استنهضت الغضب الإسلامي في كل أنحاء العالم
سعوديون يتحدثون لـquot;إيلافquot; عن تصريحات البابا

قبول الهاجري من الرياض: استنهضت محاضرة البابا بنديكتوس السادس عشر حول الإيمان والعقل والتي ألقاها في جامعة (ريجينسبورغ) خلال زيارته لألمانيا الأسبوع الماضي الغضب الإسلامي في كل أنحاء العالم مسترجعة ردود الفعل الإسلامية والعربية أبان أزمة الرسوم الدينماريكية المسيئة للرسول، إذ اتهم البابا بنديكتوس الإسلام بالعنف مستشهدا بحوار دار في القرن الرابع عشر بين إمبراطور بيزنطي و مثقف فارسي حول دور نبي الإسلام قال فيه الإمبراطور للمثقفquot;أرني ما الجديد الذي جاء به محمد.لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره أن ينشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيفquot;.

و استغرب الكثير من السعوديين موقف الحكومة والتزامها بالصمت الأمر الذي فسر من البعض بسياسة السعودية في التأني تجاه القضايا المفصلية ودراسة إبعاد المشكلة قبل اتخاذ أي قرار. وذكر عبدالله بخاري عضو مجلس الشورى لـ quot;إيلافquot; أن صدور هذا الأمر المشين عن أول شخص مسئول في الكنيسة المنتمي لثاني أكبر دين سماوي بعد الإسلام يتبعه أكثر من بليون ونص مسيحي اهانة كبيرة للإسلام والمسلمين . لذا كان من المفترض أن يكون البابا أكثر حكمة وحصافة في رأي .كما أن إثارة هذا الموضوع الحساس لا يخدم نشر التسامح والتعايش السلمي بين أفراد العالم.

وتابع بخاري أن كلمات البابا تدخل الشعوب في صراع عقائدي وفكري على مستوى العالم، خصوصاً عندما نعلم أن هناك مسلمين يحملون جنسيات أجنبية . فهناك حوالي 8 مليون مسلم امريكي و 2 مليون مسلم بريطاني وغيرهم من كافة الجنسيات. فهولاء المسلمين بالتأكيد انتابهم الألم العظيم من التعدي الغير مسموح من قبل الشخص الأول في الكنيسة.

وأوضح عضو مجلس الشورى أن تدخل السعودية ومليكها بصفته يحمل لقب خادم الحرمين الشريفين مهم وحتمي للمطالبة بالتوضيح والاعتذار لعموم المسلمين. كذلك دعم موقف السعودية تجاه التعايش بين الأديان.

من جهته أبدى الدكتور محمد آل زلفة عضو مجلس الشورى أسفه على صدور هذه الاتهامات في حق الإسلام والمسلمين وبناءها على تصرفات من يتنسبون للإسلام من المارقين أمثال بن لادن والظواهري فالإسلام مشتق من السلام والمسلمون في كافة بقاع الأرض براء من التصرفات الفردية والجماعية التي لا تمت للإسلام بصلة. ووجه آل زلفة بضرورة إعادة الرؤيا بتصبير الآخرين في الإسلام لكي لا يستمروا بمعادة الإسلام. كما طالب وزراء الإعلام المسلمين بتنظيم جهودهم لإيصال مفهوم الإسلام الحق للآخر وأن لا يتحرجوا من إعلان ممارسات من وصفهم بجهلة الإسلام و التبرئ منهم.

وحول توقيت هذا الخطاب تزامناً مع الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر أكد عضو مجلس الشورى السعودي أن أحداث 11 سبتمبر تمثل منعطف خطير في فهم الآخر للإسلام واصفاً إياها بأنها من الأحداث المروعة على مر التاريخ . وروج لها من قبل من تفاخروا بهذا العمل من المسلمين الذين شوهوا صورة الإسلام لتربط الأحداث والدراسات بعد ذلك التاريخ بمفهوم الإسلام مقابل الإرهاب.

