخيانة إسرائيل.