والد الشعالي مستقبلا ابنه واحفاده في المطار
إيلاف من أبو ظبي: وصل الطالب الإماراتي سيف خليفة راشد الشعالي الى الإمارات صباح أمس عبر لندن بعد احتجاز وتحقيق في الولايات المتحدة دام 26 ساعة، لا يدري سببه حتى هذه اللحظة. وروى الشعالي قصة احتجازه quot;المريرةquot; والطويلة في مطار لوس انجلوس اضطر بعدها للعودة الى الامارات متخليا عن حلمه بالحصول على شهادة الدكتوراه.

وكانت السلطات الاميركية احتجزت الشعالي وزوجته واطفاله الثلاثة واجرت معهم تحقيقات مطولة في ظروف قاسية انتهت بتخييره بين الاستمرار باحتجازه لمدة لا تقل عن اسبوعين اضافيين قبل ان يسمح له بالدخول الى الولايات المتحدة او العودة من حيث اتى ، فاختار العودة.

وكان الشعالي غادر الامارات متوجها الى اميركا عبر لندن صباح الاحد الماضي في 20 اغسطس لاستكمال دراسة الدكتوراه في جامعة quot;كليرمونتquot; اذ توجه واسرته الى لندن ومن لندن الى لوس اجلوس. ولدى دخول الشعالي الى المطار الساعة الواحدة والنصف من ظهر الاثنين بدأ في اجراءات التسجيل الاعتيادية الى ان توقف عند احد موظفي الأمن الذي نظر اليه وقال انه بحاجة الى بعض المعلومات الإضافية.

وتابع الشعالي:quot;رافقته الى غرفة مجاورة للمكان المخصص لتسلم الحقائب، وكنت اظن ان لبسا ما في الامر وان المسالة ستنتهي بعد دقائق، لكن المحقق بدأ في توجيه اسئلة كثيرة مثل ما لون شعرك. وكم يبلغ طولك ووزنك؟ واسئلة اخرى تتناول تفاصيل دقيقة عن حياتي الشخصية الأمر الذي جعلني اشعر بالضيق، خصوصا ان هذا التحقيق بدأ يطول ساعة تلو الأخرى الى ان اصبحت الساعة التاسعة مساء وكان قد مضى على وصولي 8 ساعاتquot;.

ولم يكن هذا المكان سوى غرفة احتجاز فيها نحو 20 كرسيا ويتفرع عنها زنازين إفرادية بعضها مخصص للذكور واخر للإناثquot;. وطلبوا من اسرته البقاء في غرفة الاحتجاز بينما استدعي الشعالي الى مكان آخر، حيث تم تفتيشه تفتيشا دقيقا يطبق على المشتبه بتهريبهم المخدرات او ما شابه واخذوا كل البطاقات التي في حوزته وصوروها. ويقول الشعالي quot;بعد ذلك اعادوا استجوابي عن مصادري المالية واوقات فراغي وجامعتي الى ان سالني: انت تكره الولايات المتحدة لماذا جئت اليها؟quot;.

ويضيف quot;ثم نقلوني الى ما يدعى quot;home land securityquot; وهو مثل جهاز أمن الدولة، وبعد ساعتين ونصف من التحقيق جاء محقق اخر واجبرني على التوقيع على ورقة اعترافات لم تنقل كل أجوبتيquot;. وقال :quot;ثم طلبت الاتصال بالسفارة الاماراتية وابلغتها ما حصلquot;. وعلم الشعالي انه تم التحقيق مع زوجته بنفس الاسلوب واجبروها على التوقيع على اوراق ليست مطابقة لاقوالها.

وعندها قرر الشعالي ان يوقف الامر عند حده والتخلي عن مشوار دراسة الدكتوراه التي حضر لاجلها الى الولايات المتحدة، وابلغ المحققين عن رغبته في العودة مع عائلته الى الإمارات قائلا :quot;الاميركيون شعب رائع ساظل احتفظ بصورة رائعة عنهم، على الرغم من كل ما حصل.. لانهم لا يشبهون حكومتهمquot;.

مسؤول في وزارة الخارجية الاماراتية ابلغ صحيفة quot;الإمارات اليومquot; ان ما تعرض له الطالب الاماراتي الشعالي من احتجاز وتحقيق في مطار لوس انجلوس يؤكد وجود حلقة مفقودة بين وزارة الخارجية الاميركية والجهات الامنية هناك، حيث غابت الرؤيا الواضحة والمعايير المحددة. واوضح المسؤول ان المشكلة في الولايات المتحدة تكمن في عمل اكثر من جهة بمفردها دون تنسيق على الرغم من ان القضية واحدةquot;.

واستغرب المصدر نفسه ما حصل مع الطالب الشعالي خصوصا انه يدرس هناك منذ 5 سنوات ولديه ابناء ولدوا في الولايات المتحدة، ومن المفترض ان يكون سجله معروفا لديهم، مشيرا الى ان البيانات كافة عن المسافرين للعلاج والدراسة تكون واضحة ومتوافرة للجهات الأمنية لما تطلبه من موافقات واوراق رسمية.