ايلاف تكشف تفاصيل قرار بغداد
اغلاق مكاتب محطة العربية في العراق

ايلافمن بيروت: قررت الحكومة العراقية إغلاق مكاتب قناة العربية الفضائية لمدة شهر اعتبارا من اليوم الخميس، على ما افاد متحدث باسم القناة التي تتخذ من دبي مركزا لها. واوضح المتحدث ان هذا القرار الذي جاء في بيان صادر عن مجلس الوزراء العراقيسوغ بكون quot;العربيةquot; تعتمد quot;تقارير تشوه الحقائق وفيها قدر من عدم الدقة وتنتهج سياسة تدعو الى اعتماد التحريض الطائفي والترويج للعنفquot; بحسب البيان. ونفى المتحدث صحة الاتهامات التي وجهت للقناة مشيرا الى انها quot;لا تمت بصلة الى نهجها الصحافي الذي اعتمدته في تغطية الاحداث في بلاد الرافدين ويرتكز على معايير صحافية مهنية وعلى التوازن واعتماد الدقة في نقل الخبر بعيدا عن اي نوع من اثارة النعرات او تمجيد العنفquot;، مذكرا بان القناة فقدت 11 صحافيا خلال تغطيتها الاحداث في العراق.

وكانت مكاتب quot;العربيةquot; اقفلت للمرة الاولى في تشرين الثاني(نوفمبر) 2003 بناء على قرار من مجلس الحكم الانتقالي الذي اتهمها بالتحريض على اعمال القتل بعد ان بثت تسجيلا للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي كان لا يزال طليقا، يدعو فيه الى مهاجمة اعضاء المجلس.

وفي خبرها اليوم عن اقفال مكتبها في بغداد، استغربت قناة (العربية) التي يديرها الصحافي السعودي المخضرم عبدالرحمن الراشد القرار، قائلة إن تغطياتها منذ افتتاح مكتبها quot;كانت متوازنة جداquot; مشيرة إلى أن القناة quot;خسرت حوالى 11 شهيدا من مراسليها وأفراد كادرها العامل في العراقquot;. مصادر قناة (العربية) قالت إنها حاولت الاتصال مع رئاسة الوزراء العراقية لـ quot;استيضاح قرار غلق المكتب في بغداد، ولكن لا جواب من أي مسؤول هناكquot;. وبثت القناة لقطات مصورة لعمليةدهم مكتبها وغلقه في العاصمة العراقية.

إلا أن البيان الذي أرسلته الحكومة العراقية الى العربية اشار الى ان الحكومة العراقية وبعد مراجعتها للتقارير الإخبارية التي تبثها العربية، وجدها تدعو الى الطائفية وتحرض عليها وتشجع العنف في العراق. القرار الذي أرسلت الحكومة العراقية نسخة منه إلى مكتب قناة العربية في بغدد لم يتضمن قرارا بإغلاق المكتب لمدة شهر فقط، لكنه اعتبر هذا الإغلاق إنذارا نهائيا للقناة، هو ما يعني الإغلاق النهائي لمكتب العربية من قبل الحكومة العراقية.في اي وقت في المستقبل، خصوصا وان البيان لم يقدم اي توضيحات او إشارة للمواد الإعلامية التي قالت الحكومة في تقاريرها انها مادة إعلامية تحرض على الطائفية.

البيان الذي حمل توقيع أمين عام مجلس الوزراء العراقي ترهاد نعمت الله حسين شدد بشكل لافت على ان هذا الإغلاق يشكل الإنذار الأخير للقناة، والتي سبق ان وجه لها خطاب لتصحيح مسارها من قبل الحكومة في شهر تموز(يوليو) الماضي.

ولم تقدم الحكومة اي دلائل وتوضيحات حول التقارير التي أشارت إلى أنها تدعو للعنف، مما يفتح المجال أمام إصدار أحكام تعسفية في حق وسائل الإعلام ، وهو الأمر الذي شدد عليه و استنكره إعلاميون ومراقبون من داخل العراق ، وجدوا ان القرار مستغرب ،في أحاديث متفرقة بثتها قناة العربية وقنوات عراقية أخرى على الهواء،مساء الخميس ، وهو اليوم الذي صدر فيه قرار الحكومة العراقية ، مصادر عراقية أشارت الى ان القرار قد يكون اتخذ بشكل شخصي من قبل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي،والذي يحاط بعدة مستشارين إعلاميين لهم مصالح ورؤى خاصة.

يشار الى ان العربية تعرضت لعدة مضايقات وتحديات خلال تغطيتها للاوضاع العراقية وصلت الى الدموية. حيث سبق ان فجر مكتب القناة في اكتوبر 2004 راح ضحيته نحو خمسة من موظفيها ، نفذته جهات إرهابية،،وسبق للقوات الأميركية ان اوقفت مراسلها ماجد حميد لأربعة أشهر إضافة إلى إيقاف مراسل القناة نفسها وائل عصام شهريين، كما وتعرض مراسلها جواد كاظم الى محاولة اختطاف وإطلاق نار أدت إلى إصابته بشلل دائم على أيادي إرهابيين.

فيما فقدت في حادثة إرهابية شهيرة مراسلتها أطوار بهجت واثنين من زملائها خلال العام الجاري.وفقدت القناة مراسها علي خطيب ومصور في عمليات مشابهة، إضافة إلى فقد مراسل القناة وقناة الإخبارية السعودية المحلية مازن طبيزي.

وهو ما يظهر طبقا لمصادر قناة العربية التحديات الدموية التى واجهتها القناة خلال تغطيتها المتوازنة و المحايدة للأوضاع العراقية ، والتي لم تكن محل رضا لأطراف الصراع والوجهات المختلفة، بما فيها القوات الأميركية والحكومة العراقية ،مما جعل القناة تدفع ثمنا غاليا لاقترابها أكثر من الحقيقية، طبقا لوصف مصادر خاصة من العربية.

يشار إلى ان قناة العربية والتي تسجل أعلى معدلات مشاهدة في العراق بين المحطات الإخبارية،وهو ما جعل تيارات وطنية وتنظيمات مدنية وقوى أمنية حكومية تختار القناة لبث مادة إعلانية مدفوعة موجهة للشعب العراقي، لإرسال عدة رسائل إلى المواطنين العراقيين، لمواجهة الأعمال الإرهابية ومراقبة الأمن.

يشار أيضا إلى انه وفيما كانت القناة تستضيف نائب رئيس الوزراء العراقي سلام الزوبعي، فيما كانت القناة تستضيف قبل أربعة وعشرين ساعة من إغلاقها نائب رئيس الوزراء برهم صالح.تسلمت أمر الإغلاق الفوري لمكتبها في العراق.ودأبت القناة على تخصيص فقرات واسعة من نشراتها وتقاريرها الإخبارية وتحليلاتها والسياسية والإستراتيجية للشأن العراقي، كما خصصت برنامجا سياسيا لمتابعة الشأن العراقي من خلال إجراء مقابلات ميدانية ومعخبراء عراقيين وعرب وأجانب. اضافة الى برنامج اقتصادي متخصص باسواق العراق.