خلف خلف من رام الله: قال مسؤولون في حزب العمل الإسرائيلي أنه لا مناص من استقالة زعيم حزبهم عمير بيرتس وزير الدفاع الإسرائيلي من منصبه، وأوضح المسؤولون أن بيرتس دمر مستقبله السياسي بعدما وافق على تولي حقيبة الأمن في الحكومة الإسرائيلية. فيما بدأت تتدفق معلومات حول أمكانية إجراء انتخابات مبكرة في داخل حزب العمل. هذا فيما صرح أيضاً وزير البنية التحتية بنيامين بن إليعيزر من حزب العمل أن رئيس الأركان دان حالوتس هو المسؤول عن نتائج حرب لبنان. وعلى حد قوله فإنه لم تتم إدارة حرب لبنان كما ينبغي. وكان من الخطأ الاعتماد فقط على سلاح الطيران. إن المسؤول عن ذلك هو من ظن أنه من الممكن إنهاء كل شيء بالضربة الجوية. وأضاف بن إليعيزر إن القيادة السياسية مسؤولة أيضاً عن قبولها توصيات القيادة العسكرية.
ويرى بن إليعيزر أنه كان يجب بالتوازي مع المعركة الجوية على بيروت تنفيذ عملية برية واسعة النطاق.

وكان يجب قبل أي شيء الوصول إلى نهر الليطاني والزهراني، وبعدها فقط القيام باحتلال كل الطريق حتى إسرائيل. أعتقد أننا لو قمنا بذلك منذ اليوم الأول لتغير الوضع، وقد قلت ذلك أيضاً منذ بداية الحرب. ويبرر بن إليعيزر قرار شن الحرب بقوله: إن اتخاذ القرار برد فعل إسرائيلي شديد كان صحيحاً وفي محله وإنني أعتقد أن رئيس الوزراء اتخذ قرارات صائبة. وفي لقاء له مع الإذاعة الإسرائيلية قال بن إليعيزر إنه يعارض تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ولكنه يفضل تشكيل لجنة حكومية لدراسة الوضع.

ويأتي هذا فيما تزداد حدة الانتقادات لبيرتس وبخاصة بعد ظهور نتائج استطلاع الرأي التي أكدت أن 3% فقط من الجمهور الإسرائيلي يعتقدون أن بيرتس غير مناسب. كما أظهرت نتائج الاستطلاع انخفاضاًكبيرا وحادا في شعبية حزب العمل وخسارته 8 مقاعد. ويرجح مسؤولون أن هذا الانخفاض ناتج عن سوء إدارة متمثل في بيرتس. وتزداد إمكانية مغادرة بيرتس لمعترك الحياة السياسية مع احتمالية كبيرة لتشكيل لجنة تحقيق رسمية في إخفاقات الحرب بعد رفض الأوساط الإسرائيلية للجنة التي عينها بيرتس ورأسها امنون شاحاك رئيس الأركان السابق. ويعود سبب رفض اللجنة كون شاحاك مقرب جداً من بيرتس وكان خلال فترة الحرب وكأنه مستشاراً له، مما جعل الضباط والكتل البرلمانية يطالبون بوقف عمل اللجنة التي أعلنت تجميد عملها فعلياً.

بيرتس ذو الأصول المغربية الذي حمل على الأكتاف في الفعاليات المناهضة للاحتلال والداعية للسلام. ينظر إليه الآن بالرجل الذي غير لونه من أجل مصلحته الشخصية والبحث عن المناصب. وهذا ما يفقده الشعبية بين مؤيده من الإسرائيليين، الذين لن يكونوا نادمين على مغادرته بلا رجعة في حال سقط خلال تحقيقات اللجنة الرسمية التي ازدادت احتمالية تشكيلها بخاصة بعد إعلان ميني ميزوز المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية بأنه quot;لا يوجد مانع قانوني أو قضائي يمنع ذلكquot;. ويأتي هذا فيما خرجت أيضاً تسريبات من وزراء من داخل حزبه (العمل) تؤكد نية أعضاء الحزب ترشيح إيهود بارك - رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق- لرئاسة الحزب بدلاً من بيرتس خلال الانتخابات البرلمانية القادمة، كما بدأت تطرح أسماء أخرى أيضاً لتولي منصبه.