بغداد: اقتحمت القوات الاميركية بناية في أربيل في كردستان العراق واعتقلت ستة أشخاص قيل انهم ايرانيون مما أثار أزمة دبلوماسية. وبحسب مسؤولين عراقيين وايرانيين فان البناية كانت قنصلية ايرانية وان المعتقلين كانوا موظفي القنصلية. من ناحيتها قالت مصادر الجيش الاميركي انها تحقق في الأمر وان البناية لم تكن لها صفة دبلوماسية.

إعتقال موظفي القنصلية الإيرانية في أربيل واستنكار كردي
وقد داهمت القوات الأميركية المبنى نحو الثالثة صباحا بالتوقيت المحلي، حيث تحفظت على أجهزة كمبيوتر وأوراق، حسبما قالت وسائل إعلام كردية ومسؤولون محليون بارزون. واكتفى الجيش الأميركي بتأكيد احتجاز ستة أشخاص في محيط إربيل. وقد نسبت وكالة فرانس برس للمتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قوله ان جنسية الذين اعتقلوا غير معروفة لديه ولكن يشتبه بصلتهم بنشاطات مضادة للعراق والجيش الأميركي.

وقالت ايران ان في عملية المداهمة خرق للأعراف الدولية، وقد استدعت وزارة الخارجية الايرانية سفيري سويسرا (الراعية للمصالح الأميركية في ايران) والعراق. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عملية المداهمة بأنها محاولة لتقويض العلاقات الايرانية العراقية.

وتأتي المداهمة في وقت تصاعد فيه التوتر بين إيران والولايات المتحدة، إذ تتهم واشنطن إيران بالعمل على إذكاء العنف في العراق، فضلا عن محاولة تطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه إيران. وقالت محطة تلفزيونية محلية إن قوات الأمن الكردية سيطرت على المبنى بعد رحيل القوات الأميركية.

وتقول التقارير إن القنصلية الإيرانية أقيمت هناك العام الماضي في ظل اتفاق مع الحكومة المحلية الكردية لتسهيل الزيارات عبر الحدود. و بحسب وسائل الإعلام الإيرانية فإن السفارة الإيرانية في بغداد أرسلت خطاب احتجاج على المداهمة إلى وزارة الخارجية العراقية. وقد قالت وكالة أنباء إيرانية لديها مراسل في إربيل إن القوات الأميركية استعانت بخمس مروحيات لإنزال الجنود على سطح القنصلية الإيرانية. وأضافت أن عددا من المركبات طوقت الشوارع المحيطة بالمبنى، بينما حذر الجنود الأميركيون من بداخله بثلاث لغات مختلفة بالاستسلام أو تعرضوا للقتل.

وكانت القوات الأميركية قد اعتقلت في ديسمبر/كانون الأول عددا من الإيرانيين في العراق، بينهم اثنان يتمتعان بالحصانة الدبلوماسية حيث تم الإفراج عنهما لاحقا. وتأتي مداهمة الخميس في الوقت الذي كشف فيه الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش عن استراتيجية جديدة في العراق، تشمل زيادة عدد القوات والتزام بوقف الدعم الإيراني لما أسماه quot;أعداء الولايات المتحدة في العراقquot;.

وبحسب جوناثان ماركوس مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية فإن تلك المداهمة قد تمثل بادرة على زيادة الضغوط على الإيرانيين، تماشيا مع لغة الخطاب الذي ألقاه بوش.

وفي تلك الأثناء وفي العاصمة العراقية، قتل خمسة من رجال الشرطة بينما لم يكونوا يزاولون مهام الخدمة، في كمين في حي الخضرة الغربي، حسبما قالت مصادر المستشفى. وقالت قوات الأمن إن رجلا آخر جرح في هجوم على محل صرافة بوسط بغداد. وفي محافظة الأنبار المضطربة، قالت الولايات المتحدة إن أحد جنودها قتل الثلاثاء في انفجار قنبلة على أحد الطرق. وفي أعمال عنف أخرى في الموصل، قتل مسلحون أستاذا كان في طريق عودته إلى بيته من العمل، وفي سامراء هاجم انتحاري بشاحنة منزل رئيس بلدية المدينة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 33 آخرين، بينهم رئيس البلدية.