طهران- لندن: حذرت ايران اليوم انها ستجعل اي عدو quot;يندمquot; على مهاجمتها، وذلك عقب نشر صحيفة quot;صنداي تايمزquot; البريطانية معلومات حول خطة اعدها الجيش الاسرائيلي لتدمير منشآت ايرانية لتخصيب اليورانيوم بضربة جوية يستخدم فيها سلاحا نوويا تكتيكيا فيما نفت اسرائيل المعلومات بعد ان كانت المتحدثة باسم الحكومة الاسرائيلية ميري ايسين امتنعتعن التعليق على تقرير الصحيفة .

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية سيد محمد علي حسيني اليوم خلال مؤتمره الصحافي الاسبوعي ان اتخاذ اي اجراء ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية لن يبقى دون رد و quot;سيندم المعتدي من عمله بسرعةquot;. وفي معرض رده على سؤال حول احتمال قيام اسرائيل بالهجوم على مراكز ايران النووية صرح حسيني قائلا ان مثل هذه الدعايات الاعلامية الخاوية تدل على ضعف الطرف المقابل و لن تؤzwnj;ثر على ارادة ايران الوطنية للاستمرار في انشطتها النووية السلمي واصفا تقرير الصحيفة بانه quot;سخيفquot;. وقال حسيني ان هذه المعلومات تاتي quot;بعد ان اعترف رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت بان النظام الاسرائيلي يمتلك سلاحا نووياquot; في اشارة الى زلة لسان اولمرت العام الماضي عندما كسر الصمت الرسمي المستمر منذ عشرات السنوات حول برنامج اسرائيل النووي. واضاف حسيني ان هذه المعلومات quot;ستقنع الرأي العام العالمي بان النظام الصهيوني يمثل التهديد الرئيسي للعالم والمنطقةquot;.

و على صعيد متصل اكد حسيني ان وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ليس مدرجا على جدول اعمال الجمهورية الاسلامية الايرانية و اضاف ان طهران ستواصل كالسابق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ان quot;وقف التعاون مع الوكالة ليس موضوع بحث اليومquot;، موضحا ان هذا التعاون quot;سيتواصل في الاطار نفسه كما في الماضيquot;، وتابع quot;اذا كانت هناك حالة خاصة، فان ايران ستتخذ قرارا على ضوئهاquot;.وقال quot;اذا مورست علينا ضغوط وحرمنا من حقوقنا بامكاننا ان نقرر البقاء او الانسحاب من معاهدةquot; حظر الانتشار النووي.

من جهتها نفت اسرائيل ما جاء في التقرير وصرح مارك ريغيف المتحدث باسم الخارجية الاسرائيلية ان quot;هذه الرواية غير دقيقة. اسرائيل تدعم 100% جهود الاسرة الدولية لوقف البرنامج النووي الايرانيquot;. واكد ان اسرائيل تؤيد سياسة العقوبات التي تبنتها الاسرة الدولية بشأن الملف النووي الايراني المثير للجدل.

وقال ان quot;اسرائيل تدعم القرار الدولي 1737 دعما تاما وعلى الاسرة الدولية ان تكون مستعدة لفرض عقوبات اقسى على ايرانquot;.ووصف الوزير الاسرائيلي المكلف دمج المهاجرين الجدد زئيف بويم المعلومات التي اوردتها الصحيفة بانها مجرد quot;شائعاتquot;.

وصرح بويم للصحافيين قبل الاجتماع الاسبوعي للحكومة في القدس quot;لاسرائيل مصلحة في ان تبقى في الكواليس وتدعم الجهود الدولية الرامية الى منع ايران من انجاز برنامجها النوويquot;.

ووصف مسؤول اسرائيلي كبير بquot;السخيفquot; النبأ الذي نشرته quot;الصنداي تايمزquot;. وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته quot;هذه معلومات سخيفة تأتي من صحيفة عرفت في السابق بالعناوين المثيرة التي اثبتت عدم صحتها في النهايةquot;.وقال ان quot;اسرائيل لا تعتزم توجيه ضربة عسكرية الى ايرانquot;.