وشدد آل زلفة على دور رجالات السياسة والعلم والثقافة في ضرب أمثلة جيدة عن الإسلام بالعلم والمنطق وتأكيد على أن ما نسب إلى الإسلام من أحداث إرهابية هي حالات فردية لا تمثل عقيدة الإسلام السمحة. كما طالب بإعادة تصحيح جميع المفاهيم الخاطئة عن الإسلام الدعوة له في كل بلدان العالم.كما دعا الكاتب السعودي قينان الغامدي علماء الإسلام بالتصدي لما أعلنه البابا والرد عليه بأدلة شرعية مؤكدا أن وصف أي ديانة بالعنف هو جريمة.

وأكد قينان الغامدي في حديثه لـ quot;إيلافquot; أن ما حدث سيعمل على تأجيج مفهوم التطرف بين الطرفين الإسلامي والمسيحي. وإن فيه إذكاء للتطرف والعدوان من كلا الجانبين و ما عجت به مواقع الإنترنت في اليومين الماضية لأكبر دليل على ذلك.

ونفى الغامدي نظرية المؤامرة بين الكنيسة وأمريكا لتوقيت هذا الخطاب في الذكرى السنوية لأحداث 11 سبتمبر. وأنه يجب محاكمة النص بدون استقراء النوايا والوقوف عند حدود النص. وقال :يجب على وسائل الإعلام أن تورد نص الخطاب والتحليلات الواقعية لمحتواه. دون تجيش المشاعر والتفكير بعقول الغيرquot;

وحول الدور المأمول الإعلامي للتصدي لهذه الأزمة ، ذكر الكاتب السعودي بما تداولته وسائل الإعلام الإسلامية والغربية أبان أزمة الرسوم الدينماركية وضرورة التركيز على مبادئ الإسلام ومفاهيمه السمحة وتعزيزها وتوضيح الخطأ الذي وقع فيه البابا والاستشهاد بفداحته خطأه سواء من التعاليم الإسلامية أو التعاليم المسحية الحقة.

كما استغربت فوزية أبو خالد الكاتبة السياسية أن تحدث هذه الضجة الكبيرة وتقوم القائمة. في الوقت الذي لم تذع فيه القنوات العربية نص الخطاب . وتابعت أن من حق المشاهد أن يسمع الخطاب لا ردود الفعل فقط. فمن الممكن تأويل الخطاب على أساس ديني وبالتالي تفسر أي كلمة تفسير غير موضوعي.

وطالبت أبو خالد القنوات الإخبارية إذاعة نص الخطاب مع ترجمة دقيقة لاستجلاء جميع ما أورده البابا في خطابه . كما أشادت بموقف السنيورة الذي أرسل سفيره لاستيضاح الأمر من الفاتيكان.

من جانبها أعربت الكاتبة السعودية فاطمة الفقيه عن رأيها فيما أورده البابا في خطابه عن الإسلام وأنه لا يثير العداوة أو الكراهية لدى الآخر بقدر ما يظهر كم نحن أمة متهالكة فلولا الوضع المزري نتيجة الانتهاكات بحق العقيدة الإسلامية من قبل بعض الإسلاميين لما تجرأ احد على المساس بمعتقداتنا.

و ذكرت الفقيه بالطريقة التي دخلت بها الديانة المسيحية لأمريكا اللاتينية عن طريق المبشرين البرتغاليين و الأسبان و كيف قضوا على شعوب بأكملها و سرقوا ثرواتها نهبوا حضارات إنسانية ضخمة بلا رحمة ولا عرف و لا أخلاق تحت مظلة التبشير، و كيف تقارن بدخول دول إفريقيا و شرق آسيا المسلمة للإسلام و كيف أن الرجل الأبيض النصراني لم يدخل ارض دون أن يتركها خرابا وينهب ثرواتها.

كما أحجم عدد من رؤساء التحرير والإعلاميين عن التعليق لـquot;إيلاف تجاه الأحداث الراهنة منتظرين ما تسفر عنه القيادة السعودية من توجيهات. مما أتاح الفرصة لكتاب الإنترنت للتنفيس عن غضبهم وتأجج الحوار الغير منطقي بين بعضهم البعض.