أول أديب عربي ينال جائزة نوبل
نجيب محفوظ يرحل بهدوء

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام: توفي فجر هذا اليوم في مستشفى الشرطة في ضاحية العجوزة في العاصمة المصرية القاهرة الروائي المصري نجيب محفوظ عن عمر يناهز الـ95عاما بعد صراع مع المرض تردت خلاله صحته بشكل كبير. وكان محفوظ أدخل الى المستشفى إثر اصابته بمشاكل في الرئة والكليتين في العاشر من آب(أغسطس) الجاري. وقبل ذلك ادخل في 16 تموز(يوليو) المستشفى نفسه الواقع في العجوزة بعد ان سقط واصيب في رأسه. ولدنجيب محفوظ بن عبد العزيز بن إبراهيم بن أحمد باشافي العام 1911. واسمه مركب من اسمين تقديراً -من والده- للطبيب العالمى الراحل نجيب محفوظ الذى أشرف على ولادته. وحازمحفوظعلى جائزة نوبل في الآداب عام 1988. وهو الاديب العربي الوحيد التي حصل عليها.

ولد محفوظفي 11 كانون الأول(ديسمبر) 1911 في القاهرة، وحصل على ليسانس الآداب قسم الفلسفة من جامعة القاهرة وتدرج في الوظائف الحكومية حتى عمل مديرا عاما للرقابة على المصنفات الفنية عام 1959. وخلال ذلك كتب سيناريوهات عدد كبير من الافلام. وكان اخر عمل وظيفي شغله مستشارا في وزاراة الثقافة المصرية. بعد ان عمل حتى بلوغه الستين موظفا في وزارة الاوقاف.

انجز للادب العربي نحو خمسين روايةمن اشهرها ثلاثية quot;بين القصرينquot; quot;قصر الشوقquot; وquot;السكريةquot; وquot;اولاد حارتناquot; التي منع الازهر نشرها. وتربتأجيال من الأدباء العرب على قصصه،وساهم حصوله على جائزة نوبل في ترجمة اعماله الى الكثير من اللغات العالمية.وحصدتروايته quot;اولاد حارتناquot; شهرةواسعة ساهمت في حصوله على نوبل، واعترضت عليها حركات إسلامية متشددة ما حال دون إعادة طباعتها في مصر حتى الان حيث اشترط محفوظ في ايامه الاخيرة موافقة الازهر عليها قبل طباعتها.

وتعرض للهجوم من قبل الإسلاميين المتطرفين الذين أوّلوا كتاباته بانها تستهدف المعتقدات الدينية الاسلامية بسبب استخدامه الرموز الشعبية كايحاء للانبياء.

وتوقف محفوظ عن الكتابة بعد ان هاجمه اسلامي وطعنه في رقبته في 1994. الا انه في السنوات الثلاث الاخيرة كان يكتب قصصا قصيرة اطلق عليها اسم quot;احلام فترة النقاهةquot;. وكتب ما يقارب السبعين من هذه quot;الاحلامquot; الصوفية والفلسفية.

وكان محفوظ شديد التعلق بمصر ولم يغادرها الا نادرا حتى انه لم يتسلم جائزة نوبل بنفسه اذ اوكل احدى بناته لاستلامها عام 1988.

وتميزت اعماله بالتصاقها بالواقع المصري بشكل واضح مستثمرا تواجده في مقهى ريش لاستلهام ابطال رواياته وقصصه منها. وكان حنبليا في احترامه للوقت والجلوس لمكتبه لغرض الكتابة من الساعة الخامسة الى الساعة الثامنة يومياسواء وردته افكار للنص او لم ترد. وكان متشددا حتى في عدد السكائر التي يدخنها في اليوم. وساهم حادث الاعتداء عليه في عزوفه عن الجلوس في المقهى خاصة مقهى ريش وعلي بابا قبالة ميدان التحرير وساهم ذلك في تقلص نتاجه الادبي.

أتم دراسته الإبتدائية والثانوية و عمره 18 سنة وهذا مؤشر على نجابته إذ كان الحصول على شهادة الدراسة الثانوية في هذه السن وفي ذلك الوقت يعتبر علامة بارزة على ذكائه. وقد التحق بالجامعة سنة 1930م ثم حصل على الليسانس في الفلسفة.يعد نجيب محفوظ من الادباء العباقرة في مجال الرواية وقد وهب حياته كلها لهذا العمل، كما انه يتميز بالقدرة الكبيرة على التفاعل مع القضايا المحيطة به، واعادة انتاجها على شكل ادب يربط الناس بما يحصل في المراحل العامة التي عاشتها مصر. يتميز اسلوب محفوظ بالبساطة، والقرب من الناس كلهم، لذلك اصبح بحق الروائي العربي الاكثر شعبية

أعماله
بدأ نجيب محفوظ بكتابة الرواية التاريخية ثم الرواية الأجتماعية. وتزيد مؤلفاته على 50 مؤلفاً. ترجمت معظم أعماله إلى جميع اللغات العالمية وحصل على جائزة الدولة التشجيعية في الروايةعام 1959.

ومن رواياته و مجموعاته القصصية:
همس الجنون (1938)
عبث الأقدار (1939)
رادوبيس (1943)
القاهرة الجديدة (1945)
خان الخليلي (1945
زقاق المدق (1947م)
السراب
بداية و نهاية (1950)
ثلاثية القاهرة:
بين القصرين (1956م)
قصر الشوق (1957م)
السكرية (1957م)
اولاد حارتنا (1959)
اللص والكلاب (1961م)
السمان و الخريف (1962)
الطريق (1964)
الشحاذ (1965)
ثرثرة على النيل (1966)
ميرامار (1967)
المرايا (1972)