الكويت: استذكرت الصحف الكويتية الأحد بكل الحب والوفاء الذكرى الاولى لرحيل سمو امير البلاد الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح رحمه الله الذي انتقل الى جوار ربه في الخامس عشر من يناير 2006. وخصصت الصحف صفحات كاملة لتغطية هذه المناسبة وابراز مآثر الامير الراحل وشهادات الكثير من الفعاليات الوطنية والعالمية التي اجمعت على ان سموه كان حاكما عظيما وقائدا فذا تمتع بدماثة الخلق وكانت له بصمات واضحة في كثير من الاعمال الخيرية.

ووصفت صحيفة (الراي) في مقال رئيسي بالصفحة الاولى بعنوان (دائما معنا) سمو الامير الراحل بان quot;الحكمة هويته والهدوء منهجه والتبصر سلوكه والكويت هدفه والتوافق مذهبهquot; مبينة ان quot;التحديات زادت من تمسكه بخط الاعتدال فسامح من اعتدى عليه وترك للعدالة مهمة الانصافquot;.

واكدت ان quot;سير الصالحين تتمرد على التقويم الزمني فكيف اذا كانت سيرة جابر الاحمد اللصيقة بوجدان جيل كامل عاش تجربة بناء الكويت الحديثة بكل ما فيها من انتصارات وانتكاساتquot;.

وشددت على ان الهم الاساسي لجابر الاحمد كان quot;التواصل مع التاريخ وتحصين الجغرافيا لبناء مستقبل افضلquot; مضيفة ان سموه quot;كان مدرسة في زرع الخير لتحصده الاجيال المقبلة معطيا للحكم والمسؤولية والولاية هوياتها الحقيقية التي عجز كثيرون عن استيعابهاquot;.

وتصدر الصفحة الاولى لصحيفة (الانباء) مقال رئيسي لوزير شؤون الديوان الاميري الشيخ ناصر صباح الاحمد بعنوان (الشيخ جابر حي في قلوبنا) اكد فيه ان الذكرى الأولى لوفاة المغفور له الشيخ جابر الأحمد رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته تمر وهو quot;لايزال ملء السمع والبصر وحيا في قلوبنا وقلوب أبناء وطنه فقد كان حاكما عادلا احب وطنه حبا عميقا فأحبه الوطن وأخلص لهquot;.

واضاف quot;كانت رؤيته لمكانة الكويت وتقدمها وازدهارها ماثلة امام عينيه طوال عهده الميمون فعمل جاهدا وباستمرار لكي يجعل الكويت بلدا له موقعه المميز بين دول العالم فنالت الكويت في عهده التقدير والاحترام من جميع الدول والشعوب لسياستها الحكيمة ومد يد الصداقة والعون للجميع دون تفريق وكان اهتمامه بمساعدة الدول الشقيقة والصديقة يساوي اهتمامه بازدهار وطنهquot;.

وزاد الشيخ ناصر quot;كان من ابرز ملامح سياسته بث روح الاخاء بين الدول الشقيقة ومساندة الشعب الفلسطيني في استرداد حقوقه الكاملة على أرضه وتدعيم وترسيخ أسس ومبادئ التعاون بين دول الخليج العربية والسعي لاحلال السلام والتفاهم بين جميع الدول وتمسكه بمبادئ هيئة الأمم المتحدة ومساندته القوية لها ولعل من ابرز اهتماماته تمسكه بالدستور والنظام الديموقراطيquot;.

وقال الشيخ ناصر في ختام مقاله quot;أمد الله في عمر أميرنا وقائد مسيرتنا صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد حفظه الله ورعاه وأسبغ عليه أثواب الصحة والعافية كما نتوجه الى الباري جلت قدرته ان ينعم على الأمير الوالد سمو الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح بالصحة الوافرة والعمر المديدquot;. وتمنى كذلك ان يمنح الله عز وجل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الصحة والعافية والتوفيق وان يكلل جهود سمو الشيخ ناصر المحمد رئيس مجلس الوزراء بالتوفيق والسداد وان يحفظهم جميعا ويسدد خطاهم لخدمة الكويت وشعبها.

من جانبها خصصت صحف (القبس) و (السياسة) و (الوطن) صفحات كاملة لتغطية اصداء وشهادات عدد كبير من الفعاليات الكويتية والخليجية والعربية والعالمية بمناسبة مرور الذكرى الاولى على رحيل سمو الامير الراحل الشيخ جابر الاحمد الصباح.

واجمعت تلك الفعاليات على ان اكبر عمل قام به سمو الشيخ جابر رحمه الله هو تحرير دولة الكويت من الغزو العراقي الغاشم واعادتها كما كانت واحة امن وامان واستقرار ومصدر اشعاع فكري وعلمي وثقافي وانساني للمنطقة وانه عمل لمصلحة الامتين العربية والاسلامية.

واستذكر الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية الدور الرائد للمغفور له باذن الله تعالى الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح أمير الكويت الراحل في تشييد وقيام مجلس التعاون مع اخوانه اصحاب الجلالة والسمو.

وأضاف العطية ان الفقيد الراحل بذل مع اخوانه جهودا حثيثة لبلورة صيغة جماعية اتفقوا عليها بهدف التنسيق والتعاون الجماعي ولضمان الامن والاستقرار.

ومن جانبه اكد امين عام الامانة العامة للاوقاف الدكتور محمد الشريف ان quot;بصمات سمو الامير الراحل كانت واضحة وظاهرة في كثير من الاعمال الخيرية والاسلامية علاوة على خدمة الوطن والمواطنينquot;.