وكانت الصنداي تايمز نشرت اليوم تقريرا يكشف سيناريو عن ضربة نووية تخطط إسرائيل لتوجيهها إلى منشأة ناتانز النووية الإيرانية . و قد نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية اسرائيلية قولها quot;حالما يعطى الضوء الأخضر، ستكون المهمة واحدة وستكون الضربة واحدة وسيتم دمار المشروع النووي الإيراني برمتهquot;

و اضافت المصادر العسكرية و في حديث لصحيفة الصنداي تايمز البريطانية الصادرة اليوم ان سيناريو الضربة النووية التي تخطط إسرائيل لتوجيهها إلى منشأة ناتانز النووية الإيرانية يتلخّص كالتالي: قنابل تقليدية موجهة بالليزر تقوم أولا بفتح quot;أنفاقquot; في الأهداف. ومن ثم تطلق على الفور quot;القنابل النووية الصغيرةquot; على منشأة ناتانز، لتنفجر عميقا تحت الأرض وتقلص المخاطر التي ستنشأ عن الغبار الذري المتساقط.

وكشفت الصنداي تايمز ، التي انفردت بنشر الخبر على صدر صفحتها الأولى وخصصت مساحات واسعة لتفاصيله وللرسوم البيانية والخرائط المفترضة للهجوم على صفحاتها الداخلية، كشفت أن إسرائيل قد انتهت لتوها من إعداد الخطط السرية لتدمير التجهيزات النووية الإيرانية لتخصيب اليورانيوم المشع وذلك باستخدام ما أسمته quot;سلاحاّ نووياّ تكتيكياّquot;. وقالت الصحيفة انه سيتم ايضا استهداف موقعين اخرين وهما محطة تعمل بالماء الثقيل في آراك ومحطة لتحويل اليورانيوم في اصفهان بقنابل تقليدية.

وإمعانا في ذكرها لتفاصيل الخطة المزعومة، كشفت الصحيفة عن قيام سربين من طائرات سلاح الجوي الإسرائيلي بإجراء تدريبات عملية لتفجير المنشأة الإيرانية من خلال استخدام قنابل نووية ذات قدرات منخفضة، ولكنها في الوقت ذاته قادرة على اختراق المنشآت المحصنة تحت الأرض.

وقالت الصحيفة إن جهاز الاستخبارات الإسرائيلية-الموساد- قام بشكل جزئي بالتشجيع على الخطط الجديدة، التي كشفتها لها المصادر الإسرائيلية الأسبوع الماضي، وكذلك في إطار تقديراتها أن إيران على وشك إنتاج ما يكفي من مادة اليورانيوم المخصب لصنع قنابل نووية خلال سنتين.

وفي ظل الحديث عن هجوم نووي تقول مصادر إسرائيلية إنه لن يتم اللجوء إلى الخيار النووي هذا إلا إذا استبعد خيار تسديد ضربة تقليدية وإذا رفضت الولايات المتحدة التدخل لوقف المشروع النووي الإيراني.وقد حذرت اسرائيل مرارا المجتمع الدولي من البرنامج النووي الايراني معتبرة انه يشكل تهديدا في وقت يعتقد ان اسرائيل هي الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط التي تمتلك اسلحة نووية حيث يتردد انها تمتلك 200 رأس حربي.

وكان البرلمان الايراني اقر في 27 كانون الاول/ديسمبر نصا يجبر الحكومة على quot;اعادة النظر بتعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةquot; تاركا للحكومة تحديد كيفية اعادة النظر في هذا التعاون و ذلك وردا على قرار لمجلس الامن الدولي اقر في 23 كانون الاول/ديسمبر وفرض عقوبات على البرنامجين النووي والبالستي الايرانيين. وترفض ايران الاستجابة لقرار مجلس الامن بتعليق تخصيب اليورانيوم، وتخشى الدول العظمى من ان تستخدم الجمهورية الاسلامية برنامجها النووي المدني لاغراض عسكرية في حين تنفي طهران ذلك.