في الذكرى ال28 لاختفائه مع رفيقيه
الامام موسى الصدر...سرٌ شغل العالم
ريما زهار من بيروت: لبنان على موعد عصر اليوم مع الذكرى الـ 28 لاختفاء الإمام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين وسيتم احياء الذكرى في مهرجان حاشد في مدينة صور وسيكون رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخطيب الاوحد في هذا المهرجان على عكس المهرجانات السابقة، ويتوقع ان يلقي الرئيس بري خطابًا هامًا يتضمن مواقف من القضايا المطروحة على كل الاصعدة، حيث سيعلن الرئيس بري رفض التحكيم الذي صدر أخيرًا بشأن قضية الإمام الصدر ورفيقيه. وقضية الامام الصدر اصبحت من القصص الاكثر غرابة في التاريخ اللبناني اذ اختفى منذ 28 عامًا ولا تزال مسألة اختفائه تتطرح العديد من التساؤلات.
وفي العودة الى بداياته تشير سيرته الذاتية الى انه ولد في مدينة قم بإيران عام 1928 وانتسب إلى مدرسة quot;الحياةquot; الابتدائية عام 1934، وحصل على الشهادة الثانوية من مدرسة quot;سنانيquot; في قم أيضا، وكان يتلقى الدروس الحوزوية إلى جانب دراسته الابتدائية والثانوية، لكنه قرر عام 1941 التفرغ للدراسة في حوزة قم العلمية، وقد امتدت دراسته في الحوزة لأكثر من عقد من الزمن. وانتسب إلى كلية الحقوق في جامعة طهران سنة 1950، وتابع دراسته الجامعية إلى جانب دراسته وتدريسه في الحوزة، ونال شهادة الليسانس في الحقوق الاقتصادية سنة 1953.
استفاد الصدر من قدراته الذاتية وتعلم اللغتين الإنكليزية والفرنسية بعدما أتقن الفارسية والعربية. وبعد وفاة والده عام 1954 توجه إلى العراق حيث بقي فيها حتى عام 1959. وشارك في الهيئة الإدارية لجمعية quot;منتدى النشرquot; في النجف، والتي كانت تهتم بعقد الندوات الثقافية ونشرها.
في لبنان
وقدم إلى لبنان للمرة الاولى عام 1955 بعد سنتين من إقامته في النجف، ثم عاد إلى النجف لمتابعة تحصيله العلمي. وعاد إلى قم عام 1958 حيث شارك في تأسيس مجلة quot;مكتب إسلامquot; وتولى رئاسة تحريرها. وفي صيف 1958 صدر العدد الأول من المجلة، وبادر مع أحد المثقفين المتدينين إلى تحصيل رخصة تأسيس ثانوية أهلية وتولى إدارتها شخصيا. وسافر للمرة الثالثة إلى لبنان عام 1960 لمدة شهر واحد ليتعرف أكثر على ظروف الناس.
انتخب رئيسا للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الذي تأسس عام 1969 وظل في هذا المنصب لمدة ست سنوات ولقب بعد ذلك باسم الإمام، ثم أعيد انتخابه للمنصب نفسه في بداية عام 1975 أسس الإمام موسى الصدر الكثير من المؤسسات الاجتماعية والمدارس المهنية والعيادات الصحية ومراكز محو الأمية. واكتسب نشاطه بعدًا وطنيًا هاما لما كان يقوم به من توعية وتحذير من مخاطر الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان، ولم يشأ أن يكون نضاله ذا صبغة طائفية، فأسس عام 1971 لجنة ضمت جميع الزعامات الروحية في الجنوب اللبناني من المسلمين والمسيحيين لمتابعة الأنشطة السياسية والاجتماعية.
قاد احتجاجا في 18 آذار/ مارس 1974 ضد إهمال الحكومة للمناطق الريفية، وبعد سلسلة من التظاهرات أسس على أثر ذلك quot;حركة المحرومينquot; التي تبنت شعار quot;النضال المستمر حتى لا يبقى محروم في لبنانquot;. أسس أثناء الحرب الأهلية quot;أفواج المقاومة اللبنانيةquot; -الجناح العسكري لحركة أمل، التي حاربت مع الحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية ضد مشاريع التقسيم وتوطين الفلسطينيين في لبنان.
