روما - لندن - باريس: أعلنت الحكومة الايطالية اليوم عن عزمها تفعيل مبادرة دولية داخل الأمم المتحدة من أجل تعليق تنفيذ عقوبة الاعدام في العالم استجابة للضغوط الداخلية التي ولدها بث عملية اعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين. وذكر مقر رئاسة الوزراء بقصر (كيجي) في بيان أن الحكومة الايطالية قررت اتخاذ الاجراءات اللازمة لطرح هذه المبادرة على المنظمة الدولية التي انضمت ايطاليا لعضوية مجلس الأمن بها منذ الأمس لمدة عامين.

وقال ان رئيس الوزراء رومانو برودي وحكومته يلتزمان ببدء الاجراءات الرسمية من أجل ادراج quot;موضوع التعليق العالمي لعقوبة الاعدامquot; على جدول أعمال الجمعية العامة في دورتها الحالية. واضاف أن ايطاليا التي تتبنى تقليديا معارضة عقوبة الاعدام ستعول في مبادرتها الجديدة على اشراك البلدان البالغ عددها 85 من أعضاء الأمم المتحدة التي وقعت في 20 ديسمبر الماضي على (اعلان ديسمبر) الذي تقدم به الاتحاد الأوروبي بمبادرة ايطالية والذي يقترح الغاء عقوبة الاعدام في العالم ويطالب بوقف تنفيذها مبدئيا.

وتأتي هذه المبادرة الايطالية استجابة الى الضغوط الداخلية المتنامية ومطالبة البرلمان للحكومة بأغلبية ساحقة باتخاذ خطوات ملموسة ضد عقوبة الاعدام التي تبنى بابا الفاتيكان ورئيس الجمهورية معارضتها في ظل الاصداء التي أثارها تصديق محكمة النقض العراقية العليا على اعدام صدام حسين ثم اذاعة ونشر عملية شنقه.

وفي هذا السياق قلل زعيم الحزب الراديكالي والزعيم التاريخي لحركة الحقوق المدنية في ايطاليا ماركو بانيللا الذي يواصل اضرابا عن الطعام منذ اعلان قرار محكمة النقض العراقية من جدوى اللجوء الى الجمعية العامة للأمم المتحدة ملحا على أن يتولى رئيس الحكومة برودي شخصيا مبادرة دولية مباشرة من أجل تعليق عقوبة الاعدام والغائها في العالم.

نائب بيلر يدين تسريب صور اعدام صدام

على صعيد متصل، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني جون بريسكون اليوم ان طريقة اعدام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين quot;تستحق الادانة ولاسيما تسريب الشريط المصور للحظات الاخيرة من عملية الاعدام التي تعتبر غير مقبولة بتاتاquot;. واكد بريسكوت في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) اهمية ادانة المسؤولين عن تسريب هذه الصور مضيفا ان ما حدث quot;غير مقبولquot;.

وتاتي تعليقات بريسكوت بعد انتشار تسجيل على الهواتف النقالة للحظات الاخيرة للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين الذي تم اعدامه يوم السبت الماضي.

وعما اذا كانت هذه الاراء وصلت الى السلطات العراقية قال نائب رئيس الوزراء البريطاني ان الحكومة البريطانية اوضحت موقفها من عقوبة الاعدام لنظيرتها العراقية وهو ما ذكرته وزيرة الخارجية مارغريت بيكيت. يذكر ان رئيس الوزراء البريطاني تونير بلير كان قد تعرض الى انتقادات من نواب حزب العمال لرفضه التعليق بشكل رسمي على اعدام صدام .

وكان بلير قد عبر في وقت سابق عن معارضة بلاده لعقوبة الاعدام الا انه شدد على حق الشعب العراقي في تقرير مصير رئيسه السابق.

باريس:صور اعدام صدام قد تؤجج من حدة التوتر في العراق

الى ذلك، اعربت فرنسا عن مخاوفها من ان يؤجج بث صور اعدام الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين حدة التوتر بين العراقيين.وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جان باتيست ماتيي quot;نرى ان هناك خطرا وراء بث هذه الصور والصيحات التي اطلقت خلال عملية الاعدام وان يؤدي ذلك الى زيادة الهوة بين الطوائفquot; في العراق.وقال ردا على سؤال خلال مؤتمر صحافي quot;سيكون هذا الامر مؤسفا فعلاquot;. واضاف quot;لا بد من طي هذه الصفحة وان يتطلع العراقيون الان الى المستقبل وان يسعوا الى التوصل الى مصالحة وطنيةquot;.

ولم يعلق المتحدث على حصول الصحافة على صور الاعدام وقال ان quot;هذا الامر يعود الى السلطات العراقية والى التدابير التي اتخذتها او لم تتخذهاquot;.واكد ايضا انه ليس لديه quot;اي تعليق خاصquot; حول الطريقة التي نفذت بها عملية الاعدام.

ونفى المتحدث ان يكون البيان الذي اصدرته الخارجية الفرنسية السبت نوعا من التأييد الفرنسي للاعدام.وكان البيان ذكر ان فرنسا quot;تبلغت بتنفيذ حكم الاعدام بصدام حسينquot; مشيرا الى معارضة فرنسا المبدئية لعقوبة الاعدام.واضاف البيان ان quot;هذا القرار يعود الى الشعب العراقي والسلطات العراقية. ان فرنسا تبلغت قرار تنفيذ عقوبة الاعدام بصدام حسين وهذا لا يعني اننا نؤيده كما انه لا يغير موقفنا المعارض للاعدامquot;.