بهية مارديني من دمشق: اعتبر محللون سوريون ان تصريحات حسن نصر الله الامين العام لحزب الله عبرت عن جانبين اولهما سياسيا موجها الى الحكومة اللبنانية والثاني معنويا موجها الى مقاتلي حزب الله.وفي هذا السياق قال المحلل السياسي مشعل التمو في تصريح خاص لايلاف ان الجانب الأول كان في اتجاه تقوية الروح المعنوية لمقاتلي حزب الله، مع التهديد الصريح بضرب تل أبيب، بما معناه توسيع رقعة المعاركواضاف ان التهديد هنا يأتي ردا على تهديد إسرائيل بضرب بيروت , لكنه يحمل دلالة التوسع الحربي،والتوسع هنا قد لا يكون فقط موجها وتحت السيطرةوإنما قد يستكمل بتصدير إقليمي , كنتاج طبيعي لحرب المواقع السياسية.

وتابع التمو ان كلمة نصر الله امس تمثل جانبا اخر في الاتجاه السياسيوهو الجانب الذي حمل أكثر من رسالة، منها ما هو موجه إلى الداخل اللبناني وتحديدا إلى الحكومة اللبنانية ومشروعها الذي اتفقت عليه سابقا،والمؤلف من سبعة نقاطفعدم تطرق السيد حسن نصر الله إليه،يعتبر إشارة إلى نفي وعدم القبول بالكثير من النقاط التي سبق ووافق عليها وزراء حزب الله.

ويلتقي هنا السيد نصر الله في موقفه غير المعلن، بمعنى غير المؤيد،متطابقا مع موقف وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي الذي قسم المشروع الحكومي اللبناني إلى مستويين:الأول يخضع للإجماع والأخر يحتاج إلى حوار وطني داخلي،بمعنى ليس هناك سلة متكاملة من جهة،ومن جهة أخرى أن أي موافقة لوزراء حزب الله تحتاج إلى تصديق إيراني وألا ستكون بدون مصداقية ؟

واشار الى انه من الجدير ذكره هنا الإجماع الوطني اللبناني بعد مجزرة قانا وما خلفته في توحيد المطلب الأساس لكل اللبنانيين , وهو التوحيد الذي لم يتجسد في خطاب السيد نصر الله .

وقال التمو انه من جانب آخر ربط السيد نصر الله التحرك الدولي وحصره بالتحرك الأميركي فقط،مع الإصرار على رفض أمركة لبنان،يحمل دلالة سياسية لها بعدين , الأول أن لا قبول بالتحرك الدولي وفق الشرط الأميركي،حتى وان صدر عن فرنسا مثلا،على اعتبار إن اللاعب الدولي تديره وتشرف على تحركه أمريكا , والبعد الثاني , إن لا قبول لأي تحرك دولي ما لم ينسجم مع اللاعب الإقليمي وتحديدا سوريا وإيران .

و اوضح التمو انه لعل رفض المتحدث الإعلامي الرسمي السوري لما قاله وزير الخارجية الاسباني البارحة عن استعداد دمشق لممارسة الضغط على حزب الله , يصب في ذات الاتجاه , اتجاه التوظيف السياسي لنتاج الحرب الإسرائيلية على لبنان , وهو جانب مهم لم يعلن عنه صراحة السيد نصر الله , لكنه كان واضحا بما فيه الكفاية بين السطور , حيث التوظيف السياسي في جانبه الداخلي يعني حزب الله وليس الحكومة اللبنانية , وفي جانبه الأكبر , إقليمي يعني به سوريا وإيران ؟ ولعل لقاء القاضي براميرتز برئيس وزراء لبنان اليوم كان أيضا رسالة إقليمية واضحة ؟.

واضاف التمو انه إذا كان حديث السيد نصر الله يأتي بعد ثلاثة أسابيع من المعارك الطاحنة , التي تعتبر حرب مواقع تفاوضية لانتفاء منتصر واضح فيها , وكل الأطراف المساهمة فيها تسعى لتحسين شرطها التفاوضي مع الأخر , إسرائيل مدعومة بالغطاء الدولي لها , مع ميزة القرار 1559 وما يتضمنه من بنود , وحزب الله كراس حربة إقليمي , وقدرته على تجسيد نجاحات فشلت الجيوش العربية مجتمعة في تجسيدها , والنجاح هنا بمعناه الرمزي أو المعنوي , وليس بتداعياته السياسية أو بخلفياته الإقليمية أو بأدوارها ونتائجه المستقبلية .

وقال التمو quot;من وجهة نظري شكل خطاب السيد نصر الله , المتوافق مع الموقف الإيراني والسوري , والمناقض بكليته للقرار الدولي المزمع إصداره لوقف الحرب , وحتى المفترق بأغلبه مع النقاط السبع اللبنانية , وبطبيعة الحال المواجه للمطلب الإسرائيلي , شكل ثنائية حدية , لطرفين متعارضين , قبول احدهما بشرط الأخر , تعني نهايته , ونهاية محوره الداعم , أو على الأقل تؤسس لنهايته , العسكرية أولا وأتوقع أن تليها السياسية أيضا ، والتعارض الأنف الذكر يجعل من إمكانية تصدير الحرب وتوسيع رقعتها أمرا متوقعا في أي لحظة , وخاصة من الجانب الإسرائيلي في حال فشل في إيجاد صيغة تحفظ له ماء وجهه , أو من لدن بعض القوى الإقليمية إن لم يعمد المجتمع الدولي إلى إعادة تأهيلها وإعطاءها دورا إقليميا , وفي الحالتين اعتقد بان الحرب قد تستمر فترة أخرى , وقد تتوسع أيضا , ويبقى الأمر رهنا بميزان الربح والخسارة الإقليمية خاصة من جهة , وبجهة أو مناحي التوظيف السياسي من جهة أخرى , وفي كل الأحوال خسر لبنان الدولة , ومرشحا أيضا أن تخسر شعوب أخرى ؟quot;.

من جانبه قسّم المحلل السياسي السوري المحامي عمران الزعبي تصريحات نصر الله الى نقاط وقال في حديث خاص لايلاف ان النقطة الاولى تعامله مع المسالة الميدانية والعسكرية كقائد للمقاومة وعدم اعطائه المسالة السياسية وقت كاف رغم انه لايتجاهل اهميتها لكنه ركز عليها من جانب واحد وهو ان حزب الله والمقاومة حققت انتصارات سياسية وان لبنان ليس بخاسر ولكنه دفع ثمن صمود المقاومة ومن هذا المنطلق فاية مفاوضات بين الحكومة اللبنانية واسرائيل واية اطراف اخرى تدخل المفاوضات يجب ان تكون من باب المعطيات على الارض وهو انتصار حزب الله وليس على حساب المعطيات الاميركية او الاسرائيلية.

وشدد الزعبي ان لبنان ربح بالثبات والصمود واسرائيل يجب ان تنطلق من قاعدة الخاسر رغم ان حزب الله لم يتجاوز الخط الازرق ولكنه في موضع القوة .