اعتدال سلامه من برلين: خمس سنوات على انشاء معتقل غونتانامو في جزيرة كوبا ولم يقف العالم وقفة انتقاد له او حتى رفع الصوت استنكارا، الا ان حزب الخضر اعتبر هذه الذكرى مناسبة من اجل الضغط على المستشارة الالمانية انجيلا ماركل كي تكرر مطلبها على الرئيس الاميركي جورج بوش بانه حان الوقت لإغلاق معتقل التعسف واللاإنسانية.

ووجهت اليوم رئيسة حزب الخضر كلوديا روت نداءً الى ماركل بوصف المانيا رئيسة دورة الاتحاد الاوروبي حاليا للعمل من اجل اقناع بوش لكي يغلق المعتقل، وكما قالتquot; على السيدة ماركل استغلال صداقتها مع بوش من اجل اغلاق معتقل غوانتانامو، وعلينا بذل الجهود واللجوء الى ما يمكن من الوسائل القانونية لكي يوضع حد للانتهاكات التي تحصل فيه. كما حذرت روت من مواصلة وجود هذا المعتقل بالقول كل يوم يمضي على وجوده يزداد تآكل القانون الدولي وتتآكل مصداقية سياسة حقوق الانسان، فبهذا الشكل لا يمكن الانتصار على الارهاب بل بالعكس.فيما وصف نائبها البرلماني كريستان شتروبليه المعتقل بانه وصمة عار ليست فقط على جبين الولايات المتحدة بل والعالم الغربي باجمعه.

الا ان غونتر نوكه من الحزب المسيحي الاشتراكي ومفوض حماية حقوق الانسان في الحكومة الاتحادية اعتبر تسليط الاضواء على معتقل غوانتانامو بمناسبة مرور خمسة اعوام على إنشائه مبالغا فيه، ففي بلدان اخرى تخرق حقوق الانسان ولا يتم الحديث عنها كما هو الحال مع هذا المعتقل.

وحسبما قال كمفوض لحقوق الانسان اطالب الإعلام بعدم التركيز على موضوع واحد يهم المثقفين والسياسيين فقط بل يجب مراعاة نوعية المواضيع. ففي غوانتانامو 395 معتقلا وهم فقط 395 معتقلا لكن هناك الآلاف من المعتقلين في بلدان اخرى مثل روسيا وكوبا وشمال كوريا وسريلانكا ودارفور والصين ومايامار. ففي هذه البلدان لا يوجد ادنى حد من الحرية وحماية حقوق الانسان ولا حتى الحق في الحصول على عناية صحية.

ومن وجهة نظره على المرء ان يكون جريئا ويتحدث عن الاعداد الكبيرة في سجون هذه البلدان، وما تكتبه الصحف عما يجري فيها من خرق لحقوق الانسان ليس بالمستوى نفسهمع ما يكتب عن غوانتانامو. فالعديد من الاعلاميين يهمهم فقط اظهار سوء سياسة الولايات المتحدة، لذا لا يجب وزن الامور بمكاييل مختلفة.

وذكر نوكه بسلبيات التفريق بين الحربة والامن ووجوب الابتعاد في هذا الشأن عن النظريات المثالية. ويرفض تبني القول بان الاميركيين لا يملكون بعد نظر في سياستهم ولا يعرفون ما يجري، فخلف سياسة الادارة الاميركية يكمن خوف كبير من العمليات الارهابية. وتصدر عن الاوروبيين في بعض الاحيان تقديرات ساذجة جدا عن حقيقة خطر الوضع.