بهية مارديني من دمشق: بعيدا عن قرابة الاسبوع الذي قضاه الرئيس العراقي جلال الطالباني في سوريا ، ولقائه ثلاث مرات الرئيس السوري بشار الاسد ، وزيارته ضريح الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد ، ولقاءاته المسؤولين السوريين قادة بعثيين ورفيعي المستوى ، فهل كانت زيارة الرئيس العراقي الى سورية ناجحة ام فاشلة؟.

يصف دبلوماسيون سوريون زيارة الطالباني الى دمشق بالنجاح الا ان محللون يقفون امام هذا الوصف مطولا ، ويودون انتظار التقييم حتى تجتمع اللجان الامنية المشتركة الشهر القادم ، وحتى تسلم دمشق المطلوبين العراقيين . سوريا سربت انها حريصة على نجاح زيارة الطالباني لدمشق لكنها قالت انها تريد التعامل معها كحزمة واحدة بمعنى الاينفصل الموضوع الامني عن الاقتصادي ...

ويعتقد محللون في دمشق ان زيارة الطالباني الى دمشق اذا ما كان لها ان تشكل بداية حقيقية لعلاقات سورية عراقية مستقرة فانها يجب ان تكون قد حصلت على ضوء اخضر اميركي او ضمانة اميركية لتنفيذ مااتفق عليه خلال اللقاء .

فالزيارة المطولة جدا للطالباني تحمل اكثر من اشارة واكثر من مجرد اعتبارها زيارة رئيس الى دولة مجاورة لان الالتباسات الموجودة في العراق والوضع الجيوسياسي الذي وجدت واشنطن نفسها فيه خصوصا لجهة التداخلات السورية والايرانية في العراق جعلت من زيارة الطالباني تبدو وكانها جولة مفاوضات ماراثونية على جملة من القضايا الحساسة والخطيرة المرتبطة بالوجود الاميركي في العراق .

واذا مااردنا النظر الى الزيارة بشكل عام يمكن القول انها زيارة ناجحة بالنظر الى انها انتهجت تفاهمات سرية وعلنية بين الحكومة العراقية وبين دمشق المتهمة اميركيا وعراقيا بانها تدعم التمرد المسلح ، وتشكل عقبة رئيسية في عدم استقرار العراق كما ان مجرد حدوثها يؤشر الى انخراط سوري ايجابي في جهود الوساطة القائمة لوضع سكة الحل السياسي في العراق في الاتجاه الصحيح .

ولكن المحللون يعتقدون ان الزيارة برمتها ومارافقها من مباحثات ولقاءات ومشاورات قد تكون رغبة سورية في اظهار مدى تاثيرها السياسي وتذكير بان دور سوريا الاقليمي لم ينحسر بل ازداد وتم تعويضquot; الفجوة اللبنانية بالمغارة العراقيةquot; .