أسامة مهدي من لندن: بحث وزير الدفاع الاسترالي روبن هيلي في بغداد اليوم مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الملف الامني في وقت حذر الرئيس الاميركي جورج بوش من ان انسحابا من العراق قبل انجاز المهمة فيه سيكون هزيمة كبرى للولايات المتحدة في حربها ضد الارهاب . وناقش هيلي الذي وصل الى بغداد في ساعة مبكرة من صباح اليوم مع المالكي مهمات القوات الاسترالية في العراق البالغ تعداد افرادها الفي جندي في المساهمة مع القوات العراقية ضمن القوات المتعددة الجنسيات في حفظ الامن في العراق . كما بحث المسؤولان الاستعدادات الجارية لتسليم الملف الامني في عدد من المحافظات العراقية وخاصة الجنوبية من القوات المتعددة الجنسيات الى القوات العراقية .

وكان الرئيس العراقي جلال طالباني قد تسلم الاثنين الماضي اوراق اعتماد السفير الاسترالي المعين في بغداد مثنيا على دور استراليا بحفظ الامن في العراق .

وقال بيان رئاسي ارسلت نسخة منه الى quot;ايلافquot; ان طالباني تسلم بمقر اقامته في بغداد أوراق اعتماد سفير استراليا لدى العراق مارك انز بروان، بحضور وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري. واضاف ان طالباني اثنى على دور استراليا في حرب تحرير العراق و دور قواتها في عمليات حفظ الأمن، كما تحدث فخامته عن مشروع المصالحة الوطنية وخطة امن بغداد، إضافة إلى تطورات العملية السياسية في البلاد وتمنى حسن الإقامة للسفير في بغداد والموفقية له في عمله. من جانبه أكدر السفير انز براون دعم حكومة بلاده للحكومة العراقية وإنها تمضي قدماً في مساعدة الشعب العراقي لتحقيق تطلعاته الرامية إلى بسط الأمن وتوفير الخدمات وإعادة الاعمار.

وتأتي مباحثات وزير الدفاع الاسترالي هذه في بغداد اليوم في وقت حذر الرئيس بوش من ان اي انسحاب متسرع من العراق من شأنه ان يقوض صدقية الولايات المتحدة وسيساهم في خلق قاعدة ارهابية اكثر خطورة من افغانستان طالبان. وقال بوش خلال اجتماع لدعم احد المرشحين للانتخابات الاميركية المقبلة quot;اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل وكما يطالب البعض فان ذلك سيكون هزيمة كبرى للولايات المتحدة في الحرب الشاملة على الارهابquot;. واضاف ان quot;هذا الامر سيقوض صدقية الولايات المتحدةquot; مضيفا quot;اذا انسحبنا من العراق قبل انجاز العمل فان هذا الانسحاب سيخلق دولة ارهابية اكثر خطرا من افغانستان في ظل طالبان، دولة ارهابية مع قدرة تمويل نشاطاتها بسبب عائدات النفط العراقيquot;. واوضح ان quot;هذا الامر سيعني ان رجالا شجاعتهم لا تضاهى قدموا حياتهم من اجل لا شيء وفي حال انسحبنا قبل انجاز العمل فهم quot;الارهابيونquot; سيلحقون بنا الى هناquot;.

ومن جانبه قال قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال جورج كيسي امس انه يتوقع ان تتسلم القوات العراقية مسؤولية الامن في البلاد في ما بين 12 و18 شهرا بدعم محدود للغاية من جانب القوات التي تقودها الولايات المتحدة لكنه اضاف انه من غير الواضح بعد في اي مرحلة سيمكن للقوات العراقية ان تسيطر وحدها على الامن لتبدأ واشنطن سحب قواتها.

وقال كيسي للصحفيين في بغداد quot;اني غير متأكد بعد وسنحدد ذلك بمرور الوقت. لكن جانبا كبيرا من ذلك وفي الواقع وجود قوات التحالف في المستقبل خلال ما بين 12 و 18 شهرا من الان ستقرره الحكومة العراقية.quot; ونفي ان تكون معركة حامية بين رجال ميليشيا والجيش العراقي في الديوانية وقتل فيها 20 جنديا بمثابة انتكاسة للجهود الاميركية الرامية لتقوية الجيش الجديد واكد ان القوات المسلحة العراقية ابلت بلاء حسنا. ووصف عصيانا من جانب الفرقة العاشرة بالجيش العراقي التي ذكرت تقارير ان قواتها رفضت الانتقال من البصرة الى بغداد وعدم منع جنود عراقيين نهب قاعدة عسكرية اخلتها القوات البريطانية بانها احداث مثيرة للقلق واضاف quot;انه امر مثير للقلق. انه شيء نراقبه باستمرار لكنها نسبة صغيرة جدا من القوات المسلحة العراقية.quot; واضاف quot;جرت مناقشات وهناك مناقشات جارية منذ عدة اشهر اسفرت عنها بعض الخطوات السياسية العسكرية نعتقد انها ستؤدي في النهاية الى نزع اسلحة الميليشيات مشيرا الى ان هناك ميليشيات ايضا quot;ليست سوى عصابات قتل اجراميةquot; سيتعين quot;التعامل معها بحسم.

ويعتمد الجيش العراقي المؤلف من عشر فرق ونحو 130 الف رجل بشدة حاليا على دعم الجيش الاميركي له في مجالات النقل والامداد والمخابرات والرعاية الطبية.وقال كيسي ان الامن لن يتوفر حتى يتم التعامل مع الميليشيات والمسلحين. ومن المنتظر ان تبدأ الصفحة الثالثة لخطة حفظ أمن بغداد بعد العاشر من الشهر المقبل بمشاركة قوات عسكرية عراقية ومتعددة جنسية خاصة.

وستنفذ هذه الصفحة الثالثة بقوات عسكرية عراقية ومتعددة جنسية ستشارك لأول مرة حيث ان الفوج الاول لفرقة الخيالة الاميركية المدربة تدريباً خاصاً على عمليات القنص وملاحقة المجاميع الارهابية ستشارك فور وصولها الى بغداد قريبا. وسيشرف رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي على تنفيذ هذه الصفحة بتفاصيلها من خلال استخدام اجهزة عسكرية حديثة للمرة الاولى للكشف عن العبوات الناسفة والمفخخات. وكانت معلومات استخبارية في وزارتي الدفاع والداخلية قد حددت المجاميع التي تقوم بزرع العبوات والمناطق التي تتواجد فيها، الى جانب اطلاق الصواريخ والهاونات وأعدت خطة محكمة للقبض عليهم بهدف تخليص المناطق من المظاهر المسلحة بالتعاون مع المواطنين.