علي الحسن من لندن: بدا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في تمام التفاؤل خلال الحديث الصحافي الذي أجراه الزميل أحمد الجار الله رئيس تحرير quot;السياسةquot; الكويتية على كافة الأصعدة عربياً وخليجياً، وخصوصاً من جهة حكومة الوحدة الفلسطينية والنماء الاقتصادي الذي تشهده مملكته بعد مضي عامه الأول في الحكم.

وأعرب الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن ارتياحه لما يجري في الأراضي الفلسطينية هذه الأيام وبالذات ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شتى الأطياف السياسية مؤكدا أن تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هو دخول في تحقيق مسار السلام في الشرق الأوسط

ورد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود خلال حديثة عن حال وأحوال الوطن العربي, وماذا ستكون عليه في المستقبل, وهل ثمة احتمال لاندلاع الحروب الطائفية والمذهبية فيه، فقال العاهل السعودي: quot;لن يحدث شيء مما قلت, سيما الحروب الطائفية والمذهبية, بل بالعكس فإن قادم الأيام سيكون أفضل بالنسبة لقضايا كثيرة تشغلنا حاليا, ونعتبرها رهن المداولات العربية والدولية. وأنتهز المناسبة لأقول بأني مرتاح لما يجري في أراضي السلطة الفلسطينية هذه الأيام, وبالذات ما يتعلق بتشكيل حكومة وحدة وطنية من شتى الأطياف السياسية, لتحل مكان الحكومة الحالية التي تتشكل في معظمها من لون واحدquot;.

وأضاف العاهل السعودي quot; تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية هو دخول في تحقيق مسار السلام في الشرق الأوسط, وهو المسار الذي اخترناه جميعا, وتقدمت المملكة لأجله بمشروع كامل, وحتى لا يقال أن العرب ليسوا طلاب سلام, بل طلاب حروب, على حد ادعاء إسرائيل. المنطقة العربية لن تشهد حروبا بين المسلمين على أي خلفية, مذهبية كانت أو غير مذهبية, ولن تطغى طائفة عندنا على أخرى, فهذا أمر غير وارد , على عكس ما تقوله بعض التحليلاتquot;.

وعن أوضاع دول مجلس التعاون الخليجي في ظروف تحقق فوائض مالية كبيرة جراء ارتفاع أسعار النفط قال الملك عبدالله: quot; مجلس التعاون الخليجي باق ومستمر, والمملكة, ضمن هذا التجمع الإقليمي, تعتبر الشقيقة الكبرى للدول المنضوية في عضويته. وأحب أن أقول في هذا الصدد ان اي منغصات تشوب مسيرته, وأيا كان مصدرها, ومن أي جهة هبت رياحها ستجعلنا أكثر صبرا, ومن كاظمي الغيظ وذلك حرصا منا على هذا التجمع المهم, والذي نعتقد أنه يعطي ثمارا جيدة لشعوب هذه المنطقة, كونه يتجه الى ربط مصالحها بشكل جيد في ظل هذه الفوائض المالية العالية والتي نعتبرها فرصة لدول المجلس كي تبني اقتصادها, وتستكمل بنيتها التحتية, وتقيم اقتصادا مترابطا يسمح باشاعة الرفاهية في سائر مجتمعات الخليجquot;.

وأضاف quot; سنظل, كما قلت لك, نكظم غيظنا تجاه المنغصات ايا كان مصدرها من اجل اهلنا في المنطقة, خصوصا وقد بدأنا نشهد نوعا من الربط المصلحي فيما بيننا, كاتفاقاتنا الاعمارية مع الامارات بخصوص انجاز المدينة الاقتصادية, وهي اتفاقات تدلل على اتجاه لربط المصالح على أعلى مستوى, ويشمل كل دول الخليج ... سنظل نكظم غيظنا, ولن تستفزنا المنغصات من أجل ان يبقى هذا الكيان الخليجي المهم الذي يوجد هناك مع الأسف , من حاول إسقاطه وهدمه quot;.

وعن نواحي الاقتصاد داخل السعودية, وآفاق العمل فيها قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: quot; إننا نراجع أداء القوانين الاقتصادية النافذة من أجل تحسينه وملاءمته مع متطلبات المرحلة بحيث يكون هذا الأداء مريحا للمستثمر المحلي والأجنبي. وبواسطة مراجعة هذه القوانين فإننا نرمي إلى أحداث نقلة اقتصادية نوعية, إذ ستكون مرنة وسلسة بما يفترض ان تكون عليه.

وعن هذا الرذاذ المتطاير ضد المملكة عبر المواقع الالكترونية على الانترنت قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: quot;نحن نعرف أنفسنا, ونعرف شعبنا, والفضاء اليوم مفتوح للجميع, للعقلاء وللمجانين, لكن الزبد هو الذي يذهب جفاء, وما ينفع الناس فيمكث في الأرض... نعرف جيدا أن شعبنا العربي يحسن التقييم ويميز ما بين الغث والسمين, ويعرف ما الذي يبقى وما الذي يذهب جفاء كزبد الماء.

وعن عدم تمتعه باجازة عمل في الخارج قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: quot; الايام الماضية حملت قضايا مهمة في العالم وفي المنطقة وأي قائد سياسي يرى نفسه مضطرا لمتابعتها. وبالتالي فإن راحته يجدها في حل هذه القضايا لا في الراحة البدنية. لقد انشغلنا كثيرا بمتابعة امور محلية وغير محلية امتازت هذه السنة بالتأزم العالي, وتطلبت من أي قيادة واعية أن تكون على مقربة منها, وأن تساهم في حلها. . إن الايام القادمة ستشهد انفراجات طيبة على المستوى الاقليمي والعربي, وستكون مريحة للجميعquot;.

وعن العلاقة مع الولايات المتحدة الاميركية قال خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز: quot;هناك ظواهر تطفو على سطح المجتمع المدني الاميركي, وهناك أصوات يتيح لها جو الحريات المفتوح فرصة التعبير عما في داخل اصحابها. علينا أن نلاحق هذه الظواهر, وأن نستمع لهذه الاصوات, من باب أخذ العلم فقط. لكن على مستوى الادارة الاميركية فلا توجد في علاقتنا معها شوائب, وهناك تفهم فيما بيننا للمواقف الدولية, وكثيرا ما ننصح الإدارة في كيفية التعامل في بعض القضايا, وغالبا ما تستمع الإدارة لنصائحناquot;.