أسامة العيسة من القدس، صور: تجدد القصف الإسرائيلي اليوم ليطال هذه المرة وسط مدينة صور موقعا عددا من القتلى والجرحى فيما علم أن 22 جنديا اسرائيليا على الاقل اصيبوا، اصابة ثلاثة منهم خطيرة، في اشتباكات عنيفة مع مقاتلي حزب الله في بلدة بنت جبيل الحدودية اللبنانية. وافاد مصدر عسكري ان اجهزة الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) اعتقلت مطلع الشهر الجاري مواطنا اسرائيليا يحمل ايضا الجنسية الكندية بعد الاشتباه في انه يتجسس لصالح حزب الله.

واضاف المصدر انه يشتبه في ان الموقوف كان quot;يجمع معلومات لحزب اللهquot; موضحا ان تحقيقا جار في هذا الصدد. وبدا الجيش الاسرائيلي في الثاني عشر من تموز/يوليو عملية برية واسعة النطاق ضد حزب الله في جنوب لبنان بعد اسر اثنين من جنوده.

وعلى صعيد الجرحى من الجنود الإسرائيليين قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي quot;استطيع ان اؤكد اصابة 22 جنديا في القتال في بنت جبيلquot; مضيفة ان ثلاثة منهم في حالة خطرة. ويعد القتال الذي جرى اليوم الاربعاء في بنت جبيل الاعنف منذ عبور القوات البرية الاسرائيلية الحدود اللبنانية الاسبوع الماضي. وواجهت القوات الاسرائيلية البرية مقاومة شديدة خلال الايام الماضية في محيط بنت جبيل التي تعد البلدة الرئيسية في المنطقة حيث يحتفظ حزب الله بمقر عسكري. وذكر تلفزيون شبكة الجزيرة الاخبارية ان 13 جنديا اسرائيليا قتلوا في اشتباكات اليوم.

أكاديمي وأديب مرموق متهم بالتجسس لحزب الله

المفاجأة بإعلان إسرائيل اعتقال فلسطينيا بتهمة التجسس لحزب الله، كانت مفاجأتين، الأولى تتعلق بالحدث نفسه واعتقال جاسوس لحزب الله فيما الحرب مستمرة ضد الحزب، والمفاجأة الثانية كانت بعد الكشف عن هوية الجاسوس المفترض، وهو أكاديمي وأديب فلسطيني مرموق. وحسب ما نشرته وسائل الإعلام، بعد سماح الرقابة العسكرية الإسرائيلية، فان المعتقل هو البروفيسور غازي فلاح، الفلسطيني حامل الجنسيتين الإسرائيلية والكندية.

وفلاح من مواليد قرية فلاحات البطوف (قضاء الناصرة) عام 1953. حصل على البكالوريوس والماجستير من الجامعة العبرية بالقدس، وعلى الدكتوراه من جامعة دورهام البريطانية.

عرفته الحركة الثقافية العربية داخل إسرائيل ككاتب ومحاضر، وامتد نشاطه إلى الأراضي المحتلة عام 1967، واصدر عدة كتب تتناول جوانب في الصراع العربي-الإسرائيلي خصوصا فيما يتعلق بالأقلية العربية داخل إسرائيل، بالإضافة إلى موضوع جغرافية فلسطين باللغتين العربية والإنجليزية.

وهاجر فلاح إلى كندا في بداية تسعينات القرن الماضي، حيث حصل على الجنسية الكندية، ويعمل الان أستاذاً مشاركاً زائراً لمادة الجغرافيا في جامعة نورثرن أيوا الأميركية. وخلال إقامته في كندا لم ينقطع عن زيارة فلسطين، والمشاركة في مؤتمرات أكاديمية، وصدر له مؤخرا كتابا (الجليل ومخططات التهويد) عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية ببيروت، مترجما عن اللغة الإنجليزية.

وحسب تعريف المؤسسة الناشرة للكتاب للكتاب فانه quot;يبحث في أهم التغييرات المكانية التي لحقت بديار فلسطيني الجليل وارضهم، بعد وقوع اقليمهم تحت سيطرة إسرائيل سنة 1948. كما يحدد ويعرف مزايا المخططات الإقليمية المنبثقة من quot;سياسة التهويدquot; الرسمية، ويلقي الضوء على عناصر الخطر تجاه العرب فيها. ويضم الكتاب دراسات لحالات عينية يوثق، من خلالها، مراحل تطبيق سياسة التهويد، ويكشف اثرها في مجمل النواحي الحياتية للوجود العربي في الجليل. ويرصد الكتاب ردات الفعل العربية المحلية على هذه المخططات، والمحاولات المكثفة لرفضها والتصدي لمنحاها التمييزي الواضحquot;.

وقبل ثلاثة أسابيع، وصل فلاح إلى إسرائيل، ليتم اعتقاله، بتهمة تصوير مواقع حساسة والتجسس لصالح حزب الله.

وبعد أيام من اعتقاله شنت إسرائيل حربا على لبنان، بعد اسر حزب الله لجنديين إسرائيليين، وحظرت الرقابة الإسرائيلية نشر أي شيء عن اعتقال فلاح، حتى عادت وسمحت بذلك اليوم، في توقيت يعتقد انه مقصودا مع تكبد قواتها خسائر في معارك دائرة جنوب لبنان مع مقاتلي حزب الله.

ومددت محكمة الصلح في عكا اليوم اعتقال فلاح لمدة أربعة أيام quot;لاستكمال التحقيقquot;، بينما يؤكد محاميه حسين أبو حسين بان موكله بريء من التهم الموجهة له، رغم انه ممنوع من زيارته، ولم يراه إلا خلال جلسة المحكمة اليوم. وقال المحامي، أن سبب زيارة فلاح للبلاد، الغرض منه عيادة والدته المريضة ونزيلة أحد المشافي.