عشرات الجرحى بالرصاص والحجارة والجيش في الوسط
لبنان حتى الآن أسود ورمادي وطقس جميل

أنصار quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; قبالة المقر المركزي
لحزب الكتائب وسط بيروت. ( خاص quot;إيلاف- جو الحاج )
إيلي الحاج من بيروت : تحوّل الإضراب السلمي الذي دعا إليه quot;حزب اللهquot; وquot;التيار الوطني الحرquot; وحلفاؤهما مواجهات بالحجارة والعصي، تخللها إطلاق ناري في الفضاء من عناصر الجيش اللبناني الذي تأخر في البدء بفتح طرق رئيسية، خصوصا على طريق المطار، وعلى خط الساحل الشمالي بين بيروت وطرابلس التي أقفلها متظاهرون من ساعات الصباح الأولى بالإطارات المشتعلة والحجارة وجذوع الأشجار ومكعبات الإسمنت وسواتر من الأتربة، كذلك تركوا سياراتهم على قارعات الخط السريع لمنع المرور نهائياً.

وبدلاً من أن تبادر وحدات الجيش وقوى الأمن إلى منع إقفال الطرق نزولاً عند توجيهات الحكومة وتوقعات قوى الغالبية المناهضة لسورية 14 آذار/ مارس، أخذت موقف حماية المتظاهرين ومنع الراغبين في العبور إلى أعمالهم من الإقتراب منهم . وأثار هذا الموقف استياء فريق سياسي وعزاه إلى حسابات سياسية خاصة وغياب الرؤية والقدرة أو عدم رغبة في اتخاذ قرار. في حين علله فريق آخر بعدم استطاعة القوى الأمنية قمع المتظاهرين المصممين على قطع الطرق من دون إهراق دماء، الأمر الذي نجح الجيش في تفاديه، وإن بثمن النيل من هيبته بعض الشيء.

هكذا أقفلت تباعاً معظم الطرق الأساسية بمواكبة أمنية وأفاق السكان على غيوم سوداء عالية تحجب الرؤية ناتجة من إحراق الدواليب بكثافة في بيروت والمناطق ، من الشمال حيث تولى المهمة في شكل رئيسي أنصار الوزير السابق سليمان فرنجية من quot;تيار المردةquot;، وذلك في البقعة الممتدة من تخوم الكورة إلى البترون، إلى المناطق ذات الغالبية الشيعية في البقاع والجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت وبعض أنحاء العاصمة حيث تولى الأمر أنصار quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot;، وأقضية جبل لبنان الشمالي المتن وكسروان وجبيل quot;التيار العونيquot; . أما في المناطق الدرزية فتحرك بعض أنصار الوزيرين السابقين وئام وهاب وطلال إرسلان.

أما في زحلة فحصل خلاف وإطلاق نار لدى محاولة أنمصار quot;التيار العونيquot; قطع طرق ، وما لبث الوضع أن هدأ ، وفتحت أسواق المدينة بنسبة 80 في المئة .

الطريق مقطوعة قرب مؤسسة الكهرباء-
جادة شارل الحلو (ج.ح)
أخر الجيش وبدا حائراً في السبيل الأفضل للتصرف ، فتفاقم الوضع واندلعت المواجهات بين أنصار الغالبية وأنصار المعارضة في نقاط عديدة، وسجلت عشرات الإصابات ، من صوفر والحازمية ، إلى خلدة ndash; الشويفات مروراً بنهر الكلب حيث نزل أنصار حزب quot;القوات اللبنانيةquot; ورئيسه سمير جعجع بكثرة في وجه أنصار الجنرال ميشال عون وكادت المواجهة تكبر وتنفلت لولا مسارعة قوى الجيش إلى أبعاد الجانبين وفتح الطريق . الأمر نفسه حصل في عجلتون في كسروان ، وفي جبيل حيث أطلق أحد quot;القواتيينquot; النار على عونيين منعوه من المرور فأصيب أربعة منهم بجروح مختلفة . وفي البترون أيضاً تواجه quot;القواتيونquot; مع أنصار عون وفرنجية ، في حين كان الجيش يجري مفاوضات مع قيادة العونيين لإقناعهم بفتح الطريق سلماً.

في هذا الوقت كانت مواجهة ذات طابع مذهبي تدور في الطريق الجديدة في بيروت بين جموع شبان من quot;حزب اللهquot; وحركة quot;أملquot; يقيمون في حي بربور وجموع من شبان آخرين من أبناء المنطقة يوالون تيار quot;المستقبلquot; ورئيسه النائب سعد الحريري. وبين الطرفين كانت وحدات من الجيش تحاول عبثاً ضبط الموقف . ودارت مواجهة أخرى ذات طابع مذهبي بين سكان حي الرويسات الشيعة، وسكان في منطقة جديدة المتن المسيحيين من غير المؤيدين للجنرال ميشال عون ، والمناصرين تالياً لحزب الكتائب أو حزب quot;القواتquot; .

وخلفت المواجهتان المتواصلتان حتى الآن دماراً كبيراً في السيارات والممتلكات . في حين تلاحقت أنباء من جبيل عن تعرض موكب النائب السابق فارس سعيد لاعتداء بعد فتح الطريق الساحلي، وأطلقت القوى الأمنية النار على ثلاثة quot;قواتيينquot; فأصيب بجروح طفيفة في أرجلهم . وفي الحازمية اصطدم جنود الجيش مع حشد من العونيين واعتقلوا بعضهم. ولا يزال لبنان ملفوفاُ حتى الآن بألوان الأسود والرمادي، ولم يقفل المطار بل الرحلات إليه. كل ذلك وسط طقس ربيعي جميل.

*تصوير جو الحاج