السنة يميلون نحو التضامن مع الشيعة
مسؤول حزبي: الوضع في جنوب الليطاني quot;مأساةquot;


سمير عيتاني من بيروت: quot;المهم ان جماعتنا قد بدأت تتحول الى تأييد حزب اللهquot; هذا ما يقوله رئيس حكومة اسبق لـquot;إيلافquot;، وهو يقصد بـquot;جماعتناquot; السنة الذين الى حين قريب كانوا بقدهم وقديدهم يعارضون سلاح حزب الله، وتحول موقفهم تدريجيا مع مراقبتهم لمشاهد القتل في الجنوب وعمليات التهجير وتدفق اللاجئين الى القرى والمدن السنية وصمود مقاتلي حزب الله، من المعارضة لحزب الله الى التضامن مع ابناء الجنوب والتكافل معهم والى التعاطف الضمني مع حزب الله. وترتفع موجة التأييد كل يوم مع وصول المزيد من الانباء عن تواصل المعارك في مدينة بنت جبيل في اقصى الجنوب اللبناني، واستمرار الجناح العسكري لحزب الله في قصف شمال اسرائيل.

الجماعات الاسلامية في طرابلس (عاصمة الشمال اللبناني) دعت في بيان لها الى التضامن مع الشيعة والى المشاركة في الاعمال الحربية، والانضمام الى الجهاد وفق الية ستعلنها لاحقا، وهذه الجماعات، او على الاقل اجزاء منها، كانت الى وقت قريب تعارض وجود سلاح بين ايدي حزب الله، واليوم صارت تدعو الى الجهاد.

ويصف احد رؤساء الحكومة السابقين وهو من الشمال ان الوضع الان اصبح quot;ممتازاquot; في اشارة الى تحول الموقف السني من المعارضة الى التأييد، ويضيف quot;الحمد لله، لقد عاد اللبنانيون الى رشدهمquot;، في حوار سريع مع quot;إيلافquot; حول انقلاب الدفة من معارضة المقاومة او التحفظ عليها الى تأييدها.

مقابل هذا التأييد يصف مسؤل حزبي من الجنوب تمكنت quot;إيلافquot; من الاتصال به في احد مراكز العمليات التي يتابع منها الوضع الميداني ان الوضع جنوب نهر الليطاني (الذي تعتبره اسرائيل هدفا ينبغي تنظيفه) يشكل مأساة من كل النواحي.

وتحدث القيادي الحزبي الذي يتواجد جنوب الليطاني عن الوضع في قرية عيترون المتاخمة لمدينةبنت جبيلوالتي تدور فيها هي الاخرى اشتباكات مباشرة مع قوات النخبة الاسرائيلية من لواء غولاني، مشيرا الى تقطع الاتصالات مع عناصره الباقية في المنطقة، وفي اخر اتصال افادوه انه يستحيل التحرك خارج المباني نظرا لعنف القصف، وان المباني في القرية تحطمت على بعضها.

ويضيف نقلا عن عناصره انهم في اخر اتصال مع مدينة بنت جبيل افادوا عن وضع مأسوي يعيشه من بقي من المدنيين في المدينة، التي لم يدخلها لا الصليب الاحمر الدولي ولا قوات الطوارئ الدولية، ولا يمكن رفع القتلى منها حاليا ولا إجلاء الجرحى رغم المعلومات التي افادت بان الجيش الاسرائيلي ترك الطريق الشمالي لمدينة بنت جبيل نحو تبنين لـquot;تسهيل فرار عناصر حزب اللهquot;.

ويتابع بالقول ان المقاومين يستمرون في الاشتباك المباشر مع الجنود الاسرائيليين. وان وحدهم الرعايا الاميركيين تم اجلاؤهم بتدخل من السفارة الاميركية من بلدة يارون (المتاخمة للحدود الدولية والقريبة من نقاط الاشتباك في بنت جبيل وعيترون).

ويشير المسؤل المذكور إلى ان الوضع الميداني في باقي المناطق ارتاح قليلا مع تركز الاشتباكات في منطقة بنت جبيل، مارون الراس، عيترون، يارون، عين ابل، وهي القرية التي طلب الجيش الاسرائيلي من سكانها اخلاءها تمهيدا لعمليات عسكرية مزمعة فيها. اضافة الى منطقة الخيام التي تركز القصف عليها في الاربع والعشرين ساعة الماضية بشكل كبير.

ويتابع ان المروحيات الاسرائيلية بدأت منذ ليل الامس الى غاية الساعة بموجات من العمل في قطاع اقليم التفاح، (شرق صيدا) بعد ان تم عزله عن منطقة النبطية حيث ضربت كل الجسور الواصلة بين القطاعين خلال الاسبوعين الماضيين.

وعلى الضفة الاخرى من الحدود فان تعليمات الجيش الاسرائيلي باتت واضحة بعد اجتماع قيادته السياسية (مجلس الوزراء الاسرائيلي المصغر) حيث من المتوقع تواصل الاشتباكات حتى اسقاط منطقة بنت جبيل والتدخل في عدة مناطق اخرى مشابهة، واستخدام القصف الجوي المكثف على القطاعات الاخرى، او بعبارة اخرى قصف قرى الجنوب بالطيران الى حين تحويلها الى quot;علب من الترابquot; بحسب تعبير وزير العدل الاسرائيلي حاييم رامون، الذي اعتبر ان ضرب الاماكن المدنية مشرع خاصة بعد ان تم تحذير السكان فيها.