إستقالة رئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي فتحت باب التكهنات لخلفه
دان حالوتس صاحب نظرية الحروب المفتوحة

بشار دراغمه من رام الله: غادر دان حالوتس الجنرال الإسرائيلي منصبه بشكل مفاجئ ودون مقدمات. فرئيس هيئة أركان الجيش الايراني الاصل قدم استقالته من منصبه والسبب المعلن إخفاقات في حرب تموز ضد لبنان اما الاسبب غير المعلنة فهي على حالها والجميع بانتظار الأيام المقبلة لمعرفة التفاصيل كافة.

و قد مارس دان حالتوس صاحب نظرية الحرب المفتوحة والضربات الموجعة نظريته في كل المحطات العسكرية في حياته. وكان آخرها الحرب مع حزب الله اللبناني وبعد تحديد الهدف بدأ الجيش الإسرائيلي بحرب مفتوحة على الجنوب اللبناني لم يستثن منها حتى البنايات السكنية وكانت مجرزة قانا الثانية خلال الحرب من أبرز النتائج السلبية لسياسة حالتوس في الحرب المفتوحة.

لم يتردد حالتوس نهائيا في المصادقة على أية عملية قتل في الاراضي الفلسطينية معتبرا ان ذلك يمثل الجزء الآخر من نظريته وهو الضربات الموجعة وقبل أن يتسلم منصبه وعندما كان مسؤولا عن سلاح الطيران كان حالتوس لا يتردد في قصف أي مبنى سكني يتواجد فيه quot;مطلوبين فلسطينيينquot;. ومن أبرز تلك الحوادث التي أمر حالوتس بتنفيذها كانت عندما أمر بقصف مجمع سكني في قطاع غزة بهدف قتل القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) وهو صلاح شحادة ما أدى إلى مقتله وإصابة عشرات الفلسطينيين في تلك الحادثة.

أما عمليات الاغتيال التي طالت القيادة الفلسطينية من مختلف الفصائل فأنها حدثت في فترتين منفصلتين الأولى عندما كان حالوتس مسؤولا عن سلاح الطيران والثانية عندما تسلم منصب رئاسة هيئة اركان الجيش الإسرائيلي. فتم قتل مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين وقادة كبار في الحركة مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي واسماعيل أبو شنب وإبراهيم المقادمة وكذلك مقتل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أبو علي مصطفى .

حالتوس ايراني الاصل

الجنرال حالوتس ( 58 عاما) من اصل ايراني هاجرت عائلته إلى إسرائيل بسبب ديانتها اليهودية. وهناك دخل صفوف الجيش الإسرائيلي وتنقل بين العديد من المناصب إلى أن وصل إلى رئاسة هيئة أركان الجيش ولا يعلوه في أي قرار عسكري سوى وزير الدفاع ورئيس الوزراء. وهو يتلقى تعليماته من القيادة السياسية المذكورة .

وتميز حالوتس بقدرته على الربط بين عمليات القوات الجوية والبرية والاستخبارات مما ادى الى تنسيق العمليات بينهم في انتفاضة الاقصى والتي ساهم فيها سلاح الجو بدور كبير للمرة الاولى في تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي حيث كان لهذا السلاح اليد الكبرى في قتل عدد كبير من النشطاء الفلسطينيين وعلى رأسهم صلاح شحادة القائد العسكري لحركة quot;حماسquot;.. هذه العملية كانت قد أثارت الرأي العام العالمي بعد مقتل اكثر من عشرين مدنيا.. وعندها قال حالوتس: quot;انا انام الليل مرتاح الضمير.. فانا اقوم بما هو منوط بي لمصلحة الدولةquot;.

الجنرال الممنوع من السفر

حالوتس وبسبب العمليات العسكرية الكبيرة التي قام بها في الأراضي الفلسطينية ولبنان جعل جمعيات حقوق الإنسان تطارده وترفع ضده الدعاوى في كبرى المحاكم الدولية لوصفه بـquot;مجرم حربquot;. وبسبب هذه القضايا وخشية من الاعتقال لم يتمكن حالوتس من السفر إلى العديد من دول العالم ومنها بريطانيا خشية من اعتقاله هناك.

حالتوس الذي كان يرى نفسه فوق الجميع ويشعر باحترام الإسرائيليين انقلب مرة واحدة ليقول في كتاب استقالته أن الشعب الإسرائيلي ينظر إلى الجيش بنظرة دونية معتبرا هذا الأمر سببا دفعه للاستقالة.

تكهنات بالخلفاء المتوقعين

و بمجرد استقالة حالتوس بدأ التكهن في إسرائيل بالخلف القادم الذي سيتولى المنصب الشاغر والأعلى في الجيش الإسرائيلي. وأول من تقع عليه الأنظارهو الجنرال موشي كابلنسكي.

وقد انضم كابلنسكي في عام 1976 للواء غولاني وعين عام 1982 قائدا لجوالة اللواء، ومن ثم قائدا لكتيبة quot;غدعونquot; في اللواء، ومن ثم قائد كتيبة، ثم قائدا للواء غولاني. وعين بعد ذلك ضابط فرقة 91 المسؤولة عن الحدود مع لبنان. في عام 2001 عين مستشارا عسكريا لرئيس الوزراء ورقي إلى رتبة جنرال.

وعين في عام 2002 قائدا لمنطقة المركز، وكان يهدف تعيينه إلى اكمال ما بدأه الجيش في عملية quot;السور الواقيquot;، وقد شهدت فترة قيادته موجة الاعتقالات الكبيرة بين صفوف المقاومين والنشطاء الفلسطينيين والاجتياحات الواسعة في جنين ونابلس وبدء إقامة جدار الفصل العنصري. وفي مارس آذار 2005 عين نائبا لقائد هيئة الأركان العامة، وعينه حالوتس في فترة حرب لبنان منسقا خاصا في قيادة منطقة الشمال الأمر الذي أثار قائد المنطقة أودي آدم وكانت إشارة إلى محاولة تحميله مسؤولية الفشل في الحرب.

أما المسؤول الآخر الذي ينظر إليه لتولي هذا المنصب فهو الجنرال غابي أشكنازي مدير عام وزارة الأمن منذ 27 يوليو/ سبتمبر 2006. وشارك أشكنازي عام 1976 في عملية عنتيبي، وأصيب عام 1978 في عملية الليطاني حينما كان نائبا لقائد كتيبة 12 في لواء غولاني، واستقال من الجيش ثم عاد وعين قائد كتيبة 51 في لواء جولاني عام 1980 وشارك في إخلاء ياميت عام 1981. و من المرشحين ايضا لهذا المنصب الجنرال بيني غانتس الذي تم تعيينه عام 2002 قائد ذراع تطوير القدرات في القوات البرية.