السعوديون رفضوا استقبال أحد موفدي الأسد
الرياض تهمس لدمشق .. quot;هذا فراق بينناquot;


لطان القحطاني من لندن : يبدو أن الأزمة الصامتة بين الرياض ودمشق في طريقها إلى التصاعد بعد أن رفض خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز استقبال أحد موفدي الأسد الذين جاؤوا إلى جدة الأسبوع الماضي، في محاولة لشرح خطاب رئيسه الذي أثار استياء الحكومة السعودية، وفق ما قالته مصادر عربية لـquot;إيلافquot;، ما يؤرخ عملياً لنهاية زمن quot;الأصوات الخفيضةquot; فيما يتعلق بالخلافات داخل البيت العربي الداخلي.

وفي رد غير مباشر على انتقادات ظهرت من السعودية والأردن ومصر على قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين ما أدى إلى اشتعال الحرب على لبنان، قال الرئيس السوري quot;إذا كان المقاومون مغامرين فهل نقول أن سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو (أبطال استقلاليون سوريون) وسعد زغلول (زعيم وطني مصري في عهد الاستعمار البريطاني) مغامرونquot;.وكانت الحكومة السعودية هي من وصفت عملية حزب الله بأنها quot;مغامرة غير محسوبةquot;.

وفي حين قالت مصادر إعلامية خليجية في وقت سابق أن الأسد اقترح ان يقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية لحل نقاط الخلاف مع الملك عبدالله ، فإن مصادر quot;إيلافquot; لم تؤكد هذا الاقتراح او تنفيه بل أشارت إلى أن المبعوث السوري، الذي لم يكشف عن هويته رسمياً، سمع وجهة نظر السعوديين ،من خلال التقاءه بمسؤولين في جدة، وهي تتمحور حول عدم وفاء الأسد بعهوده التي قطعها أمام العاهل السعودي خلال وقت سابق.

ولم تعرف هوية المبعوث السوري الذي استبعدت توقعات محللين سياسيين أن يكون وزير الخارجية السوري وليد المعلم، استناداً على الخلاف المتبادل بينه وبين نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل، والذي ظهر جلياً في اجتماعات وزراء خارجية الدول العربية في القاهرة قبل أسابيع حين حدث اشتباك كلامي بينهما اضطر بعده المعلم لمغادرة الاجتماع.

ولم يتسنَّ لـquot;إيلافquot; الحصول على تعليق من السفير السعودي في سوريا أحمد القحطاني الذي يمضي عامه الأول في كرسيه بعد انتقاله من سفارة بلاده لدى تونس إلى دمشق، إضافة إلى أن دبلوماسي السفارة السورية في الرياض لا يردون على هواتف سفارتهم.

ولم يُسجل حتى الآن أي quot;رد فعل ملكيquot; من قبل الحكومة السعودية على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد التي غمز فيها من قناتها دون ذكرها بالاسم، حين انتقد الحكومات العربية التي وصفت عملية خطف حزب الله لجنديين إسرائيليين بـquot;المغامرة غير المحسوبةquot;، وهو الوصف الذي استخدمته الحكومة السعودية في بيانها الأول تعليقاً على العملية، ومن ثم تبعها كل من مصر والأردن.

ولم يزد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرد على هجوم الأسد سوى أن أعرب عن أمله في أن يرى quot;السوريون ميزة المحافظة على وحدة الموقف العربيquot; على حد قوله، وذلك بعد أن أعلن نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن إلغاء زيارته التي كانت مقررة إلى دمشق خلال مؤتمر صحافي مشترك في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر في وقت سابق من الشهر الماضي.

وبدت الأزمة الصامتة ذات صوت أكثر علواً في صحف البلدين خلال الأيام الفائتة؛ ففي حين بدأت الصحف والمجلات السورية في نشر تحليلات ومقالات ذات رؤية سياسية تنتقد موقف الحكومة السعودية من حرب حزب الله مع إسرائيل، فإن صحف الرياض الحكومية تحدثت عن اشتباكات فردية تحدث بين السياح السعوديين وأفراد الأمن السوريين على خلفية توتر علاقات البلدين.

شرارة الأزمة

وبدأ الخلاف العربي السوري حين وجه الأسد في خطاب ألقاه أمام المؤتمر الرابع لاتحاد الصحافيين في دمشق تحية حارة إلى حزب الله وقال أن quot;المقاومة الوطنية اللبنانية ضرورية بمقدار ما هي طبيعية وشرعيةquot; معتبرا أن quot;المعركة الحقيقية ابتدأت الآن وعلينا أن نحول النصر العسكري إلى نصر سياسيquot;.

وفي رد غير مباشر على انتقادات ظهرت من المملكة العربية السعودية والأردن ومصر بشكل خاص على قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين في الثاني عشر من الشهر الماضي ما أدى إلى اشتعال الحرب على لبنان قال الأسد quot;إذا كان المقاومون مغامرين فهل نقول أن سلطان باشا الأطرش وإبراهيم هنانو (ابطال استقلاليون سوريون) وسعد زغلول (زعيم وطني مصري في عهد الاستعمار البريطاني) مغامرونquot;.

وأضاف quot;كلما حصل اضطراب يقولون لنا 'لماذا ورطتمونا؟' كل بلد مسؤول عن نفسه. قد يكونون قالوا هذا للمقاومة (في إشارة إلى حزب الله) إلا أننا لا نطلب من احد أن يحارب نيابة عنا ولا مكانناquot;.وأضاف أن على الدول العربية quot;ألا تتبنى رؤية العدو والا يكون دورها على حساب مصالحناquot; منتقدا خصوصا المسؤولين العرب الذين وصفوا ما قام به حزب الله بـquot;المغامرةquot;.وتابع quot;إذا أراد احد أن يلعب دورا لأسبابه الداخلية على حساب قضايانا فهذا غير مقبولquot; مضيفا quot;لم نقرر أن نعرض قضيتنا للبيع في السوق الدولية أو اي سوق أخرىquot;.