لجنة مطارنة زارت الجميّل وعون وجعجع وفرنجية
محاولة يائسة لجمع الموارنة حول حل للرئاسة

الياس يوسف من بيروت: ذكرت مصادر سياسية قريبة من بكركي لquot;إيلافquot; ان الهدف غير المعلن للتحرك الذي يقوم به وفد ثلاثي من المطارنة الموارنة في اتجاه القيادات السياسية المارونية بتكليف من البطريرك نصرالله صفير، هو التمهيد للاستحقاق الرئاسي المقبل وتهيئة المناخات والقاعدة السياسية التي تجعل التوافق المسيحي على موضوع الرئاسة متاحا وممكنا، مقدمة لتوافق لبناني مسيحي ـ اسلامي حول رئيس الجمهورية المقبل.

علاقة حذر بين القوات الدولية وحزب الله
وقد استقبل الرئيس السابق أمين الجميل اليوم في هذا الإطار المطارنة سمير مظلوم، ويوسف بشارة وبولس مطر، بعدما كان الوفد زار النائب الجنرال ميشال عون والدكتور سمير جعجع والنائب السابق سليمان فرنجية والوزيرة نايلة معوّض . وقال مظلوم : quot;كان المقرر أن نقوم بهذه الزيارة، بتكليف من غبطة البطريرك للرئيس الجميل في بداية الجولة، لكن اضطرار فخامته الى السفر جعلنا نؤجلها الى اليومquot;. وأضاف: quot;انطلقنا في مرحلة اولى من قيادات بينها شيء من خصومات التي تترك تأثيرا بين الشباب وفي الجامعات، لنرتب بقدر الامكان الجو الداخلي، وإذا لاقينا تجاوباً من الجميع، فيمكن أن تنتهي هذه المرحلة بلقاء بين القيادات . نريد أن نجمع الآراء التي وردت من قبل الجميع لنتوصل الى ورقة مشتركة. وخيار الأولويات في الحل يجب أن يبحث مع سائر القيادات الوطنية لأن الخيار ليس بين الموارنة وحدهم، ونحن نسعى في هذه المبادرة الى هدف أقل طموحا، على أن يكون خطوة أولى لمعالجة الأمور في مرحلة ثانيةquot;.

وقالت المصادر القريبة من بكركي إن البطريركية مهتمة بانتخابات رئاسة الجمهورية توصلاً إلى الرئيس التوافقي لكنها تؤكد باستمرار انها ليست في وارد الدخول في الأسماء والانحياز إلى مرشح أو أكثر، ويعود اهتمام البطريركية بمسألة رئاسة الجمهورية الى أهمية هذا الموقع وتأثيره في المعادلة الوطنية والسياسية وفي اعادة التوازن الذي اختل على مستوى الحكم بعد الطائف وحتى بعد خروج الجيش السوري من لبنان، فالشيعة تمكنوا وإن بصعوبة من تثبيت الرئيس نبيه بري في رئاسة مجلس النواب، والسُنّة نجحوا بسهولة في فرض مرشحهم الأوحد فؤاد السنيورة في انتظار توافر ظروف وصول سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، في حين كان رئيس الجمهورية اميل لحود الذي ذهب بعيدا في موالاة السوريين يواجه حملة عنيفة وعزلة قاسية، مما أدى الى الحاق مزيد من الضعف والتهميش برئاسة الجمهورية، وبالتالي الى تراجع دور الموارنة وتأثيرهم في الحكم.

وتضيف هذه المصادر ان البطريرك صفير سيحاول جاهدا ان يجمع القادة المسيحيين ويوحد موقفهم حول موضوع رئاسة الجمهورية حداً أدى اذا كان توافقهم حول المواضيع والملفات السياسية الأخرى متعذرا وسط الانقسام الحاد الحاصل في البلاد. وتوحيد الموقف المسيحي هو الشرط الأول للإتيان برئيس غير ضعيف ويمكنه ان يساهم في شكل فعال في تصحيح التوازن وفي أن يعيد الى الرئاسة ما خسرته من وهج وحضور ودور وطني. فإذا نجح الموارنة في التفاهم فيما بينهم على رئيس توافقي فإنهم يقطعون أكثر من نصف المسافة لإيصال هذا الرئيس الى قصر بعبدا والى الموقع الأول المخصص للطائفة المارونية وفق النظام الطائفي المطبق في لبنان.

وفي اعتقاد هذه المصادر ان الظروف والمعطيات تدفع أكثر فأكثر في اتجاه رئيس وسطي وتوافقي لا يكون من صفوف 8 أو 14 آذار/مارس. والتوافق المسبق حول رئيس الجمهورية المقبل سيكون شرطا من شروط اجراء الانتخابات الرئاسية في ظل الأزمة السياسية المتمادية. ويُخشى إذا لم يتحقق هذا التوافق ان يتعذر اجراء الانتخابات ويتكرر ما حصل عام 1988 من فراغ دستوري وانقسام وطني وفرز سياسي وعدم استقرار أمني.

وفيما تقول المصادر إن الإتصالات لا تزال في مرحلة تحديد مواصفات الرئيس المقبل ومن المبكر الخوض في مرحلة تحديد الأسماء، يستبعد سياسيون مسيحيون أن تؤدي حركة المطارنة إلى نتيجة عملية تتجاوز الكلام الإيجابي في العموميات، نظراً إلى التباعد الكبير في وجهات النظر والحسابات والخيارات الذي يقسم الوسط السياسي الماروني عمودياً. ويصف هؤلاء السياسيون حركة الأساقفة الموارنة بين قادة الطائفة بأنها quot;يائسةquot; .