سمية درويش من غزة: تجددت الاشتباكات المسلحة بين أطراف النزاع في قطاع غزة ، مع عودة جلسات الحوار الوطني الفلسطيني لمائدة المفاوضات ، في محاولة جديدة للخروج باتفاق موحد حول تشكيل حكومة الوحدة الوطنية.

وكانت بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة ، مسرحا الليلة الماضية وصباح اليوم للعنف ، حيث دارت اشتباكات مسلحة عنيفة بين مسلحين من حركتي حماس وفتح ، أسفرت عن إصابة أربعة مواطنين بجروح متفاوتة ، في حين توفي مواطن جنوب غزة كان محتجزا لدى القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية.

وحذرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، من عودة الاشتباكات المسلحة شمال قطاع غزة وتجدد التراشق الإعلامي بين حركتي حماس وquot;فتح. وقالت الجبهة في بيان تلقت quot;إيلافquot; نسخة منه ، أن استمرار ذلك سيؤدي إلى تخريب الجهود التي تبذلها اللجنة العليا للفصائل والقوى الوطنية والديمقراطية والإسلامية لإنجاح الحوار الوطني الشامل ، على أساس وثيقة الوفاق الوطني الفلسطيني ، موضحة أن الجلسة الافتتاحية لجولة الحوار الوطني الفلسطيني الشامل التي بدأت أمس في غزة ، بمشاركة كل الفصائل والقوى الوطنية والديمقراطية والإسلامية ، أثمرت اتفاقا على جدول أعمال جلسات جولة الحوار.

وكان العشرات من الأطفال ، قد طالبوا خلال مسيرة لهم في غزة بضرورة إنهاء فوضى السلاح والفلتان الأمني ، وتوفير الأمن والحماية لهم والأجواء الملائمة لممارسة حياتهم ، معبرين في الوقت ذاته ، عن خوفهم وخشيتهم على حياتهم وأمنهم ، جراء تصاعد الاعتداءات المتكررة وفوضى السلاح ، وانتشار الظواهر المسلحة في الشوارع ، والتي تؤدي إلى وقوع المزيد من القتلى الجرحى.

وقال ماهر مقداد المتحدث باسم حركة فتح لـquot;إيلافquot; ، بان الأيام القادمة ستثبت مدى جدية حركة حماس في الحوار الفلسطيني الذي يجري حاليا في قطاع غزة ، وانه لا يمكن الحكم الآن إنها جدية أم لا ، غير انه لفت إلى ان جلسات الحوار السابقة لم تكن فيها حماس جدية إطلاقا .

من جانبه تساءل أحمد عبد الرحمن الناطق الرسمي باسم حركة فتح ، quot; إلى متى سنظل نتحدث عن حوار وطني ، وبعد كل جولة نصل إلى طريق مسدود ثم نعود من جديد إلى حوار وطني؟ quot;.

وشكك القيادي الفتحاوي في تصريح صحافي ، وصول جولة الحوار الحالية إلى الأهداف المتوخاة ، حيث قال quot; لا تكمن المشكلة في العموميات وفي العناوين، وقد سبق أن وضعت العناوين التي تم الاتفاق عليها بالأمس في الحوار الوطني منذ أيار quot;مايوquot; من العام الماضي وحتى الآن.quot;

إلى ذلك دانت كتلة فتح البرلمانية ، بشدة ما تقوم به القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية بخطف مواطنين والتحقيق معهم بصفة غير قانونية وإعدامهم ، مؤكدة بأنها لا تملك إذنا من النيابة لذلك ، ولا تتم مواضيع التحقيق عبر الوسائل الشرعية والقانونية ليصدرون حكمهم بإعدام هؤلاء المواطنين.

وكان المواطن هشام حماد 45 عاما من سكان حي البرازيل في مدينة رفح جنوب قطاع غزة توفى اليوم بين أيدي القوة التنفيذية ، حيث قالت مصادر طبية ، بأنها وجدت أثارا للتعذيب على جسده ، في حين نفت القوة التنفيذية ذلك ، مشيرة إلى أن وفاته كانت نتيجة صدمة قلبية ، بحسب تعبيرها .

وطالبت كتلة فتح في المجلس التشريعي في بيان صحافي ، حكومة حماس وعلى رأسها وزير الداخلية سعيد صيام بوقف جميع عمليات الخطف والتحقيق مع المواطنين التي تتم بصورة غير شرعية ، والإفراج عن كل المختطفين وتسليمهم إلى النيابة وأجهزة الأمن القانونية للتحقيق معهم بصوره قانونية وشرعية ، وتسليم المتهمين في قتل المواطنين من القوة التنفيذية للنيابة العسكرية لمحاكمتهم على عمليات القتل.