الاختفاء
كان آخر ظهور للإمام موسى الصدر في ليبيا عام 1978 بعدها أعلن عن اختفائه، ولايزال الغموض حتى الآن يحيط بتلك الحادثة حتى الآن. وصل الامام الصدر الى ليبيا بتاريخ25/8/1978 يرافقه الشيخ محمد يعقوب والصحافي الاستاذ عباس بدر الدين ، في زيارة رسمية، وحلوا ضيوفًا على السلطة الليبية في quot;فندق الشاطئquot; بطرابلس الغرب. وكان الصدر قد أعلن قبل مغادرته لبنان، أنه مسافر إلى ليبيا من أجل عقد اجتماع مع العقيد معمر القذافي. وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيا، خلاف عادته في أسفاره حيث كان يُكثر من اتصالاته الهاتفية يوميًا بأركان المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان وبعائلته.
شوهد في ليبيا مع رفيقيه ، لآخر مرة ، ظهر يوم 31/8/1978. بعدما انقطعت أخباره مع رفيقيه، وأثيرت ضجة عالمية حول اختفائه معهما، أعلنت السلطة الليبية بتاريخ 18/9/1978 أنهم سافروا من طرابلس الغرب مساء يوم 31/8/1978 إلى ايطاليا على متن طائرة quot;أليطالياquot;. وأجرى القضاء الايطالي تحقيقاً واسعًا في القضية انتهى بقرار اتخذه المدعي العام الاستئنافي في روما بتاريخ 12/6/79 بحفظ القضية بعدما ثبت أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الأراضي الايطالية.
وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الايطالي المؤرخة في 19/5/79 الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا. أبلغت الحكومة الايطالية رسميًا، كلًا من الحكومة اللبنانية والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية، وحكومة الجمهورية الاسلامية الايرانية، أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الايطالية ولم يمروا بها quot;ترانزيتquot;.
أوفدت الحكومة اللبنانية بعثة أمنية إلى ليبيا وايطاليا، لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا، فاقتصرت مهمتها على ايطاليا حيث تمكنت من إجراء تحقيقات دقيقة توصلت بنتيجتها إلى التثبت من ان الامام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.
ومنذ عامين تقريبًا تسلم النائب العام التمييزي اللبناني السابق القاضي عدنان عضوم من وزير الخارجية والمغتربين مراسلة مفادها بانه ورد الى وزارة الخارجية من سفير لبنان في ايطاليا ضمن الحقيبة الدبلوماسية جواز سفر دبلوماسي باسم الامام موسى الصدر الصادر في بيروت بتاريخ 4 / 1 /1978 وجواز سفر دبلوماسي باسم محمد شحادة يعقوب الصادر بتاريخ 11/3/1977 وصالح لمدة ثلاث سنوات وافادت المراسلة انه تم تسليم الجوازين المذكورين الى رئيس محكمة روما لويجي سكوتي في 30 ايلول(سبتمبر) 2004 بعدما تم العثور عليهما في اطار محاكمة جزائية بحق مجهولين في جرم انتحال صفة وتزوير مستندات وتبين من جواز السفر العائد للامام الصدر ورفيقه بحسب التأشبرة الموضوعة عليهما انها دخلا الى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 اما تاريخ المغادرة فهو 31/8 /1978 واللافت حصول الامام الصدر ورفيقه على تأشيرة الدخول من ليبيا الى ايطاليا واخرى من السفارة الفرنسية في ليبيا بالتاريخ نفسه اي في31/8/1978 وقرر النائب العام التمييزي القاضي عدنان عضوم احالة هذه الاوراق الى المحقق العدلي في القضية القاضي سهيل عبد الصمد لضمها الى الملف.




التعليقات