السفن الغذائية تعود تدريجيًا الى مياهه
مرفأ بيروت... حياة تنبض مجددًا

حمولة مفرغة في المرفأ
ريما زهار من بيروت: السفن الراسية في مرفأ بيروت تدلك عليه من البعيد، تدخله بعد تفتيش دقيق من قوى الامن وبعد ماطر من الاسئلة عن المهمة التي انت بصدد القيام بها داخل المرفأ. تشعر بشيىء من عودة الحياة الى هذا القطاع الحيوي في لبنان خصوصًا بعد رفع الحصار عنه منذ اقل من اسبوع، فالسفن راسية فيه ابتداء من السفينة الاميركية التي تنقل القمح الى لبنان وسفينة الامم المتحدة التي تنقل العتاد للجنود وبعض المواد الغذائية. على رصيف المرفأ عادت الشاحنات لتنقل البضائع من المرفأ الى مراكزها، غير ان وجود بعض أسراب الطيور داخل المرفأ تنبؤك بان الحركة لم تعد كما كانت في السابق انما تتهيأ للعودة تدريجيًا.

احد قوات الامم المتحدة من جنسية المانية جلس قبالة الشاطىء في سيارته يراقب المرفأ، عبثًا حاولنا الاستفسار منه عن حركة المرفأ وماهية عمله اذ بادرنا بالقول ان الامم المتحدة توزع تباعًا تقارير في هذا الشأن وليس لنا الا العودة اليها. احد العاملين في مرفأ بيروت افادنا بانquot; اكثر السفن الراسية فيه هي للصليب الاحمر والسفينة اليونانية والفرنسية، وكانوا يحملون مختلف البضائع من اغاثة وغيرها اما النفط فقد وصل الى محطات البترول وليس الى المرفأ، وعن المساعدات التي احترقت يقول ان ذلك تم منذ يومين وليس هنا بل بالقرب من منطقة الكرنتينا، وعاد المرفأ يعمل خصوصًا الرصيف 16 بعد فك الحصار نهار الجمعة الماضية، والحركة شبه طبيعية في المرفأquot;.

يقول خليل بركات صاحب شركة نقليات في المرفأ:quot;بالنسبة لمرفأ بيروت فان الحركة رجعت طبيعية لكن بنسبة 50% وما ينقصها هو عودة الثقة كاملة بلبنان اذ ان بعض البواخر لا تزال راسية في الخارج وستعود تدريجيًا الى مرفأ بيروت لتعود الحركة طبيعية بعد اسبوع، والبواخر الراسية من كل الوكالات والشركات اما الباخرة الراسية على المرفأ فيؤكد انها اميركية وتحمل القمح كمساعدات فهي راسية منذ يومين وتفرغ حمولتها، واليوم تم دخول سفن تحمل مستوعبات ومساعدات اغاثة.

اما الايام السابقة اي قبل الحرب فكانت الحركة اكثر في مرفأ بيروت، والحركة اليوم شبه طبيعية. ويقول بان العمل لا يزال طبيعيًا في المرفأ وخلال الحرب تضرر كثيرًا اذ بلغت خسارته في اليوم الواحد الف دولار، ولا احد سيعوض عليهم رغم تقديم طلب الى وزارة النقل بذلك، وهو مضمون في نقابة اصحاب الكميونات.سمير يشتغل على المرفأ يقول ان الحركة فيه في تحسن ويعتبر ان الفجر عاد الى سماء المرفأ وعاد العمل من جديد، وجميع العاملين عادوا الى المرفأ، وعمله اما في البحر على البواخر او في المستودعات، وينتظر افضل في ما خص الحركة فيه، وكما سمع فان المرفأ خلال الحرب خسر سائقي شاحنات، اما الخسائر المادية فكانت قليلة، اما خلال الحصار فكان هناك خوف في الوصول الى المرفأ وشلت الحركة كليًا.

مستوعبات لتخزين البضائع
ويتذكر سمير قافلات من نزحوا من المرفأ باتجاه الدول الاوروبية والاميركية خلال الحرب وكيف كان المرفأ شاهدًا لفراق العديد من العائلات التي تفرقت بسبب هذه الحرب فزادت على مآسي اللبنانيين مآس اخرى. احمد الصوص مسؤول عن شركة الغريب في المرفأ يقول ان الحركة ابتداء من 3 ايلول(سبتمبر) عادت تدريجيًا الى المرفأ لكنها لم تصل الى ذروتها، وما ينقص هو التموين وبعض المواد الغذائية وقد تتحسن تدريجيًا مع عودة الثقة بلبنان، ومهمة شركته نقل البضائع وتفريغها، وخلال الحرب لم يشتغلوا لان المرفأ كان مقفلًا كليًا، اما خلال الحرب فلم تتأذ المستوعبات اما الخسائر فهي كبيرة جدًا، ولا احد سيعوض عليهم ويضيف مازحًا فقط يعوضون هناك على اهالي الجنوب. (تصوير ريما زهار)