خلف خلف من رام الله: أبدت مصادر فلسطينية تخوفها من خطة إسرائيلية جديدة تنص على انسحاب إسرائيل من معظم مناطق الضفة الغربية، وتفكيك عشرات المستوطنات، وضمها إلى الكتل الاستيطانية الكبرى، كما تنص أيضاً على إنهاء الاحتلال، ونقل أراض بما في ذلك قطاع غزة إلى قوة أوروبية تديرها تمهيداً لإقامة دولة فلسطينية مستقلة. واعد هذه الخطة عضو الكنيست من حزب كديما شلومو برزنيس المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، وأعربت مصادر فلسطينية عن خشيتها من عودة الوصايا الدولية على الأراضي الفلسطينية كما كانت في عشرينات القرن الماضي.

وقال مصطفى الخطيب المستشار الإعلامي للمركز الفلسطيني للديمقراطية والدراسات والأبحاث لـ ايلاف: أن هذا الخطة في حال طرحت على الأميركيين ووافقوا عليها، فأنه قد تمارس بعدها ضغوطاً شديدة على الجانب الفلسطيني للقبول بها، وبنبع مكمن الخطر في ظل تنامي قوة بعض الشخصيات الفلسطينية المدعومة أميركيا، ولنا في خارطة الطريق تجربة سابقة.

وحسب النائب الإسرائيلي شلومو برزنيس فأن خطته هي السبيل الوحيد للخروج من الوضع الفلسطيني ndash; الإسرائيلي، وتنص الخطة على وضع الضفة الغربية وقطاع غزة لمدة محدودة لانتداب دولي، بحيث تتواجد قوة دولية تديرها استعداداً لإقامة دولة فلسطينية، ويتضح من هذه الخطة أنها تتضمن وصول عشرات آلاف الجنود من قوة أوروبية على غرار قوة الطوارئ الدولية في لبنان، مهمتها حل quot;التنظيمات الفلسطينية المسلحةquot;، وجمع السلاح غير المرخص، وإعداد جيشٍ وشرطة فلسطينية تعمل بالتنسيق مع الجيش الأمريكي وقوات الأمن الإسرائيلية.

ويشار إلى أن برزنيس أراد أن يكون الاتحاد الأوروبي الجهة المكلفة بهذه المهمة، لا الولايات المتحدة؛ وذلك بسبب تعاطيها الخاطئ لما يجري في العراق، ولانعدام الثقة بها في المنطقة. من جهة أخرى تنص الخطة على أن يطلق الاتحاد الأوروبي ما يشبه quot;خطة مارشالquot; خاصة بالشرق الأوسط لتنمية الأراضي الفلسطينية، كما تنص أيضاً على أن عمل القوات الأوروبية ينتهي بإنجازها مهمتها، وأن هذه الخطة لا تُطبّق إلا بموافقة الطرف الفلسطيني.

ويرى عضو الكنيست برزنيس المقرب من رئيس الوزراء أولمرت أن هذا الأسلوب مأخوذ عن الدور الدولي الذي أدى إلى الاستقرار في البوسنة والهرسك، حيث تعمل قوات أوروبية، وسيكون لهذه القوة دور في إنشاء مؤسسات الحكم المحلي والمركزي، وإنشاء الجسور والمرافق، وإدارة انتخابات نزيهة، وإقامة بنيةٍ تحتية، وأضاف يقول: إن النتائج هناك حتى الآن مشجعة؛ فالعنف قد توقّف تماماً، ومجرمو الحرب قدموا إلى المحاكمة، والاقتصاد استقر، وتم تسجيل ارتفاعٍ كبير في الناتج القومي؛ لذا أطلق عليها اسم quot;الدفيئة الدوليةquot;.