انكسار حزب الله أمنية عاجلة للشارع الإسرائيلي
خروج نصر الله منتصراً..سيناريو رعب لقادة تل أبيب

خلف خلف من رام الله: الأحاديث في الشارع الإسرائيلي عن مؤشرات انكسار في صفوف حزب الله تبدو وكأنها مجرد أمنية أخيرة. بخاصة في ظل تكبد

لافونتين يحمل ميركل مسؤولية قتل الأطفال في لبنان

اسرائيل :مستعدون لمواجهة قذائف ما بعد حيفا

نصر الله:حان الوقت لمرحلة ما بعد حيفا

ايران تنفي لجوء نصرالله الى سفارتها في بيروت

ايران تنفي لجوء نصرالله الى سفارتها في بيروت

أفضل وحدة في الجيش الإسرائيلي المعروفة باسم quot;غولانيquot; صباح اليوم خسائر بشرية كبيرة. وعلى السطح يطفو مشهد يؤرق قادة تل أبيب ويخطف النوم من عيونهم، بل أمسى جميع الإسرائيليين يخشونه. والمتمثل في خروج نصر الله بعد انتهاء المعارك بخطاب تحدّ quot;متلفزquot; يعلن فيه عدم هزيمته وأنه صمد، بل وأوقع في صفوف إسرائيل المزيد من الخسائر وأن صواريخه ستطال تل أبيب متى شاء. سيناريو باتت تطرحه الصحافة الإسرائيلية ليس أكثر لكنه هاجساً لكل الإسرائيليين. ويتساءل المحللون الإسرائيليون، ماذا لو خرج نصر الله منتصراً في هذه الحرب؟. ماذا لو أن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق مهمته وتكبد المزيد من الخسائر البشرية والمادية؟. أسئلة كثيرة تحتاج لإجابات في داخل إسرائيل التي باتت تستعد لوصول صواريخ لما بعد حيفا. بحيث بدأت منذ صباح اليوم الشرطة الإسرائيلية بتحذير السكان في تل أبيب ونتانيا وتعطيهم معلومات وأرقام هواتف لاستخدمها في حال حدوث طوارئ.

الضغط الحاصل في الشارع الإسرائيلي على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ليس سهلاً أو بالأمر البسيط، حسبما يشير البروفسور عبد الستار قاسم لـ ايلاف، مضيفاً: الإسرائيليون لا يستطيعون العيش في ظل ظروف حرب لفترة طويلة فجيشهم الآن يحارب خارج إسرائيل ويتكبد الخسائر، والمدن الإسرائيلية تتعرض أيضا لقصف وخسائر. وفي حال استمر هذا الأمر سيكون على أولمرت الخضوع لحل سياسي والقبول بتبادل أسرى.

هذا الأمر قد يكون ما جعل أولمرت ليصرح صباح اليوم أن جيشه لا يريد البقاء في لبنان، بل أنه يسعى لتغيير الوضع في جنوب لبنان بحيث لن يكون هناك احتكاك بين أفراد حزب الله مع إسرائيل، مضيفاً أنه بالرغم من أن إسرائيل تريد إنهاء العمليات العسكرية في لبنان في اقرب وقت ممكن ألا أنها لن تنهي هذه العمليات قبل تحقيق نتائج تبرر الثمن الذي دفعته. ويذكر أن إسرائيل تكبدت خسائر كبيرة في قتالها البري مع مقاتلي حزب الله وكذلك في قصف حزب الله لمدنها الشمالية منذ الحرب فقد قتل لها اليوم دفعة واحدة ثلاثة عشر جندياً في معركة مع مقاتلي حزب الله بالقرب من مدينة بنت جبيل.

الكاتب الإسرائيلي عاموس هرئيل يعترف في مقال له نُشر اليوم الأربعاء في صحيفة هآرتس أن الجيش الإسرائيلي تعرض للإذلال أمام مقاتلي حزب الله، حيث يقول بمقاله الذي عنونه quot;هل فشل الجيش الإسرائيلي؟quot;: الاستنتاج السائد من البحث في الاختلالات هو أن حزب الله لا يُذلنا فقط، بل ينتصر. وسرد الكاتب سلسة الخسائر التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي قائلا: سلسلة القصور مقلقة في الحقيقة: من الاختطاف نفسه، مرورا بإصابة البارجة، وتحطم ثلاث مروحيات في اصطدام جوي وبنار قواتنا، وموت خمسة من مقاتلي quot;أغوزquot; إلى الإصابة الشديدة بعدد من دبابات المركباة.

وينوه الكاتب أن حروب إسرائيل السابقة مع لبنان كانت تجري بعيداً عن الأعلام، وهذا ما كان يسمح لها بتنفيذ ما تريد من عمليات قتل، حيث يقول: كل حرب (وفي لبنان تجري حرب لاعملية)، وفي ضمنها quot;الناجحة فيهاquot; كانت مصحوبة بسلب، وباختلالات وبعشرات القتلى بنار قواتنا. والفرق هو أن كل شيء يجري هذه المرة تحت متابعة إعلامية فورية، وبث دائم لا ينقطع في التلفاز وبغير القيود التي كانت متبعة في أيام quot;هدوء، يطلقون النارquot;.

ومن ناحيتهما، أثار الكاتبان عاموس هرئيل وآفي يسسخروف في صحيفة هآرتس أيضاً في مقال لهم يوم أمس حجم خسائر الجيش الإسرائيلي، حيث قالا: في بنت جبيل وفي مارون الرأس يتكشف الثمن الحقيقي للقتال. صور المصابين الذين تم إخلاءهم إلى افيفيم لم تشاهد عندنا منذ الأيام التي سبقت انسحاب عام 2000.

ويضيفا: إسرائيل تواصل تلقي الضربات في رموزها: بعد ضرب البارجة وخسائر الوحدات الخاصة في مارون الرأس أصيبت بالأمس مروحية أخرى ودبابات مركباة شيمن (4) وهي أحدث طراز يملكه الجيش. الإصابات الكثيرة في الدبابات ليست صدفة. وحدات المدرعات التي اعتادت طوال سنوات على التفوق المطلق في استخدام الدبابات في المناطق تجد صعوبة اكبر من القوات الأخرى في التكيف مع هذه النقلة إلى ساحة الحرب. الحركة الكثيرة في وضح النهار تحول الدبابات إلى لجسام مكشوفة ومعرضة لضربات مضادات الدروع التي يملكها حزب الله وقد كان عليهم استغلال الليل حيث توجد وسائل رؤية أفضل مما يوجد لدى الخصم.

وتستمر المعارك ويتواصل العمل الدبلوماسي لإيقاف هذه الحرب بين خصمين، يعتبرا الحرب بينهما هي مسألة حياة أو موت، فالرابح لن يعود ليملي شروطه. فحزب الله في حال هزم لن يعود مرة أخرى ليشكل هاجساً لإسرائيل على حدودها الشمالية. بينما في حال صمد حزب الله سيكون المشروع الإسرائيلي بأكمله قد بدأ بالتراجع، كما ذهب لذلك أحد الكتاب الإسرائيلي.