واشنطن: بدأ الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الحزب الديمقراطي للمرة الاولى منذ 12 عاما في ابداء اعتراضات على الاستراتيجية الجديدة للرئيس جورج بوش في العراق مع اعلان رئيس مجلس النواب نانسي بيلوسي أمس ان الكونغرس لن يمنح بوش تفويضا مفتوحا بزيادة القوات في العراق. وكانت تقارير انباء متسربة قد تحدثت عن عزم الرئيس بوش زيادة عديد القوات الاميركية في العراق بنحو 20 الف جندي للمساعدة على مجابهة العنف المستفحل هناك.

وقالت بيلوسي وهي اول سيدة تشغل منصب رئيس مجلس النواب في تصريح لها اليوم quot;اذا اختار الرئيس في طلبه للموازنة تصعيد الحرب فسنرغب برؤية تفريق بين مساندة القوات الموجودة بالفعل في العراقquot; وطلب المزيد من القوات. واكدت ان quot;الشعب الاميركي والكونغرس يدعمان تلك القوات ولن نتخلى عنهم لكن اذا رغب الرئيس باضافة المزيد من القوات للمهمة فسيكون عليه تبرير ذلك وسيكون هذه امرا جديدا بالنسبة له لان الجمهوريون في الكونغرس كانوا يمنحونه حتى الان تفويضا مفتوحا بدون اشراف ولا معايير ولا شروطquot;.

ويضع الرئيس بوش حاليا اللمسات الاخيرة على ما يعتبر استراتيجية جديدة ستتبعها بلاده في العراق والمتوقع ان يعلن عنها لاحقا هذا الاسبوع والتي ينتظر ان تتضمن تخصيص المزيد من الاموال لخلق المزيد من الوظائف للعراقيين العاطلين عن العمل.

وتأتي تصريحات بيلوسي بعد يومين من ارسالها خطابا الى الرئيس بوش تعرض فيه ارسال اي قوات اضافية الى العراق وتدعو فيه بدلا من ذلك للتفكير باعادة القوات من هناك.

وقد اعلن الجيش الاميركي الاحد مقتل اربعة جنود، ما يرفع الى 3003 عدد القتلى من الجنود الاميركيين منذ الاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في اذار/مارس 2003.وقتل جندي يوم السبت عندما فتح مسلحون النار على دورية في جنوب غرب بغداد.وتحدثت اخر حصيلة منشورة على موقع وزارة الدفاع الاميركية على شبكة الانترنت في الخامس من كانون الثاني/يناير، عن 2999 قتيلا.

ومن اصل ال 3003 الذين قتلوا في العراق، سقط 2418 في المعارك بينما توفي 585 اخرون لاسباب لا علاقة لها باعمال quot;معاديةquot; في حين اصيب 22100 جندي بجروح.وقد تجاوز العدد الرمزي الثلاثة الاف في وقت بدا بوش يجري تعديلات على فريق مستشاريه والقادة العسكريين في العراق، على ان يعلن الاربعاء على الارجح استراتيجيته الجديدة للعراق حيث يسقط اكثر من 100 مدني يوميا منذ تموز/يوليو، كما تقول الامم المتحدة.

وتعتزم ادارة بوش ارسال عشرين الف جندي اضافي حتى لو كان ذلك يعني تكبد القوات الاميركية المزيد من الخسائر في الارواح، حسب صحيفة نيويورك تايمز.وقالت الصحيفة ان المالكي وافق على ارسال ثلاث كتائب عراقية الى بغداد خلال الايام الخمسة واربعين المقبلة لدعم الزيادة في عديد القوات الاميركية البالغ قوامها حاليا 132 الف جندي.

وتاتي هذه الاستراتيجية بعد اسابيع من مراجعات الادارة الاميركية لسياساتها بعد ان مني الجمهوريون بهزيمة ساحقة في الانتخابات التشريعية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر امام الديموقراطيين.

وكان المالكي وعد السبت بان تلعب القوات العراقية دورا اكبر في حماية بغداد من المليشيات والمتمردين. قال quot;سنعتمد على قواتنا المسلحة لتنفيذ الخطة بكل قوة واقتدار وستقوم القوات المتعددة الجنسيات باسناد ودعم قواتناquot;. واوضح ان quot;خطة امن بغداد لن توفر ملاذا للخارجين عن القانونquot; مشيرا الى quot;منح القائد العسكري كل الصلاحيات في القاطع الذي سيتولى المسؤولية عنهquot;.