حزب الله لا يستخدم الهواتف ويعتمد على الرُسل
لجانب المواجهة البرية..معارك استخبارتية بين حزب الله وإسرائيل

خلف خلف من رام الله: في الوقت الذي تدور فيه مواجهة برية طاحنة بين مقاومي حزب الله والقوات الإسرائيلية المعززة بالدبابات والطائرات في محيط مدينة بنت جبيل معقل حزب الله وخط دفاعه الأول كما يعتبرها القادة الإسرائيليون. يرى محللون سياسيون أن هناك معارك استخبارتيه تكتيكه تدور وراء الكواليس تهدف لاستدراج لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بشكل استراتيجي ليعطي أوامر لقواته باستخدام ما لديهم من أسلحة تكتيكه مثل الصواريخ بعيدة المدى أو قنابل زودته بها إيران، وتفرد وسائل الأعلام الإسرائيلية المسموعة والمكتوبة والمرئية وقتا مطولاً من نشراتها الإخبارية لمناقشة ما لدى حزب الله من أسلحة وصواريخ قد يستهدف بها المدن الإسرائيلية، وتحليل أبعاد هذا الموضوع على معادلات الحرب الحالية.

الكاتب الإسرائيلي في هآرتس يوسي ملمان تحدث عن المعلومات الاستخبارتيه التي كانت بحوزة سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً عن وجود مخبأ لحزب الله بني فوقه مسجد للتمويه، ويقول الكاتب أن المخبأ كان بداخله نصر الله ومعاونه وبعض مرافقيه، وتم استهدافهم لكنهم لم يقتلوا بسبب تحصين المخبأ بشكل جيد من خلال الاستعانة بالخبراء الإيرانيين الذين استفادوا من تجربتهم في التحصينات الأرضية لمفاعلاتهم النووية. وينتقل الكاتب ويتحدث عن المعركة الاستخبارتيه بين حزب الله وإسرائيل بشكل موسع فيشير أن تحديد الأهداف التي سيقوم الجيش بقصفها، هو دور يسند إلى الـ يومِنت، وهي الاستخبارات البشرية القائمة على تجنيد العملاء وتفعيلهم، وكذلك الوحدة 504 خاصة عند الحدود، والوحدة 8200 التي وفرت صورة استخبارية عن حزب الله. أفراد حزب الله يتجنبوا في العادة التحدث عبر الهواتف ومرروا رسائلهم من خلال رُسل وأجروا لقاءاتهم في غرف محصنة ضد التصنت في الضاحية الجنوبية. تدمير المربع الأمني هناك شوش العملية القيادية لدى الحزب، إلا أنهم كانوا على استعداد لذلك. القادة الميدانيون حصلوا على التعليمات بالتصرف وفقا لتقديراتهم للموقف.

ويقول الكاتب ملمان: حزب الله يملك منظومة خلايا نائمة بأوامر من الاستخبارات الإيرانية، وهي بانتظار يوم الأوامر، وعليه يتوجب الاستعداد لإمكانية قيام حزب الله بالانتقام من خلال هذه الخلايا، ولكن القرار ليس موجودا بيد حسن نصر الله، وإنما بيد أسياده الإيرانيين. إلى جانب النجاحات الاستخبارية، هناك إخفاقات غير قليلة. حسب التقارير تم الكشف عن شبكات تابعة للموساد، ومن بينهم أحمد خالق الذي شارك في اغتيال فؤاد مرنيه، شقيق عماد، وقد تم إعدام عدد منهم. وقبل عدة اشهر ضبطت شبكة كانت مشاركة في اغتيال غالب عوالي الفلسطيني الناشط في صفوف حزب الله. كما أن بقاء نصر الله وعماد مرنيه أحياء يشير إلى وجود فشل استخباري في هذا المضمار، ولكن ملمان يؤكد أن الفشل الاستخباري المدوي للاستخبارات الإسرائيلية كان ضرب حزب الله للسفينة المقاتلة في عرض البحر قبالة بيروت.

وتوجه إسرائيل منذ فترة أصابع الاتهام لإيران وتقول أنها تزود حزب الله بوسائل استخبارتيه وأجهزة ومعدات الكترونية وأسلحة حديثه، حتى أن إسرائيل ذهبت لابعد منذ ذلك حين قالت أن من ضرب السفينة الإسرائيلية التي كانت على شاطئ بيروت هم رجال إيرانيين، وهذا ما نفاه حسن نصر الله، وأيضاً يحاول المسؤولون الإيرانيون في كل مناسبة التشديد على عدم تدخلهم في الحرب في لبنان، وأدى يوم أمس الثلاثاء السفير الإيراني في لبنان محمد رضا شيباني، بحديث صحفي لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية وأشار إلى أن حزب الله يستخدم أسلحة ضد إسرائيل، كان الجيش الإسرائيلي قد خلفها بعد انسحابه عام 2000. وقال إن quot;حزب الله حصل على معظم الأسلحة والمعدات التي يستخدمها الآن بعد أن خلفتها إسرائيل عند انسحابها عام 2000، وأضاف: لذلك، فإن صوت الصواريخ التي تنفجر في حيفا مألوفة للإسرائيليين. فتلك صواريخ تركتها إسرائيل في لبنان عام 2000.

البروفيسور دافيد مينشري رئيس مركز الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب وفي مقال له بعنوان quot;البصمات الإيرانيةquot; يقول أنه رغم مصلحة إيران في إشعال الحريق، فان لها أيضا مصلحة في البقاء في الظل والامتناع عن مواجهة شاملة تمس بقدر أكبر بحزب الله، تضر بالمصلحة الإيرانية في العراق أو تجر مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وتوقف برنامجها النووي، مضيفاً أن الحرب في الشمال تجتذب أيضا الاهتمام العالمي. غير أنه رغم المظاهر الخارجية، حذار على إسرائيل وعلى العالم الحر أن يصرف الانتباه عن تحد هام بقدر لا يقل عن ذلك: البرنامج النووي الإيراني. العلاقة بين الحرب في لبنان وبين هذا البرنامج النووي الإيراني بارزة اليوم أكثر من أي وقت مضى. والموقف المتفهم الذي تبديه الولايات المتحدة والدول الغربية لرد الفعل الإسرائيلي فيه ما يشير إلى فهم هذه العلاقة.