رقعة الخلاف تتسع بين الخارجية ورئيس مكتب بلير
بريطانيا توفد وزير الدولة في جولة شرق أوسطية
عادل درويش من لندن: في مسعى منه للحد من فقدان بريطانيا لشعبيتها بين حلفائها في الشرق الأوسط، ارسل رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وزير الدولة المساعد في الخارجية البريطانية كيم هاويل في جولة شرق أوسطية لشرح الموقف البريطاني أمام الحلفاء في الشرق الأوسط وتبادل وجهات النظر مع العرب والإسرائيليين. يأتي مسعى بلير بعد تحذيرات دبلوماسية من انعكاسات ما يمكن وصفه بالانسياق البريطاني وراء الولايات المتحدة في دعمها لحرب اسرئيل على لبنان، على المصالح البريطانية في المنطقة. إلا أن مصادر في داوننغ ستريت نفت وجود هوّة خلاف بين الخارجية البريطانية ومكتب بلير حول سياسته الشرق أوسطية.
وقال وزير الدولة البريطاني هاويل - الذي سيجري محادثات مع وزراء ومسؤولين في الأردن وإسرائيل والضفة الغربية ولبنان، إن بلاده قلقة من تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط في حال الفشل في التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار وتسوية الخلافات مع ضمان أمن إسرائيل وجيرانها. وكرر هاويل الموقف الرسمي لبلاده، القائل إن الطريق الأمثل للخروج من الأزمة الحالية يكمن في عدة نقاط:
*إعادة الجنود الإسرائيليين الثلاثة المخطوفين في غزة ولبنان (الأول اختطف في غزة من قبل متشددين إسلاميين، والإثنان الآخران اختطفا من داخل الحدود الإسرائيلية مع جنوب لبنان).
*ووقف إطلاق صواريخ حزب الله على إسرائيل.
*ووقف العمليات العسكرية الإسرائيلية والإفراج عن الوزراء الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
*وإيجاد وسيلة لتنفيذ القرار 1559 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في العام 2004 والذي ينص على انسحاب القوات الأجنبية من لبنان ونزع أسلحة الميليشيات.
*دعم الحكومة اللبنانية الشرعية لتتمكن الأخيرة من فرض سيادتها على أراضيها.
وكانت وسائل الإعلام - ومن بينها إيلاف - نقلت تسريبات تشير إلى خلاف بين وزارة الخارجية البريطانية و10 داوننغ ستريت، إذ حذر دبلوماسيين بريطانيين في الشرق الأوسط من أن سياسة بلير الموالية لأميركا والتي تفسر يترجمها العالم العربي على أنها ضوء أخضر لإسرائيل لتواصل عملياتها العسكرية في لبنان، قد تفسد في أيام ما بذلته الحكومة البريطانية من جهود طيلة السنوات الماضية لترميل الجسور وبناء علاقات صداقة مع الحلفاء العرب.
إلا أن المتحدث باسم بلير نفى اليوم وجود مثل هذا الخلاف قائلا إن رئيس الوزراء البريطاني لا يريد إطلاق تصريحات للاستهلاك العالمي، إنما يبحث عن وسائل عملية للتوصل إلى حل جذري للمشكلة، بينما ألقى اللوم على حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية لاختطافهما الجنود الإسرائيليين.
وكان كبير أساقفة كانتربري - وهو شخصية بريطانية توازي شيخ الأزهر لدى المصريين مثلا - وجه نداءً للحكومة البريطانية عبر الـ بي بي سي طالب فيه دعم نداء أمين عام الامم المتحدة كوفي انان لوقف فوري لإطلاق النار. لكن متحدث رئيس الوزراء كرر الإجابة نفسها ردا على سؤال حول الاستجابة لنداء اسقف كانتربي.














التعليقات