رام الله (الضفة الغربية)، غزة: يرى مراقبون ومسؤولون فلسطينيون من خارج حركتي فتح وحماس ان الاجواء الداخلية الفلسطينية تشهد حراكا قد يؤدي الى انهاء حالة الاقتتال الداخلي التي شهدتها الاراضي الفلسطينية منذ اشهر. وشكلت عودة الموظفين الرسميين وغالبيتهم من حركة فتح للعمل في الوزارات التي يتولاها وزراء من حماس بعد اضراب شامل لمدة اربعة اشهر، احدى المؤشرات الاولية التي راى فيها مراقبون افاقا لهدوء قريب.

وكان نائب رئيس الوزراء الفلسطيني ناصر الدين الشاعر اعلن خلال التوقيع على اتفاقية انهاء اضراب الموظفين ان quot;هناك اتصالات داخلية قد تؤدي الى اتفاقيات سياسية خلال الايام القليلة المقبلةquot; دون ان يعطي تفاصيل اخرى. وقال سمير عوض رئيس دائرة العلوم السياسية في جامعة بيرزيت quot;ان التفاؤل بعودة الحياة الى المؤسسات الفلسطينية الى طبيعتها وبالتالي عودة الهدوء الداخلي، سببه شعور بان هناك تحركا داخليا جديا اكثر من ذي قبل لوقف حالة الاقتتال والفلتان الامنيquot;.

وشهدت الايام الاخيرة لشهر كانون الاول(ديسمبر) من العام الماضي وبداية الشهر الحالي اعنف المواجهات الداخلية بين حركتي فتح وحماس، خاصة في قطاع غزة استخدمت خلالها الاسلحة الرشاشة وقذائف ال(ار بي جي) ما ادى الى سقوط عدد من القتلى من الجانبين.

وحسب الهيئة المستقلة لحقوق الانسان فان 374 فلسطينيا قتلوا خلال العام 2006 وبداية 2007 نتيجة الفلتان الامني، من بينهم 80 فلسطينيا قتلوا نتيجة الصراعات السياسية. وقال مسؤول التوثيق في الهيئة مأمون العتيلي لوكالة فرانس برس ان 15 فلسطينيا قتلوا خلال الايام الاولى من العام الحالي بسبب الصراعات السياسية، من اصل 29 قتلوا لاسباب ناجمة عن حالة الفلتان الامني.
واشار العتيلي الى ان عدد القتلى على خلفية صراعات سياسية ارتفع في العام 2006 الى 65 قتيلا في حين ان العدد كان 15 قتيلا فقط عام 2005.

من جانبه، اكد النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي حسن خريشة وجود اتصالات بين جميع المؤسسات ومنها اتصالات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس مجلس الوزراء اسماعيل هنية تشير الى توافق بين الرجلين لوقف حالة الاقتتال الداخلي. الا ان خريشة يفضل quot;عدم الافراط في التفاؤلquot;. وقال quot;الناس ينظرون بارتياح نتيجة التصريحات الايجابية التي خرجت من الطرفين مؤخرا، لكن بتقديري ان الافراط في التفاؤل سيؤدي الى نتائج عكسية اذا ما وقع عكس التفاؤلquot;. وقال خريشة quot; لكن نحن في المجلس التشريعي نأمل ان يتوقف سقوط القتلى نتيجة الاقتتال الداخلي في العام الحالي، او على الاقل ان يتناقص العدد عن عدد قتلى العام الماضيquot;.

ومن جهته، اعتبر سمير عوض ان الطرفين سواء حركتي فتح او حماس quot;ادركا الان ان الوضع السابق خسارة على الطرفين، وهذا ما دفع العقلاء في كل الاطراف الى البحث عن الية للخروج من الوضع السيءquot;. ويساهم المعتقلون الفلسطينيون في السجون الاسرائيلية، لما يحمله الاعتقال السياسي من رمزية للفلسطينيين، في الضغط على الفصائل الفلسطينية لوقف حالة الاقتتال الداخلي.

وخرجت من المعتقلات رسالتان حملتا تواقيع قادة ونواب من مختلف الفصائل ومن حركتي فتح وحماس تحديدا، يلوحون فيها بالاضراب عن الطعام داخل السجون الاسرائيلية في حال استمرت حالة الاقتتال والصراعات الداخلية. وقال عوض quot;هناك تفاؤل ضئيل، ومن حقنا ان نتفاءل بان الوضع الحالي بدأ يتحسن وانه يسير نحو الهدوءquot;.

وفي حين يتفق نادر سعيد الذي يدير معهدا لاستطلاعات الرأي بان هناك شعورا عاما بquot;التفاؤلquot; بان تتحسن الاوضاع الداخلية في الاراضي الفلسطينية الا انه لا يتوقع ان يستمر هذا الشعور مستقبلا quot;طالما لم تحسم الخلافات السياسية بين فتح وحماسquot;. وقال quot;الشعور العام هو وجود تفاؤل لدى الشارع بتحقيق تقدم نحو الهدوء الداخلي، لكن الواقع يقول ان هناك قضايا جوهرية لم يتم حلهاquot;.

واضاف quot;هناك خلاف حول النظام السياسي المطلوب بين حركتي فتح وحماس، اضافة الى ان من اسباب الاقتتال الداخلي يعود لمصالح ذاتية للحركتين، حيث ان فتح عاشت سنوات من السيطرة على المؤسسات الفلسطينية والان تشعر انها تعيش حالة من الاقصاءquot;.
واشار الى ان quot;الضغط الذي تمارسه العديد من المؤسسات الاهلية على الفصائل الفلسطينيةquot; انما يؤكد على ان المجتمع المدني الفلسطيني هو مجتمع حي وقادر على الضغط على الفصائلquot;.

اعتقال مسلحين حاولوا خطف اجانب بخان يونس

اعلن متحدث باسم القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية الفلسطينية انه تم اعتقال عدد من المسلحين الفلسطينيين بعد محاولتهم خطف اجانب يعملون مع وكالة الغوث الدولية (الانروا) في خان يونس في جنوب قطاع غزة. وقال اسلام شهوان لوكالة فرانس برس ان القوة التنفيذية quot;اعتقلت ستة مسلحين يتبعون لفصيل فلسطيني (دون ذكره) بعد ان حاولوا خطف اثنين من الاجانب العاملين في وكالة الانروا كانا في مقر التموين التابع للانروا في خان يونسquot;.

واشار شهوان الى انه quot;سيجري تحقيق مع الاشخاص المحتجزين لمعرفة الدوافعquot;، موضحا انهم اطلقوا النار داخل مقر التموين دون اصابات او اضرار. واكد احد موظفي الانروا طلب عدم ذكر اسمه انه تم فعلا اطلاق نار في الهواء من قبل مسلحين مجهولين في محيط مقر التموين، لكنه اوضح انه لم يكن اجانب بداخل المقر.

وقال شاهد عيان ان المسلحين quot;سألوا ان كان بداخل المقر اجانب وأجابهم العاملون بلا واطلق احدهم النار في الهواء ثم لاذوا بالفرارquot;.