في تزامن مع تحرك أسلاك الهاتف بين إيران والسعودية:
رايس في الرياض: تحريك الثابت وتثبيت المتحرك

رايس تلتقي نظراءها العرب للحصول على دعم لاستراتيجية بوش

الملك عبد الله يبحث مع رايس التطورات في المنطقة

رايس تعرض مقايضة دعم العراق بتحريك فلسطيني

رايس تصل الى الرياض

علي الحسن من الرياض: الوصف الذي يمكن أن يطلق على الزيارة الحالية لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى الرياض، التي تستغرق يومين، تحريك للثابت وتثبيت للمتحرك، إذ إن الزيارة وإن كان ظاهرها محاولة إحداث اختراق مهم على صعيد القضية الفلسطينية، إلا أن هواجس الوزيرة الأميركية تتعدى ذلك لتصل إلى الملف الإيراني وتحريكه جدياً كي يكون في سلم أولويات التنسيق المشترك مع العالم العربي.

ومن المقرر أن تلتقي وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس اليوم في الكويت نظراءها العرب في إطار سعيها للحصول على دعم للإستراتيجية الجديدة التي أعلنها الرئيس جورج بوش حول العراق. وبعد أن ركزت في المحطات الأولى من جولتها في المنطقة، على تحريك عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تلتفت رايس اليوم إلى إستراتيجية بالجديدة في سلسلة لقاءات تعقدها في السعودية والكويت.

والتقت الوزيرة الأميركية الاثنين العاهل السعودي عبدالله بن عبدالعزيز. ويفترض أن تعقد مؤتمرا صحافيا مع وزير الخارجية السعودية الأمير سعود الفيصل اليوم الثلاثاء قبل أن تتوجه إلى الكويت. وذكرت وكالة الأنباء السعودي أن اللقاء تناول quot;مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمها تطورات القضية الفلسطينية والوضع في العراقquot;.

وفي تزامن مع ذلك فإن الاتصالات المستمرة بين الرياض وطهران لم تنقطع رغم سوء العلاقات الذي يبدو أحياناً على السطح ومن ثم يختفي، وهو يشابه إلى حد كبير محور اتصالات الرياض- القاهرة المستمر، وذلك بغية الوصول إلى توافق ما بين طهران وواشنطن يحول دون تصاعد الأزمة النووية إلى حد تصل به منطقة الخليج التي تحوي نصف المخزون العالمي من النفط إلى مرحلة توتر مزمن.

ولم يعد سراً أن الرياض تقوم منذ عدة أشهر بوساطة مشتركة بين طهران وواشنطن لضمان عدم حدوث مواجهة مسلحة في الخليج حسب ما أدلى به مسؤولون سعوديون كان منهم السفير السابق في واشنطن الأمير تركي الفيصل.

وقال مسؤول سعودي امس ان ايران طلبت من المملكة العربية السعودية المساعدة في تخفيف حدة التوتر بين الجمهورية الاسلامية والولايات المتحدة في رسالة سلمها علي لاريجاني كبير المفاوضين الايرانيين في المحادثات النووية الى العاهل السعودي الملك عبد الله.

وقال ان ايران تريد من الزعماء السعوديين توصيل رسالة حسن نوايا لواشنطن. واضاف المسؤول ان ايران تريد من السعودية المساعدة في تقريب وجهات النظر بين ايران والولايات المتحدة لكنه لم يذكر المزيد من التفاصيل.

إلا أن الرياض تبدي تشككاً متخفياً كون أن طهران تحرشت بمناطق نفوذها، خصوصا فلسطينيا ولبنانيا عبر حركتي حزب الله وحماس.

وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في مطلع الاسبوع انه يأمل في ان يسمع من رايس توضيحات بشأن استراتيجية بوش الجديدة. وتخشى الرياض ان تؤدي هذه الاستراتيجية الى مغادرة القوات الاميركية العراق بشكل سابق لاوانه متيحة لايران اكتساب المزيد من النفوذ وتاركة الاقلية السنية تحت رحمة الميليشيات الشيعية.