لا حل لأوضاع غزة يلوح بالأفق
إسرائيل تستأنف معركة المنازل وحماس تستعد لإطلاق مبادرة

سمية درويش من غزة-الرياض : استأنفت المروحيات الإسرائيلية المقاتلة ، معركتها مع المنازل الفلسطينية في قطاع غزة بعد توقف دام 24 ساعة ، عقب إعلان تل أبيب عزم سلاح الجو الإسرائيلي العودة مجددا لقصف منازل النشطاء في القطاع . وتأتي هذه الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة ، في حين كشفت حركة المقاومة الإسلامية حماس في المجلس التشريعي ، النقاب عن مبادرة سياسية فلسطينية تستعد اللجنة السياسية بالبرلمان لطرحها ، وتهدف للعودة إلى مربع التهدئة وفق مبادرة رئيس الوزراء إسماعيل هنية الأخيرة.

ويعيش قطاع غزة أوضاعا معيشية مقلقة للغاية ، جراء الحصار الخانق وانعدام وسائل الكهرباء ومنع إسرائيل التدفق الحر لإمدادات الغاز والمحروقات والغذاء ، في حين باتت عائلات موظفي السلطة على خط الفقر لعدم استلامهم رواتبهم للشهر الخامس على التوالي.

وبحسب مصادر أمنية فلسطينية تحدث إليها quot;إيلافquot; ، فان القصف الإسرائيلي طال الليلة منزل أبو جندل الشريف احد قادة كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح في حي الصفطاوي شمال مدينة غزة ، ومنزل المواطن عطا الشنباري في بيت حانون.

وأوضحت المصادر ذاتها ، بان القصف الإسرائيلي دمر عدة منازل بالكامل ، كما أسفر عن إصابة ثلاثة مواطنين بجروح متفاوتة ، في حين أصيب العشرات من الأطفال والنساء بحالة من الهلع والخوف جراء صوت الانفجار المدوي ، حولوا جميعهم على أثرها إلى مستشفى كمال عدوان في شمال القطاع للعلاج.

وقد لجأت وكالة الاستخبارات اليهودية ، قبل أيام إلى طريقة جديدة في حربها ضد الفلسطينيين ، حيث شرعت بالاتصالات الهاتفية مع نشطاء المقاومة والطلب منهم إخلاء منازلهم بهدف قصفها ، بعدما أثبتت فشلها وعدم قدرتها على التوغل إلى الأحياء السكنية ، خشية من القنابل البشرية التي أعلنت استعدادها لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، والعبوات الناسفة التي زرعتها المقاومة للدبابات الإسرائيلية .

وكان الطفل سمير أبو عمرو أربع سنوات ، قد أصيب برصاص قوات جيش الاحتلال المتمركزة بأبراج المراقبة على طول الحدود الشرقية لبلدة الشوكة شرق رفح ، والتي تطلق من حين لأخر حمم قذائفها الصاروخية تجاه منازل المواطنين.

من جهتها واصلت اللجنة السياسية بالمجلس التشريعي ، جهودها للتوصل إلى مسودة مبادرة سياسية فلسطينية ، حيث اجتمعت اللجنة المصغرة في كلا من غزة ورام الله ، مستعرضة مسودتين للمبادرة بهدف التواصل من أجل بلورة ورقة مشتركة بغية اعتمادها من اللجنة السياسية ومن ثم تقديمها للمجلس التشريعي.

عباس يبحث في السعودية الهجوم الاسرائيلي

من جهته اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس في جدة محادثات مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز تناولت سبل وقف الهجوم الاسرائيلي المستمر في قطاع غزة منذ اكثر من شهر.وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس ان الرئيس الفلسطيني ناقش مع المسؤولين السعوديين كيفية quot;بلورة موقف عربي موحد من اجل وقف العدوان الاسرائيلي في فلسطين ولبنانquot;.

وبحسب مصدر فلسطيني مرافق لعباس فان السعودية حولت في وقت سابق من هذا الاسبوع 46 مليون دولار للسلطة الفلسطينية، اي نصف المساهمة المقررة من السعودية للسلطة بحسب قرار القمة العربية في الخرطوم.ويقوم عباس حاليا بجولة تركز على الهجوم الاسرائيلي في قطاع غزة، وكان زار مصر ويصل الاحد الى الكويت ويتوجه الاثنين الى قطر.

واضاف ابو ردينة quot;كان هناك تطابق في وجهات النظر حول ضرورة وقف فوري لاطلاق النار ليكون بداية لحل كل المشاكلquot;.ولفت الى quot;جهود تبذل لتجنيب غزة مزيدا من الاعتداءات ولاجراء عملية تبادل للاسرى وان كانت اسرائيل لا تريد تزامنا لهذه العمليةquot;.

واسرت ثلاث مجموعات فلسطينية مسلحة في 25 حزيران/يونيو جنديا اسرائيليا في شمال قطاع غزة، وردت اسرائيل بشن هجوم عسكري واسع.وقتل 147 فلسطينيا على الاقل منذ بداية هذا الهجوم الهادف الى العثور على الجندي الاسير ووقف اطلاق الصواريخ الفلسطينية المحلية الصنع على اسرائيل.وتشن اسرائيل هجوما مماثلا على لبنان منذ 12 تموز/يوليو ردا على قيام حزب الله الشيعي باسر جنديين اسرائيليين في عملية على الحدود بين لبنان واسرائيل.